من الدكتور الميقاتي تحية من القلب إلى صيدا الحرة العزيزة
تحية من القلب إلى صيدا الحرّة العزيزة
بقلم: الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي
بعد الأحد الساخن الذي شهدته أمس عاصمة الجنوب صيدا العزيزة جرّاء حرص أهلها وعلمائها وفاعلياتها ودعاتها الصادقين على الحفاظ على هويتها الأصيلة، فإننا إذ نوجه تحية من القلب إليها وإلى العيون الساهرة فيها ، نؤكد في نقاط سبع ما يلي:
وقوع هزيمة مدوّية للإرهاب الإباحي على شواطىء مدينةٍ حضاريةٍ مؤمنة رفضت إكراهها بقوة التهويل على قبول نموذج خارج على الدين والقيم والأنظمة المرعية الإجراء في المسبح الشعبي والمستقرة منذ زمن بعيد.
انقلاب مقولة “العصر الحجري “على من رفعها ليهين القيم، باعتبار أن ذاك العصر هو عصر العري وأن التحضر الإنساني هو في صناعة الأزياء وارتدائها والتجمل بها، وبالتالي فإن الرجعية تكمن في العودة إلى عصور التعري وتكريس ذلك لا العكس.
انكشاف فاضح للحركة النسوية المستوردة المطالبة بإسقاط ما أسمته السلطة الأبوية، ذلك أنها تعيب ما تعتبره وصاية على الآخر ثم تقوم بنفسها بفرض وصايتها على المجتمع كله لنشر وباء تشيؤ المرأة وشيوعية جسدها وبخاصة في الأماكن العامة.
إصرار البعض على التمادي والمجاهرة في المعاصي والغفلة عن كل الرسائل الربانية التي تعاقبت على الشعب اللبناني من وباء وبلاء وغلاء فاحش وتسلط أعداء وانهيارات اقتصادية ونقدية واجتماعية وزلازل على اختلاف أنواعها، بدلا من الإنابة والتوبة الفورية قبل فوات الأوان على مستوى كل محافظات لبنان.
غياب المفهوم الصائب للحريات التي تتحول إلى فوضى وفجور إذا بقيت بغير ضوابط، لا سيما أن مفهوم النظام العام والآداب العامة والأخلاق العامة كل ذلك معتبر قانونا وبخاصة في الأماكن العامة.
التناقض الفاضح في مكاييل بعض الإعلام اللبناني الذي يصرّ تارة على مقولة احترام خصوصيات بعض المناطق وصولا إلى السعي نحو اللامركزية وربما الفدرالية، في حين أنه يعيب تارة أخرى بألسنته الحداد على من يمارس حقه في ممارسة هذه الخصوصية النابعة من الدين والأخلاق والقيم ضمن نطاقه البلدي المحترم قانونا.
انتصار المشهدية الموحدة لصيدا الحضارية المؤمنة والمقاوِمة، وانتصارها لدينها الحنيف وقيم الفضيلة ورعاية الأسرة وحفظ الحرمات في أشهر الحج وعشية دخول الأشهر الحرم، وفي أكناف بيت المقدس الذي جاس فيه الأعداء خلال الديار.
وصدق الله تعالى: “..فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
Share this content: