الشرطة الالمانية في موقف لا يليق بألمانيا الاتحادية
تناقلت وسائل ادوات التواصل مقطعا مصوراً لعملية انتزاع طفل من عائلة تتكلم اللغة العربية غصبا عنه ورغم هلعه وبكائه المؤلم ورغم اعتراض صوت رجل كأنه والده و رغم استنفار ومعارضة فتاتين محجبتين ربما كانتا اختي الطفل المرعوب و كأن لغتهما سورية عربية.
للوهلة الاولى ظننا ان المشهد في دولة العدو الاصيل وان العائلة فلسطينية عربية وان الشرطة تطرد العائلة لهدم البيت.
الا ان لغة الشرطة المانية ما استوقفنا مليّا و اربكنا فالمانيا الاتحادية الحالية على قدر عال من المسؤولية الانسانية والمانيا وحدها التي رحبت بقدوم مليون عربي سوري دفعة واحدة يوم اقفلت الدول العربية والاسلامية حدودها…
ثمة امر جلل يجعل من شرطة المانية بمرافقة امراة مدنية تبدو وكأنها مندوبة حماية اطفال او احداث او مندوبة وزارة الشؤون الاجتماعية وقد شتمتها الاختين المحجبتين بل كأن تضارب حصل دفاعا عن اخيهم المفجوع بالقبض عليه.
مهما كان.
ان البيان الذي اصدرته الشرطة الالمانية والتي تسترت به على الاسباب الموجبة التي دعت الى هذا الاجراء مع طفل لا يتجاوز عمره الثمانية سنوات جاء غامضا ومثيرا للاشمئزاز ولا يفي بالمطلوب لشرح الامر امام الرأي العام الالماني نفسه وامام الراي العام العالمي…
ان اقل ما يمكن قوله ان الصدمة النفسية القاسية التي تلقاها الطفل لن تمرّ بلا ارتدادات عميقة نفسية في اعماقه وستترك اثرا واضطرابا مزمنين ربما يتطوران لحالة مرضية نفسية بمعزل عن الاسباب التي امرت بها المحكمة والتي بقيت وكأنها سرا من اسرار الدولة الالمانية!!!!
لا نريد تصديق الاشاعات التي تقول ان الامر على علاقة برفض الطفل لفكرة المثلية الجنسية في المدرسة التي كانت المدرسة تشرح لهم الامر وفق ما يقال إذ العذر هنا اقبح من ذنب هناك..
لا ،لا يمكننا ان نصدق هكذا اشاعات الا اننا ندين وبقوة السلوكيات المتخلفة للشرطة وللمحكمة الالمانية اذ الطب النفسي متطور جدا في المانيا ولا يجوز التعاطي بامر قضائي هكذا و كهذا مع الطفل العربي مهما كانت الاسباب…
نشجب وندين ارهاب الشرطة الالمانية للطفل الضحية وننصح بعدم مشاهدة الاطفال الالمان انفسهم للمشهد لما للمشهد من اثر مؤذ على الكينونة النفسية ونطلب فتح تحقيق فوري وشرح الامر بوضوح اذ العمل لا يليق بالمانيا ولا بالمرسيدس ولا بشركة باير ولا بانشتاين ولا بالديمقراطية ولا بالحرية ولا بالانسانية.
لا نشجع على دعشنة وجنجويدة “الانا” الاوروبية.
لو اتى المشهد من اي بلد عالمثالثي لاعتبرنا نصيبنا قدر من الاقدار اما ان تأتي الصفعة الانسانية من الاخوة الالمان فان ذلك معاد للانسانية و يشجع على الارهاب واننا لمتطوعون لمعالجة الطفل…ان تطلب الامر.
نقول كلامنا هذا ونستغفر الله للعرب و للالمان معاً راجين من الله ان يرشدهم الى الصراط المستقيم.
الدكتور أحمد عياش
طبيب نفسي.
Share this content: