قصيدة “جرحي صلاة” للشاعر باسم أحمد قبيطر
يسعدني ويشرفني أن أرسل لكم القصيدة التالية من الكراسة القديمة، والجدير بالذكر أن البيت الأول فيها بين ظفرين والذي بنيت عليه أبياتي، هو للشاعر الموريتاني الشاب: زين العابدين بن بيّه، وهو الفذّ المتألق دائمًا بتوفيق من الله.
جُرْحِي صَلَاٰة ..
“سَيَفْتَحُ اللهُ بَاٰبًا كُنْتَ تَحْسَبُهُ
مِنْ شِدَّةِ الْيَأْسِ لَمْ يُخْلَقْ بِمِفْتَاٰحِ”
فَأَجْرِ دَمْعَكَ لِلرَّحْمٰنِ تَشْكُرُهُ
تَرَ الدَّيَاٰجِيَ قَدْ فُضَّتْ بِإِصْبَاٰحِ
وَرَاٰقِبِ الْعُسْرَ كَيْفَ الْيُسْرُ يُزْهِقُهُ
حُكْمُ الْإِلٰهِ تَجَلَّىٰ جِدَّ وَضَّاٰحِ
رَبٌّ كَرِيمٌ تَعَاٰلَىٰ عَنْ مُغَاٰلَبَةٍ
أَغْنَىٰ وَأَكْفَىٰ وَأَنْسَىٰ كُلَّ جَحْجَاٰحِ
أَقْبِلْ عَلَيْهِ عَلَى الْغَفَّاٰرِ فِي أَمَلٍ
كَوَاٰثِقٍ بِرَجَاٰءِ الْغَوْثِ صَدَّاٰحِ
فَرْدٌ تَنَزَّهَ عَنْ مِثْلٍ وَعَنْ شَبَهٍ
لَاٰ لَيْسَ إِلَّاٰهُ لِلْآثَاٰمِ مِنْ مَاٰحِ
مَوْلَاٰيَ جَاٰءَكَ عَبْدٌ مِلْءَ خَيْبَتِهِ
وَكَمْ تَلَبَّسَ أَشْبَاٰحًا بَأَرْوَاٰحِ
يَاٰ وَيْحَ زَاٰدِي فَلَاٰ كَدٌّ أُقَدِّمُهُ
وَهَلْ تَمَاٰثَلَ كَسْلَاٰنٌ بِطَمَّاٰحِ؟!
مَوْلَاٰيَ فَاغْفِرْ لِمَنْ أضْوَاٰهُ مَقْصَدُهُ
إِذَاٰ تَلَكَّأَ فِي بَذْلٍ وَإِصْلَاٰحِ
هَلْ لِي لِأَكْتُمَ آثَاٰمًا أَبُوءُ بِهَاٰ
وَمَا اقْتَرَفْتُ تَبَدَّىٰ دُونَ إِيضَاٰحِ
أَنَا الْمُسِيءُ وَأَوْهَاٰمِي تُؤَرِّقُنِي
أَصْبُو إِلَيْكَ وَسَيْفُ الذَّنْبِ ذَبَّاٰحِي
وَاللَّيْلُ دَاٰرِيَ وَالدَّيْجُورُ يَسْكُنُنِي
وَقُبْحُ ذَنْبِيَ قَدْ أَوْدَىٰ بِمِصْبَاٰحِي
أَفْنَيْتُ عُمْرًا تَقَصَّىٰ كُلَّ مَفْسَدَةٍ
فَكَيْفَ أُهْدَىٰ لِدَرْبٍ فِيهِ إِنْجَاٰحِي
أَمْتَاٰحُ مَاٰئِيَ مِنْ بِئْرٍ مُعَتَّقَةٍ
شُرْبِي أُجَاٰجٌ فَمَاٰ تَخْتارُ أَقْدَاٰحِي؟!
أَمْشِي وَأَعْثُرُ فِي قَصْدِي وَبَوْصَلَتِي
ضَلَّتْ مَرَاٰكِبُهَاٰ فِي تِيهِ إِجْمَاٰحِي
وَالْعُمْرُ يَذْبُلُ أَخْشَى الْمَوْتَ يَقْطُفُهُ
مَاٰ لِي سِوَىٰ رَهَقِ الْأَوْزَاٰرِ مِنْ صَاٰحِ
وَلَّى الشَّبَاٰبُ وَجَاٰءَ الدَّهْرُ يَلْفَحُنِي
بِلَسْعِ شَيْبٍ كَوَمْضِ الْبَرْقِ فَضَّاٰحِ
غَزَاٰ سُرَاٰعًا وَقَرْعُ الْعَذْلِ يَفْضَحُنِي
بِنَظْرَةٍ مِنْكَ أُكْفَىٰ أَنْصُلَ اللَّاٰحِي
مَاٰ أَتْعَسَ الطَّيْشَ كَمْ جَرَّتْ مَجَاٰهِلُهُ
فُحْشَ الْغَوَىٰ لِقَرِيرِ الْعَيْشِ مُرْتَاٰحِ
وَتِلْكَ أَمَّاٰرَتِي بِالسُّوءِ فِي صَخَبٍ
أَمْ كَاٰنَ يُقْلِقُهَاٰ تَوْقٌ لِإِفْلَاٰحِي؟!
فَلَاٰ يَزَاٰلُ لَهَاٰ هَمْسٌ يُرَاٰوِدُنِي
عَنْ صَحْوَةِ الرُّوحِ فِي سِحْرٍ وَإِسْجَاٰحِ
إِنِّي أَرِقْتُ أُوَاٰسِي الْعَيْنَ سَاٰجِمَةً
دَمْعًا هَطُولًا نَضَاٰ مِنْ هَوْلِ إِفْصَاٰحِي
أَسْتَوْكِفُ الدَّمْعَ أَسْتَجْدِي تَهَاٰطُلَهُ
فَمَاٰ كَفَاٰنِي، وَمَاٰ هَمِّي بِمُنْزَاٰحِ
أَمْ أَنَّ بَوْحِيَ عَزْفٌ مَاٰ بِهِ وَتَرٌ
كَمِثْلِ نَخْبٍ بِلَاٰ كَأْسٍ وَ لَاٰ رَاٰحِ؟!!
طَمَىٰ بِيَ الْخَطْبُ مَزْهُوًّا بِثَوْرَتِهِ
كَأَنَّمَاٰ قَدْ قَضَىٰ بِالْهَمِّ إِصْحَاٰحِي
أَقْوَتْ غِرَاٰسِي فَلَاٰ زَرْعٌ لِأَحْصُدَهُ
وَلَاٰ بَقِيَّةُ أَعْنَاٰبٍ وَتُفَّاٰحِ
أَهُزُّ بِالنَّخْلِ لَاٰ تَمْرٌ وَلَاٰ رُطَبٌ
وَالْأَرْضُ مِنْ يبَسٍ تَاٰقَتْ لِفَلَّاٰحِ
صَاٰرَتْ يَبَاٰبًا وَآثَاٰمِي تُجَفِّفُهَاٰ
صَاٰتَتْ مِنَ الْهَيْفِ فَاٰقَتْ نَوْحَ أَنْوَاٰحِ
الْغُلُّ مَوْرِدُهَاٰ وَالضَّوْرُ مَطْعَمُهَاٰ
فَكَيْفَ تَرْوَىٰ بِسُقْيَاٰ دُونَ إِرْشَاٰحِ
مَاٰذَاٰ يُرَوِّي حُقُولًا أَجَّ مَشْرَبُهَاٰ
وَالْمَاٰءُ أَظْمَأَهَاٰ رَيٌّ بِأَمْلَاٰحِ
وَالنَّفْسُ كَاٰسِيَةٌ عُرْيًا يُجَلْبِبُهَاٰ
أَوْدَىٰ بعِفَّتِهَاٰ هَذْرٌ لِمَزَّاٰحِ
بَرَاٰءَةٌ أَبْتَغِيهَا الْيَوْمَ مِنْ عِلَلٍ
أَدْمَتْ رَجَاٰئِيْ بِمَاٰ يَكْفِي لِإِتْرَاٰحِي
تَحْكِي وَتَرْوِي بِلَاٰ خَوْفٍ وَلَاٰ وَجَلٍ
مَاٰ كُنْتُ أَحْسَبُهُ مِفْتَاٰحَ إِفْرَاٰحِي
تَبَّتْ يَدَاٰيَ أَلَاٰ تَبَّتْ يَدَاٰيَ مَتَىٰ
تَأْتِ الذُّنُوبَ بِقُبْحٍ عَاٰبِثٍ ضَاٰحِ
ذَبِيحُ وِزْرٍ مَدَىٰ عُمْرِيْ مِسَاٰحَتُهُ
وَهَوْلُ وِزْرِيَ أَعْيَاٰ كُلَّ مَسَّاٰحِ
فَكَيْفَ أَمْحُو مِدَاٰدًا خَاٰضَ فِي وَلَعٍ
رَوِيَّ عُمْرِيْ وَلَمْ يَعْبَأْ بِإِفْضَاٰحِي
أَرَى الْمَنَاٰيَاٰ أَتَتْنِي الْيَوْمَ تَحْمِلُنِي
أَلْقَتْ بِعُمْرِي عَلَىٰ دُسْرٍ وَأَلْوَاٰحِ
وَشَفَّ قَلْبُ شَجٍ كَمْ كَاٰنَ يُطْرِبُهُ
بِالْأَمْسِ عَزْفٌ وَإِغْرَاٰقٌ بِتَمْدَاٰحِ
سِتُّونَ تَعْصِفُ بِالْخَمْسِينَ مُنْذِرَةً
مَاٰ عَاٰدَ يَفْتِنُهَاٰ إِطْرَاٰءُ مَدَّاٰحِ
فَجُدْ إِلٰهِي بِصَفْحٍ مِنْكَ تُغْدِقُهُ
مَتَىٰ عَفَوْتَ فَإِنِّي الْمَيِّتُ الصَّاٰحِي
مَاٰ عُدْتُ أَعْبَأُ مَهْمَا ابْتَزَّنِي سَقَمٌ
حَسْبِي مِنَ الضِّيقِ مَاٰ يُبْدِيهِ إِلْحَاٰحِي
هَلْ بَعْدَ فَقْدِ أَمَاٰنِ الرُّوحِ مِنْ نُوَبٍ
تُشْجَىٰ بِهَاٰ نَفْسُ بَكَّاٰءٍ وَنَوَّاٰحِ؟!!
أَبُثُّ حُزْنِيْ وَأَرْجُو مِنْكَ مَغْفِرَةً
وَقَدْ أَضَعْتُ بِكَسْبِي كُلَّ أَرْبَاٰحِي
وَالْقَلْبُ سَاٰحٌ يُوَاٰرِي أَلْفَ مَعْرَكَةٍ
عَسَاٰيَ أَرْفَعُ رَاٰيَ الْبِرِّ فِي السَّاٰحِ
بِبَاٰلِغِ الْجِدِّ أَرْعَىٰ مَاٰ رَمَيْتُ لَهُ
عَلَىٰ خُطَىٰ قَاٰصِدٍ لِلْخَيْرِ فَتَّاٰحِ
ثَبْتٌ، وَمَوْجٌ مِنَ الْأَقْدَاٰرِ يَقْذِفُنِي
لَاٰ يُفْلِحُ الْمَوْجُ فِي إِحْبَاٰطِ مَلَّاٰحِ
قَدْ بِعْتُ للهِ كُلًّا مِنْ غَوًى وَهَوًى
وَهَاٰنَ فِي اللهِ أَفْرَاٰحِي وَأَتْرَاٰحِي
سَكَبْتُ عِشْقِي دُمُوعًا كُنْتُ أَحْفَظُهَاٰ
للهِ لَمْ أُرِهَاٰ يَوْمًا لِسَفَّاٰحِ
وَالْيَوْمَ جُرْحِي صَلَاٰةٌ رُحْتُ أُبْرِئُهَاٰ
بِنَاٰزِفٍ مِنْ وَجِيبِ الْقَلْبِ مِفْصَاٰحِ
هِيَ الصَّلَاٰةُ عَلَى الْمُخْتَاٰرِ سَاٰجِعَةً
تَرْجُو الشَّفَاٰعَةَ عِنْدَ الْحَاٰشِرِ الْمَاٰحِي
فَتِهْ بِهِ شَغَفًا وَاسْبُرْ لَآلِئَهُ
كَغَاٰئِصٍ فِي بُحُورِ الدُّرِّ سَبَّاٰحِ
إِذَاٰ تَحَدَّثَ ضَاٰعَ الْبِشْرُ مُنْتَشِرًا
تَخَاٰلُ فَاٰهَ بِمِسْكٍ مِنْهُ فَوَّاٰحِ
فَاصْدُقْ بِحُبِّكَ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنٍ
إِنَّ الْمَحَبَّةَ لَمْ تَحْتَجْ لِشُرَّاٰحِ
وَأَتْبِعِ الصِّدْقَ عَزْمًا فِي مُجَاٰهَدَةٍ
عَلَىٰ هُدًى بِبَدِيعِ الْفِكْرِ نَضَّاٰحِ
وَاغْسِلْ فُؤَاٰدَكَ بِالْأَذْكَاٰرِ تَزْكِيَةً
وَبِانْهِمَاٰلٍ مِنَ الْعَيْنَيْنِ سَحَّاٰحِ
وَاضْرَعْ إِلَى اللهِ كَيْ تَرْقَىٰ بِرَحْمَتِهِ
لِجَنَّةِ الْخُلْدِ فِي رَوْضٍ وَأَدْوَاٰحِ
يَاٰ لَيْتَ شِعْرِيَ يُحْصِي فَضْلَ سَيِّدِهَاٰ
صَلُّوا عَلَيْهِ بِعَزْمِ الصِّدْقِ مِلْحَاٰحِ
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ فِي خَلْقٍ وَفِي خُلُقٍ
أَرْسَى الرَّشَاٰدَ بِبَذْلٍ مِنْهُ نَفَّاٰحِ
مَنْ مِثْلُ أَحْمَدَ فِي دِينٍ وَفِي نَسَبٍ
مِنْ سَاٰدَةٍ فِي عَظِيمِ الْجَاٰهِ أَمْحَاٰحِ
نَجْلُ الْهَوَاٰشِمِ فَاٰقَ النُّبْلَ مَحْتِدُهُ
ذُؤابَةُ الْفَضْلِ فِي أَعْرَاٰقِ أَقْحَاٰحِ
وَسَيِّدُ النَّاٰسِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمٍ
وَسَيِّدُ الْكُلِّ مِنْ جِنٍّ وَأَشْبَاٰحِ
وَإِنَّ قَدْرَ رَسُولِ اللهِ مَنْزِلَةٌ
جَلَّتْ مَرَاٰتِبُهَاٰ عَنْ حَصْرِ أَمْدَاٰحِ
فَاللهُ أَدَّبَهُ وَاللهُ أَرْسَلَهُ
لِكُلِّ صَاٰدٍ رَهِيفِ الرُّوحِ مُلْتَاٰحِ
فَانْهَلَّ كَالَمُزْنِ غَيَّاٰثًا بِدَعْوَتِهِ
صَوْبًا فُرَاٰتًا لِهَيْمَاٰنٍ وَمُمْتَاٰحِ
صَلُّوا عَلَيْهِ عَلَى الْأَخْيَاٰرِ عِتْرَتِهِ
بِكُلِّ قَوْلٍ نَمِيرِ الطِّيبِ فَيَّاٰحِ
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا🌴
Share this content: