جاري التحميل الآن
×

خطنا تغييري وسطي بمواجهة التطرف والفساد

خطنا تغييري وسطي بمواجهة التطرف والفساد

مالك مولوي بعد إطلاق الخط الثالث:

خطنا تغييري وسطي بمواجهة التطرف والفساد

هناك جزء من الشعب اللبناني يرغب بالحفاظ على الطبقة السياسية الحاكمة رغم اجرامها

لايوجد أحزاب سياسية في لبنان وإنما مافيات وزعامات وإرتهانات

نضالنا طويل وعلينا تفكيك نظام الاوليغارشي والكانتونات الطائفية لصالح دولة تحترم مؤسساتها

سنقوم بتحركات شبيهة بنموذج غاندي ومارتن لوثر كينغ او تولستوي

سنعمل على إحياء الفكر الوسطي مدعما بالمعرفة التي تتفاعل مع القضايا المعاصرة كالديمقراطية وحقوق الإنسان

تغيير الواقع السياسي والإنمائي يكون عبر صناديق الإقتراع

عقب إطلاق الخط الثالث، التقى الصحفي وسيم الأدهمي بالمعارض السياسي مالك مولوي وكان الحوار التالي :

لماذا الخط الثالث اليوم؟ وهل ينقص الساحة اللبنانية حركات وأحزاب جديدة؟

منذ سنوات ونحن نعمل على تطوير فكرة تأسيس حزب سياسي تغييري محافظ.. المشروع ليس وليد الساعة، وكنا على وشك إطلاقه قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة. نحن نعتبر أن الساحة اللبنانية تكاد تكون خالية من أحزاب سياسية ديمقراطية حقيقية تنتهج المعارضة البنّاءة للوصول إلى مواقع القرار. كما أننا كتيار سياسي وسطي ومحافظ، نشعر أننا غير ممثلين بشكل حقيقي رغم أن نتيجة الانتخابات النيابية الأخيرة كشفت عن تحول مجتمعي سياسي واضح، إلا أن بعض الناس أعطت صوتها لتيارات تشبهها بالسياسة إلى حد ما، لكن لا تشبهها بالقضايا الإجتماعية لتعذر وجود خيار ثالث وخط ثالث وهو التيار المدني المحافظ..

إن حاجتنا اليوم إلى خط ثالث يمثل المجتمع المدني المحافظ، هي من الأولويات في عصر الشواذ والتطرف والسخرية. هذا الخط سيمثل الحالة التغييرية المحافظة على امتداد الساحة اللبنانية وسيحافظ على المجتمعات اللبنانية بكافة ثقافاتها وتنوعاتها وسيحفظ لبنان من آفات الفساد والشواذ، وهؤلاء هم الجزء الأكبر من الحالة التغييرية في لبنان.

عام ٢٠١٨، اختُصِر المشهد المدني بتحالف وطني. وقبله، كان المجتمع المدني في بعض المناطق حكراً على المجموعات اليسارية وأخواتها. المحافظون لم يكن لديهم كيان خاص بهم، ونحن ندفع اليوم ثمن هفواتهم وأفكارهم الغربية.

إن التصويت للتغييريين لا يعني حكما إستمراره في المستقبل أو إستمرار هذا الاتجاه السياسي، إلا في حال تأسيس أحزاب ديمقراطية مرنة ومنفتحة قادرة على تشكيل رافعة إنتخابية في الإستحقاقات المقبلة، كطرح الخط الثالث، وهو خيار جديد في لبنان، الذي نعتبره اليوم حاجة وطنية ونضالية وثورية وتغييرية واخلاقية.

بماذا يختلف خطابكم عن خطابات الأحزاب التقليدية على مستوى الأدبيات والمصطلحات؟ وكيف سيترجم على المستوى العملي؟

من أهداف الخط الثالث الدفاع عن الهويات الثقافية والتاريخية، وتحرير المواطن من الهوية الطائفية والمذهبية، بهدف توحيد كل فئات الشعب اللبناني تحت مفهوم الأمة اللبنانية، وتكريس مفهوم المواطنة بشكل صحيح واحترام الخصوصيات.

