جاري التحميل الآن
×

أَمْضِي إلَيْهَاٰ

أَمْضِي إلَيْهَاٰ

مَهَّدتُ قَلْبِي، قُلْ بِسَاٰطًا أَخْضَرا
وَفَرَشْتُ عُمْرِي لازَوَرْدًا مُمْطِرا

كَيْ تَدْرُجِي وَالنَّبْضُ يَعْزِفُ لَحْنَهُ
وَالطَّيْرُ يَرْقُبُ مِنْ جَوًى مُسْتَفْسِرا

وَازَّيَّنَتْ كُلُّ الرُّبَىٰ مِنْ حَوْلِنَاٰ
وَدِثَاٰرُهَا الْوَرْدُ الْجَمِيلُ مُزَرَّرا

حَيَّاٰكِ عُمْرِي بالْبَشَاٰشَةِ وَاشْتَهَىٰ
لَحْظًا أَعَاٰرَ الظَّبْيَ جَفْنًا أَحْوَرا

نَاٰدَاٰكِ مِنْ فَرْطِ الْهَوَىٰ وَتَهَلَّلَتْ
مِنْهُ النَّواظِرُ، وَالْفُؤادُ تَعَثَّرا

يَاٰ لَلشِّفَاٰهِ الرَّاٰعِشَاٰتِ تَبَرْعَمَتْ
مِنْهَا الْأَقَاٰحِي وَاسْتَفَاٰضَتْ عَنْبَرا

هَلْ كُنْتِ مَهْدًا لِلْجَمَاٰلِ وَتُحْفَةً
لِلْحُسْنِ أَوْ رَوْضًا أَنِيقًا أَنْضَرا؟!

آهٍ لِوَرْدِكِ فُتِّحَتْ أَكْمَاٰمُهُ
وَتَوَشَّحَ الخَدَّ الْأَسِيلَ الأَزْهَرا

لَاٰ لَاٰ لِغَيْرِكِ يَنْبَغِي، لَاٰ يَنْبَغِي
أَسِوَاٰكِ يَأْتِيهِ الْجَمَاٰلُ مُسَخَّرا؟!!

أَنْتِ الَّتِي فِي الْحُبِّ صُغْتِ هُوِيَّتِي
إِنْ أَقْبَلَ الْعُمْرُ انْتَشَىٰ، أَوْ أَدْبَرا!!

لَاٰ تَتْرُكِي قَلْبِي يَبَاٰبًا هَاٰلَهُ
طُولُ التَّنَاٰئِي فَاشْتَكَىٰ مُسْتَبْصِرا؟!

صَاٰغَتْ لَنَا الْأحْلَاٰمُ مِنْ عَبَقِ الرُّؤَىٰ
مَاٰ يَزْرَعُ الْأَحْدَاٰقَ فِي تِلْكَ الذُّرَىٰ

مَاٰذَاٰ أَقُولُ لِغُصْنِ سُؤْلِكِ يَنْزَوِي
خَلْفَ الشُّمُوسِ وَقَدْ بَدَاٰ مُسْتَقْمِرا؟!!

أَوَلَسْتِ ذَاٰتِي، مِلْحَ عَاٰفِيَتِي الَّتِي
تَبْقَىٰ الْمَآلَ إِذَا الْأَمَاٰنُ تَعَذَّرا

إِنِّي اشْتَهَيْتُكِ بَعْدَمَاٰ سَكِرَ الْغَوَىٰ
مِنِّي، وَأَجْرىٰ “بِيْ” الْمَآقِي أَنْهُرا

وَعَسَاٰكِ فِي الْحُبِّ ابْتَدَعْتِ تَوَسُّلِي
إِنْ هَلَّلَ الْحُبُّ اسْتَجَاٰبَ، وَكَبَّرا

جُودِي عَلَى الْوَلْهَاٰنِ شَهْدًا سَلْسَلًا
مِنْ طِيبِكِ الرَّقْرَاٰقِ، وَاشْتَعِلِي قِرَىٰ!!

بَحْرُ الصَّبَاٰبَةِ فِي فُؤاٰدِي مَاٰئِجٌ
وَالْقَلْبُ مِنْ وَلَهٍ تَفَجَّرَ أَبْحُرا

أَيْنَ اللَّيَاٰلِي كَالْغَوالِي أُرِّقَتْ
وَالشَّاٰعِرُ اسْتَهْدَىٰ بِهَاٰ مُسْتَشْعِرا؟

كَيْفَ السَّبِيلُ، أراهُ ينْقَطِعُ الْمدَىٰ؟!
وَإِلى مَدَى الْعَيْنَيْنِ أُطْلِقُ مِسْبَرا

هَلْ لِي بِنَشْرِ قَمِيصِهَاٰ أُشْفَىٰ بِهِ؟
أَلْقُوا عَلَىٰ وَجْهِي الْقَمِيصَ لِأُبْصِرا

بَصَرِي حَسِيرٌ وَالْبَصِيرَةُ حَسْرَةٌ
أَلْقُوهُ إِنِّي لَمْ أَزَلْ مُسْتَبْشِرا

أَمْ غَرَّهَاٰ أَنِّي أُمَجِّدُ عِشْقَهَاٰ
حَتَّىٰ نَضَتْ عَنْهَاٰ زَمَاٰنًا أعْسَرا؟!

تَمْضِي تُحاذِرُ رَسْمَها، يا خَوْفَها
وَالْخَوْفُ عِطْرُ النَّفْسِ فَوَّحَ إذْ جَرَىٰ

تَرضَيْنَ خِذْلَاٰنًا لِقَلْبِ مُتَيَّمٍ
خَاٰلَ الْحَيَاٰةَ مَدَىً نَضِيرًا أَنْوَرا؟

ثُمَّ ارْتَضَيْتِ الْبُعْدَ ذَبَّاٰحًا لَهُ
سَيْفُ اخْتِيالِكِ شَقَّهُ حِينَ انْبَرىٰ

يَنْهاٰلُ مَسْحًا كُلَّ ساٰنِحَةٍ بهِ
أَيَكُونُ حُبٌّ، وَالْفُؤاٰدُ تَدمَّرا؟!

مَنْ ذَاٰ يُناٰجِي الْوَصْلَ طَيَّبَ دَاٰءَهُ
أَوْ أَطْلَقَ الْهَجْرَ انْتَهَىٰ مُسْتَبْطِرا؟!!

مَاٰذَاٰ أَقُولُ لِأَدْمُعِي وَمَوَاٰجِعِي
تُحْيِي اللَّيَالِي بَعْدَمَاٰ عَزَّ الْكَرَىٰ؟!

لَمْ تَشْكُ سُهْدًا، بَلْ تُسَاٰمِرُ سُهْدَهَاٰ
وَتَُرَاٰعُ لَوْ أَنَّ السُّهَاٰدَ تَخَدَّرا

لَمْ تَشْكُ نَوْمًا، لَمْ تَذُقْ أَحْلَاٰمَهُ
أمْ كَاٰنَ حُبُّكِ لَعْنَةً تَصِمُ الْوَرَىٰ؟!

أَوْ كَاٰنَ عِشْقًا؟ لَسْتُ أَطْلُبُ فَضْلَهُ
أَنْتِ الَّتِي أَذْكتْهُ نُورًا أَبْهَرا!!

وَخَضَبْتِ رُوحِي بِالصَّبَاٰبَةِ والصِّبَاٰ
وَأَنَرْتِ عُمْرِي مِثْلَ صُبْحٍ أَسْفَرا

وَحَرَقْتِ قَلْبِي كَيْ يَزِيدَ تَعَطُّرًا
كَالْعُودِ يُحْرَقُ كَيْ يَفْوحَ مُعَطِّرا

مَاٰ لِيْ لِأَكْفُرَهُ وَأَكْتُمَ أَمْرَهُ
لَاٰ لٰاٰ يَجُوزُ لِعِشْقِنَاٰ أَنْ يُكْفَرا

بَلْ كَيْفَ أَكْتُمُهُ وَأُنْكِرُهُ مَتَى
حَقًّا عَلَيْنَاٰ فِي الْغُيُوبِ تَقَدَّرا؟!

عِشْقٌ سَرَىٰ فِي الرُّوحِ آيَةَ وَاٰلِهٍ
لَمْ يُبْدِ يَوْمًا لِلْحَبِيبِ تَنَكُّرا

قُلْ كَيْفَ أُنْكِرُ مَنْ بِكَوْثَرِ عِشْقِهَاٰ
أَضْحَىٰ غَدِيرُ الْحُبِّ أَنْقَىٰ جَوْهَرا

إِنِّي عَشِقْتُكِ لَاٰ أُقَصِّرُ عَنْ هَوًى
إنْ جُبْتُ تِيهًا، أَسْعِفِي مُسْتَغْفِرا

عُودِي وَمَاٰ وَلَّيْتِ، عُودِي فِتْنَةً
إِنِّي عَلَى الْبُعْدِ اكْتَفَيْتُ تَأثُّرا

وَهَمَزْتُ عِشْقِي وَانْتَضَيْتُ وَفَاٰءَهُ
سَيْفًا يُبَتِّكُ كُلَّ عَذْلٍ أُضْمِرا

ثُمَّ امْتَطَيْتُ الْهَجْرَ أَطْوِي رِحْلَتِي
أَمْضِي إِلَيْهَاٰ عَاٰشِقًا مُسْتَحْضَرا

وَهُرِعْتُ أَغْزُوهَاٰ وَقَدْ طَاٰلَ النَّوَىٰ
أَمْ لَيْسَ مُشْتَاٰقٌ لَهُ أنْ يُعذَرا؟!

مَاٰ أَضْيَقَ الْعَيْشَ اشْتَكَتْ أَطْلَاٰلُهُ
بِئْسَ الصَّبَاٰبَةُ إِنْ غَدَوْتُ مُدَمَّرا

أَشْتَاٰقُ بُرْدَتَهَاٰ الَّتِي عَصَفَتْ صَبَاٰ
أَحْتَاٰجُ عِصْمَتَهَاٰ مَتَى اشْتَدَّ السُّرَىٰ

مَنْ ذَاٰ يُقَرِّبُهَاٰ إِلَيَّ فَصَبْوَتِي
أَوْرَتْ بِضَبْحِ الشَّوْقِ قَدْحًا فِي الثَّرَىٰ؟!

هَاٰ قَدْ نَوَيْتُ السَّيْرَ يَحْدُونِي الْجَوَىٰ
وَالضَّنْكُ أَعْلَنَ خَيْبَتِي أَنْ أَسْتُرا

وَأَنَا لَهُ نِدٌّ، وَلَاٰ أَنْدَاٰدَ لِي
إِلَّا الْجَزَاٰلَةُ تَرْتَجِي أنْ أَعْبُرا

هٰذَا التَّنَاٰئِي كَيْدُهُ فِي نَحْرِهِ
إِنْ فَاٰزَ وَلَّىٰ، أَوْ خَبَاٰ لَنْ يُغْفَرا

يَاٰ طَاٰلمَاٰ قَلْبِي تَأَوَّهَ ذَاٰبِلًا
حَتَّى الْتَقَىٰ أَحْبَاٰبَهُ فَاخْضَوْضَرا

سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ تَغْفِرُ لَوْعَتِي
أَنْتَ الَّذِي خَلَقَ النُّضَاٰرَ وَصَوَّرا

آمَنْتُ بِالْحَيِّ الَّذِي بَرَأَ الدُّنَىٰ
وَحَبَاٰكِ حُسْنًا خِلْتُهُ مُتَعَذِّرا!!

أَنَّىٰ خَطَرْتِ فَرَشْتِ خَطْوَكِ سُنْدُسًا
جَعَلَ الرَّبِيعَ الْغَضَّ أَبْهَىٰ مَنْظَرا

أَنْتِ انْبِلَاٰجُ الْحُبِّ، وَالصَّخَبُ الَّذِي
أَوْحَىٰ بِآياٰتِ الْهَوَىٰ وَاسْتَنْفَرا

لَاٰ يَسْتَكِينُ الْقَلْبُ إِلَّاٰعِنْدَمَاٰ
يَلْقَىٰ بِكِ الْقَلْبُ الْهَوَىٰ، مُتَدَثِّرا

باسم أحمد قبيطر – إسبانيا🌴

Share this content: