مالك مولوي: الانتماء للهوية الوطنية هو بحده الأدنى بسبب نظامنا القائم على أيديولوجيات طائفية ومذهبية ومناطقية
قال مالك مولوي في مداخلة ضمن سلسلة محاضرات “ثقف نفسك” عبر زوم: “أن العنصرية هي ظاهرة متفشية في العديد من دول العالم، لكنها ليست شيئاً مجرداً يمكن قياسه بشكل دقيق. وحتى في استطلاعات الرأي يرفض الكثير من الناس الاعتراف بعنصريتهم، كما أن بعض الأشخاص لا يشعرون أو يعترفون أنهم عنصريون.”
وأضاف، “هذه العنصرية نعيشها يوميا في تعاملنا مع بعضنا وبالأخص مع الطبقات الأقل منا مستوى. السلطة تعامل الشعب بعنصرية، والشعب يعامل المستقدمين الأجانب بعنصرية، نحن نمارسها في حياتنا اليومية لأنها متغلغلة فينا.
في الدول العربية الكثير من الأقليات الأثنية والدينية والعرقية وينظر لهم المجتمع كطابور خامس أو كأقليات يجب إبادتها. نحن لا نحترم هذه الأقليات وننظر لهم دائما بنظرة المشكك والعمالة للغرب ولا نربي أولادنا على محبة الآخر كمواطنين في البلد الذي نعيش فيه.”
وردا على سؤال قال مولوي “تكاد العنصرية أن تكون موجودة فينا جميعا” ولكن بدرجات متفاوتة. قد تكون مرتفعة وقد تكون في أدنى درجاتها وبأشكال مختلفة، فالوطن والحزب والعرق والجنس والمنطقة والحي وغيرها هي مجالات لإظهار العنصرية الكامنة في داخلنا.”
واعطى مولوي أمثلة من الوطن العربي فقال “في مصر يسخرون من السوداني وفي السودان من الإرتيري، وفي إريتريا من الصومالي وفي لبنان من الجنسيات العربية المتواجدة على ارضنا.
وختم مولوي مداخلته، “الحال عندنا أسوأ مما هو في دول الخارج. نحن نعاني من أزمة لا وعي لأننا عنصريون ومنافقون. ندّعي عكس ذلك ونتلطى وراء الدين. لسوء حظنا كبرنا في مجتمعات مصابة بالانفصام. تكره الآخر وتدّعي العكس. تجهل الآخر ولا تسعى للتعرف عليه. مجتمعاتنا في مقدمة مصدّري المهاجرين بكل أصنافهم . نحن في لبنان نضجر من رؤية السوري أو الفلسطيني أو حتى العراقي، يحمل نفس طموحنا وأحلامنا، يتجوّل في شوارع مدننا. نهين الغريب في مجتمعنا ثم نهاجر إلى أوروبا أو أمريكا فنبكي من العنصرية وكره الآخر لنا.”
Share this content: