جاري التحميل الآن
×

مقطع بتصرف الشاعر الأستاذ باسم أحمد قبيطر من قصيدة: [دَمْعَةٌ فِي وِسَادِي] بعنوان: يقظةُ الروح

مقطع بتصرف الشاعر الأستاذ باسم أحمد قبيطر من قصيدة: [دَمْعَةٌ فِي وِسَادِي] بعنوان: يقظةُ الروح

يَقْظَةُ الرُّوح

يَا لجُرْحِيْ مَتَى أُصَافِيْ رَشَادِي
وَأُجَافِيْ غَوًى طَغَى بِالْفَسَادِ؟!!

أَسْتَزِيدُ الْحَيَاةَ لَهْوًا فَأَشْقَى
وَرَجَائِي التُّقَى وَدِيني مُرَادِي

هُوَ لِي أُنْسِيَ اكْتِمَالُ هَنَاءٍ
وَسَبِيلُ الْأَمَانِ غَوْثِيْ وَزَادِي

أَخْلَقَ الْعُمْرُ فِي سِنِيْنِي وَأَمْسَى
بَالِيًا شَفَّهُ عَسِيْرُ جِلَادِ

يَقْظَةُ الرُّوْحِ تَنْتَشِي مِنْ حُمَيَّا
تَسْكُبُ الْمَوْتَ لَحْظَةَ الْمِيلَادِ

فَلِمَاذَا أَرَى سِهَامَ الْمَنَايَا
مِثْلَ أَمْرٍ مُسْتَطْرَفِ الْإِتْلَادِ؟!

طَالَما إِرْثِيَ التَّلِيْدُ حِمَامٌ
بَذَّ صَقْرًا فِي ذُرْوَةِ الْإِرْصَادِ

مُفْرَدًا فِي ضَرِيحِيَ الْقَفْرِ أَحْيَا
جَارَ لَيْلٍ وَوَحْشَةٍ وَسَوَادِ

وَلَعَمْرِي إِنْ رَقْدَةُ الْمَوْتِ إِلَّا
غَفْلَةٌ، وَالْقُبُورُ جَفْنُ سُهَادِ

يُقْفِلُ القَبْرُ عَيْنَهُ ثُمَّ يَصْحُو
لِلْمَنَايَا كَغَافِلٍ فِي الْمِهَادِ

كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ لا عَيْشَ يَبْقَى
أَيْنَ مِنَّا مَنَازِلُ الْأَجْدَادِ؟

هكَذَا الْمَوْتُ إِنْ تَحَيَّنَ نَفْسًا
يَقْطِفُ الرُّوحَ مَا لَهَا مِنْ فَادِ؟!

أَيُّهَا الْهَادِرُ اتّْئِدْ وَتَرَفَّقْ
بِرِقَابِ الْأَبْنَاءِ وَالْأَحْفَادِ

كُلُّنَا مَيِّتُونَ مَا مِنْ مَفَرٍّ
وَرَكِبْنَا فِي زَوْرَقِ الْوُفَّادِ

وَإِلَيْكَ انْتَهَى مَطَافُ دُنَانَا
وَانْقَضَى مَا لَنَا مِنَ الْأَعْيَادِ

كُلُّ مَا يُبْتَغَى مِنَ الْعَيْشِ فَانٍ
مَا تُرَى جَذْوَةُ الرَّدَى فِي اتِّقَادِ

لَيْسَ يَنْجُو رَوَائِحٌ وَغَوَادٍ
(فَالْمَنَايَا رَوَائِحٌ وَغَوَادِي)

يَنْفَدُ الْعُمْرُ فِي الْخُمُولِ وَيَخْبُو
وَرِضَى اللهِ مَا لَهُ مِنْ نَفَادِ

نَرْتَجِي الْعَفْوَ وَالْجُنَاةُ رَجَاها
رَحْمَةٌ مَا لِحَدِّهَا مِنْ كَسَادِ

فَاهْطُلِي رَأْفَةً وَكُونِي سَلَامًا
وَشِفَاءً لِحُرْقَةِ الْأَكْبَادِ

رَحْمَةُ اللهِ لِلْعِبَادِ سَتَبْقَى
خَيْرَ بُشْرَى تَنمُو إِلَى الْأعبَادِ

هُوَ رَبِّي أَوْلَيْتُهُ حُسْنَ ظَنِّي
وَبِتَقْوَاهُ يَنْطَوِي إِسْعَادِي

وَاحَنِينِي إِلَى عُلَاكَ إِلهِي
تَاقَ عُمْرِيْ الرَّمِيمُ لِلْإِنْشَادِ

إِنَّنِي الْمَيْتُ شَاحِبُ الثِّقْلِ زَادِي
وَبِنَجْواكَ رَوْضَتِي وَعِمَادِي

ثَارَ شَوْقِي فَهَلْ لِأُبْعَثَ حَيًّا
مِنْ رُقَادِي إِلَيْكَ فِي الْأَشْهَادِ؟!!

باسم أحمد قبيطر – إسبانيا🌴

Share this content:

إرسال التعليق