جاري التحميل الآن
×

إنّها مريم

إنّها مريم

إنّها مريم

دامَتِ الطهرَ سرمدًا أبدِيّا
حين عاذَتْ ممّن تخالُ تقِيّا

ونَأتْ عنهُ، قال إني ملاكٌ
لستُ عبدًا معاذَ ربّي شقِيّا

جئتُ أُهدي إليكِ روحًا أمينًا
سوف يزكو في الطّاهرين عَلِيّا

فاطمأنّتْ وأخْلَدتْ في يقينٍ
أترعَ الدّهرَ بالطّهارةِ رَيّا

أوَتُكْنى بنعتِ سوءٍ وخيمٍ
جاشَ لَمْزًا كأَنْ تُكَنّى بغِيّا

بِئْسَ مَنْ رِيبةً تنقّصَ منها
في مِراءٍ فاق الإدانةَ كَيّا

وانْبَرى هامِزًا أَمريمُ قولي
وأبِينِي الذي جرى الآنَ هَيّا

أختَ هارونَ يا ابنةَ الطيِّبين الْـ
مُتّقينَ الغوى تقًى فطريّا

خابَ مَن خاض في العفيفةِ إفكًا
في افتراءٍ طوى النميمةَ طَيَّا

ذاد عنها سبحانهُ وتعالى
وكفاها مؤازرًا ووَلِيّا

بنتُ عمرانَ ليستِ ابْنةَ سَوْءٍ
شجَرُ الطّهرِ عندَها يتَفيّا

ولَها أعلنَ العفافُ ولاءً
وانتماءً دوّى صداهُ دويًّا

وجهُها قِبْلةُ السّناءِ ولكنْ
فرطَ طهرٍ يسُحُّ حسنًا حَيِيّا

هي فوق الحَلا، وكلُّ جمالٍ
إنْ أطلّتْ تردُّهُ مسْبِيّا

رُبّ طرفٍ أباح منها شعاعًا
أخجل النورَ، فامّحى كُلِّيّا

إنها الحُسْنُ في بهاءٍ وضيءٍ
أَوَيَخفى وَكان نورًا وَضَيّا

كيف يخفى متى تقطّر وجدًا
من لدنها وصبَّ صبرًا أبيّا

زرعَتْ فِيَّ أمنَ روحٍ وقلبٍ
ينزفُ الحبَّ كاليقينِ نقِيّا

لحظةً لحظةً رويدًا رويدًا
أصبحَ القلبُ بالهدى معنِيّا

إنني أحضنُ اليقينَ شغوفًا
في نقاءٍ يطيرُ منها إليّا

سجَدَتْ في محرابِها كي تصلّي
وأتاها مُستأنسًا زكريّا

كلّما زارها رأى الرزقَ جمًّا
مستطابًا وقالَ أنّى تهَيّا

فأجابتْ من عندِ ربي فما زا
لَ منَ الفضلِ بي إلهي حفِيّا

أمُّها نِعمَتِ الْقرينةُ بِرًّا
تتلالا قداسةً كالثّرَيّا

نذرَتْ حملَها وقالتْ تقبّلْـ
هُ إلهي مُحرّرًا مَرضِيّا

وأبوها بالخيرِ دامَ حَريًّا
عاشَ في الخيرِ ساقِيًا مسقِيّا

أخلصوا في شكرانِهم وتجلّى
ذكرُهم في الكتابِ غضًّا ندِيّا

وإذا ما يتلى عليهم مِنَ الْبِر-
رِ يخِرّونَ سُجّدًا وبُكيّا

إنّها مريمُ البتولُ التي ما
برِحتْ نجمَ عفّةٍ دُرِّيّا

وضياءً في كلِّ عينٍ، وعطرًا
أزليًّا .. ولم يزل أزليّا

واحتِجابًا، فاذكُرْ إذِ انْتبذَتْ مِنْ
أهلِها وانتحَتْ مكانًا قَصِيّا

إنّهُ في أحشائِها نبضُ روحٍ
كيف تنفي جنينَها الروحيّا

لستُ أنفي وكيف أنكرُ حملًا
سافِرَ الجهرِ ينبضُ الآن فِيّا

ليتني مِتُّ قبل هذا أَوَ انِّي
عدَمٌ ما وُلدتُ أو كنتُ شَيّا

آهِ يا حبّذا أكونُ سرابًا
يتلاشى وينتهي منسِيّا

ذا مخاضُ الْمسيحِ كان يسيرًا
قدَرًا كان أمرُهُ مقضِيّا

وأتتْ قومَها فقالوا أيا مَر
يمُ قد جئتِنا عُجابًا فَرِيّا

نَذَرَتْ للْإلهِ صومًا وأَوْفَتْ
لم تُكلّمْ مِنَ الورى إنسِيّا

وأشارتْ إليهِ أنْ كَلِّمُوهُ
قال أُرسِلتُ معجِزًا قدسِيّا

ما أنَا غيرُ نغمةٍ عَزَفَتْها
بنتُ ريحٍ لمْ تَأْتِ جهلًا وغَيّا

نفحةٌ من لدُنْ إلهي استقرّتْ
في ضميرِ العفافِ نشرًا زكيّا

وأنا عبدُ اللهِ آتانيَ البُشْـ
ـرى وروحٌ منهُ اصطفانيْ نبِيّا

وأنا في حقيقتي آدمِيٌّ
فارتَضُوني كما أنا آدمِيّا

لا تغالوا بيْ لا تغالوا وعوذوا
من هباءٍ لم يرضَني بشَرِيّا

فاهتدوا بيْ، أنا المسيحُ إلى اللهِ
فهَيّا معي وَحَيّا وَبَيّا

فاتّبِعني أيا مسيحيُّ إنّي
شعلةُ النّورِ كن بنُوري حَرِيّا

واحضُنِ الدينَ لا الأساطيرَ فالديـ
نُ رصينٌ وليس أسطوريّا

ذاكَ شيءٌ منَ الخيالِ وديني
فاض هديًا على الخيالِ عصِيًّا

لا وليس الخيالُ هديًا وحتْمًا
لا يُرَجّى مُبَشِّرًا بل نَعِيّا

هو أدنى إلى المَجازِ فهل يُر
جَى سبيلًا إلى المُجازِ سَوِيّا

لغوُهُ المستفيضُ رَيْبًا تعرّى
فمحالٌ يكونُ إلّا غَوِيّا

وإلى الوهمِ والخبالِ يُؤَدّي
فمحالٌ نراهُ خِلًّا نَجِيّا

خاب غرسًا وخاب نخلًا صفيًّا
فمحالٌ يجودُ تَمْرًا جَنِيّا

ومحالٌ يكونُ هديًا وفِيًّا
فاعتَنِقْني وَدَع هوًى ظَنِّيّا

جوهرُ الدينِ بَيِّنٌ ويسيرٌ
يتحاشى المستغلِقَ المُعجميّا

قال صلّوا وقال صوموا وزكّوا
لم يكن طِلْسَمًا وَلا فلسفيّا

هل متى أين كيف ماذا لماذا
مَن وأنّى؟ بل ساطعًا مَجلِيّا

خُذ ضياءً من شعلتي واقتَبِسْ عنـ
نيْ وأوقِد إشراقَك الدينيّا

وتوَشَّح سطوعَ نورِك حبًّا
وتجاوز كيانَك الكونيّا

بردةُ الحبِّ خيرُ ما تتزيّا
ونِعِمّاها بكرةً وعشِيّا

بارك اللهُ مؤمنًا بيْ وأمّي
بكلينا اهتدى هدًى مريمِيّا

بِيْ بإنجيليَ المقدّسِ أضحى
مستقيمًا وهاديًا مهديّا

فادنُ منّيْ يا مؤمنًا عيسَوِيًّا
وبِهديي اقتَدِهْ تكن عيسويّا

وسلامٌ عليَّ في كلِّ يومٍ
أمرُ ربّي، فضلُ السلامِ علَيّا

يوم خلقي وفي مِهادي سلامٌ
وصبيًّا ويومَ أغدو فتِيّا

وسلامٌ عليَّ كهلًا، سلامٌ
يومَ موتيْ ويومَ أبعثُ حيّا

هُو ذاكُمْ عيسى ابنُ مريمَ! قولَ الـ
حَقِّ مَنْ فيه يمترونَ جلِيّا

باسم أحمد قبيطر – إسبانيا🌴

Share this content:

إرسال التعليق