لذلك نحن نعتبر أن تيار الخط الثالث هو حاجة ماسة للبنان لأنه خط معتدل لا يمين ولا يسار ويشبه لبنان بتنوعه وهوياته وفسيفسائه. كما أنه خط مسالم لكنه عنيد، لا عنفي لكنه صلب ولا يتنازل عن الحق. عمليا، الخط الثالث سينتهج سياسات وتكتيكات جديدة لا عنفية، وسيفاجأ الناس بمقاربة غير تقليدية، منتجة ومثمرة إن شاء الله.

كنت صريحاً حيث قلت ان اي معارضة تطمح للوصول الى السلطة، وأنتم تسعون بطرق مشروعة، وهذا حقكم، ولكن هل الخط الثالث هو مجرد جسر عبور لوصول مالك المولوي الى الندوة البرلمانية ومواقع القرار؟

نحن اصحاب قضية ومشروع. كل من يتبنى طرحنا سنُعبّد له الطريق للعبور ليكون جسر عبور لمشروعنا وقضيتنا الأم. الخطوة المقبلة للخط الثالث هي تنظيمية وستكون على امتداد الساحة اللبنانية على طريق خوض كل الإستحقاقات المقبلة ، ومنها الإنتخابات البلدية بعد أشهر ومن ثم الاستحقاقات النقابية والطلابية وصولاً إلى النيابية. الخط الثالث سيكون جسر عبور لكل من يشبهنا ويحلم بلبنان وطن مع مواطنة حقيقية. جسر عبور لكل من يريد مكافحة الفساد والعيش بكرامة. جسر عبور لكل من يريد بناء الإنسان والمواطن الصالح. الإنتخابات ما هي إلا وسيلة بنظرنا. سنبحث عن مرشحين للانتخابات المقبلة في كل المحافظات وبغض النظر عن الأسماء، نحن الأكثرية التغييرية، ومن غير المقبول أن نبقى بعيدين عن الساحة التي تُحتكر للآخرين.

كان لافتاً استخدام مصطلح “الوسطية” اكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة، وفي البعد السياسي لا الديني ، هو المصطلح عينه الذي يعرف عن الرئيس نجيب ميقاتي، هل هذا يعني إمكانية الالتقاء معه على عناوين محددة؟

نحن خط تفاعلي ومنفتح ولا مانع من التعاون على عناوين محددة مع من يشاركنا أفكارنا وطروحاتنا. نحن نرى ضرورة العمل على تعزيز مفهوم الوسطية. سنعمل على إحياء الفكر الوسطي المحافظ، من خلال البحث العلمي وإقامة مجتمع مبني على الوسطية، والتعاون المنفتح، والعدالة المستنيرة، مدعمًا بالمعرفة التي تتفاعل مع القضايا المعاصرة، كالديمقراطية، والإقتصاد، وحقوق الإنسان، ودور المرأة والعائلة، والمشكلات البيئية، وتحديات الحرب والسلام، والعنف، والإرهاب، والتخلف، والفساد.

هل بالإمكان اليوم إعادة إحياء 17 تشرين على أسس ومنطلقات جديدة كما يحكى؟ وما هو دور “الخط الثالث” في ذلك؟

سنقوم بتحركات غير تقليدية هذا العام وسيكون هناك منطلقات جديدة لإعادة إحياء ثورة ١٧ تشرين، قد تكون تحركات شبيهة بتولستوي او مارتن لوثر كنغ او غاندي. الموضوع قيد الدرس مع الهيئة التنفيذية في الخط الثالث ونحن على علاقة جيدة وتواصل مع مختلف المجموعات التغييرية في طرابلس وبيروت والمناطق الأخرى.

يرى البعض ان “طبخة” الخط الثالث، وان كانت دسمة، فهي غير جاهزة، فقد غاب عن حفل الاطلاق وثيقة الحركة ودستورها، والرؤية التنظيمية، والعملانية.

نشاط الرابطة الثقافية كان عبارة عن ندوة تعريفية مع أعضاء الهيئة التأسيسية. صحيح أنها الندوة الرسمية الأولى إلا أننا نحضر لإنطلاقة كبيرة للخط الثالث في بيروت خلال بضعة أشهر. سنعرض خلالها الوثيقة السياسية ودستور الخط الثالث، أهدافه و رؤيته التنظيمية بالتفصيل.

هل لا زالت برأيكم الحياة الحزبية والسياسية تستهوي الشباب، خصوصاً بعد “خيبة” 17 تشرين؟

نعيش في واقع صعب ومعقد. الشباب اللبناني يحلم بالهجرة. نظامنا السياسي والإقتصادي هو قاتل لطموحات الشباب وعاجز عن استيعابهم. نظامنا حصّن الإحتكارات والمافيات المدعومة من السياسيين. نظامنا يشجع الشباب على الهجرة لتمويل عجز هذه المنظومة. كما أننا نعيش في منطقة مؤججة بالصراعات. تمنع شعوبها من التطور والتنمية وخضعنا لأنظمة استبدادية سفاحة استغلّت الصراع العربي الإسرائيلي لقمعنا بإسم الدين وبإسم القضية.

إلا أن لا خيار لنا سوى الصبر والعمل على تغيير الواقع السياسي والإنمائي عبر الصناديق. الناس تتواصل معنا بشكل يومي تسأل عن الخط الثالث وشباب الخط الثالث معروفون في بيئتهم بنظافة كفهم وبمسيرتهم النضالية. إننا نزرع ولا ندري متى نحصد ولا خيار لنا إلا المثابرة والعمل الدؤوب والإستمرار في النضال.

كيف يمكن تشكيل تجمع قادر على خرق المنظومة الحالية المتجذرة منذ عشرات السنين في وعي الناخب، ومنذ الإستقلال في إدارات الدولة؟ وهل ذلك ممكن من خلال الشعارات فقط؟

اننا نعيش في ظل ما يسمّى “بقانون القصور الذاتي” الناتج عن رغبة جزء من الشعب اللبناني بالحفاظ على الطبقة السياسية الحاكمة مع كل إجرامها نتيجة خليط من العاطفة الدينية والتقليدية والخوف من البديل الجديد أو الخوف من المجهول، كما يرددون. ليس من السهل أن تطلب من شعب اعتاد على العيش تحت عباءة الزعيم أو رئيس القبيلة أو العشيرة، أن يتحرر. نحن شعب قبائلي عشائري عاطفي والإنسان بطبيعته البشرية يقاوم أي تغيير ويفضل أن يبقى في بقعته الآمنة التي اعتاد عليها.

إن التغيير المنطقي يكون على مراحل. سلاحنا الوعي وسلاحهم الجهل والتبعية. سلاحنا البناء وسلاحهم الهدم. إن هذه السلطة لديها كل الشروط التي تتيح لها أن تكون سيئة، سفاحة، ومجرمة بلحاظ معيار تحقيق الصالح العام. يحاول السياسي الذي يأمَنْ من، الرقابة والمحاسبة والمداولة، استغلال السلطة لخدمة مصالحه الضيقة إلى أقصى حد ممكن وتزداد مشروعيته كلما كانت البيئة السياسية صراعية وتفتقد للآليات المؤسساتية التي تفرض الرقابة والتوازن داخل امبرطوريته الفارغة. وبحجة احترام التعددية الدينية يتربع زعماء الطوائف على عروشهم، وأصبحوا سلطات الأمر الواقع. هؤلاء هم من فككوا الوطن وأفرغوه من مضمونه لصالح بناء كانتوناتهم المدمرة للوطن.

نحن مجموعة منظمة اخذت على عاتقها الخوض في تجربة جديدة. مستمرون في نضالنا السياسي والميداني حتى تحقيق غايتنا ولن نسلّم البلد او نستسلم أمام نظام الأوليغارشية الحاكمة.

ما هي رسالتكم للشباب اللبناني والطرابلسي؟

نتمنى على الشعب اللبناني عموماً والطرابلسي خصوصاً الوعي في اختيار ممثليه في المجالس المنتخبة من بلدية ونيابية وغيرها. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

إن الأمل موجود ،وأن بعد العسر يسرا ، والمطلوب منا الصبر والوعي والتحرر من الطبقة الحالية شيئا فشيئا. ولا بُد لليل أن ينجلي و لا بُد للقيد أن ينكسر.

Share this content: