مؤتمر صحفي للنائب السابق مصباح الأحدب
قال النائب السابق مصباح الاحدب:
“أتقدم بالعزاء للبنانيين جميعاً بابن طرابلس شادي رمضان وكل شاب او طفل من المدينة قضى غرقاً في البحر، ونأمل أن نسمع أي خبر يطمئننا عن المفقودين الثلاث الذين ذهبوا بالبحر كملاذ أخير، هرباً من الظلم والقهر والحرمان والقمع وكل ممارسات الظلم التي باتت جزء من يوميات المواطنين في لبنان عامةً وفي طرابلس بشكل خاص ومنذ فترة طويلة”.
الاحدب وفي مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في دارته بطرابلس، أضاف:
“عندما نتقبل مبدأ أن تستباح حقوق المواطن بأي منطقة لبنانية من اي طائفة من طوائف لبنان، فاننا بذلك ننقبل أن يكون هذا المبدأ ساري المفعول على الجميع.
حتى اليوم لم تعرف وللأسف حيثيات انفجار بيروت، ولم يعرف احد من المسبب ومن المشارك بهذه الجريمة النكراء التي دمرت العاصمة وبقيت جريمة من جملة الأعمال الارهابية التي لن تمحى من تاريخ ووجدان الشعب اللبناني الذي يخشى اليوم أن تمر بدون عقاب”.
وتابع: “لقد انتفض الشعب في السابع عشر من تشرين ووقف ضد الظلم واستباحة المواطنين، لكن مع الأسف كل ما فعلته الدولة حتى اليوم وبعد مرور سنة هو القضاء على الثورة وقمع المعترضين والتغلغل بين الثوار باستخدام الطوابير الخامسة والمسيرين مخابراتياً والمؤتمرين بتعليمات الأجهزة، ووضعت الأجندات الطائفية التي أوصلت الناس الى اليأس حتى باتت الهجرة حلم كل مواطن، فلو كان هنالك من دولة فعلية ومسؤولين فعليين لعملوا على معالجة هذا الوضع الكارثي المتبلور بالانهيار الاقتصادي والفلتان الأمني وبقية الآفات الوطنية التي تطالب الناس بوضع حد لها.
بعد انفجار بيروت وفي ظل غياب الدولة والمسؤولين تحرك المجتمع الدولي عبر فرنسا وعبر الرئيس ماكرون الذي لا بد من شكره لان الوضع في البلاد بات يتطلب اهتماما فعلاً، لكنه بكل أسف لا زال ينسق مع الطبقة السياسية نفسها بحجة الغطاء السني ولا زال يتفاوض مع رؤساء الحكومة السابقين بينما المطلوب ليس غطاءً لأي طائفة انما حماية اللبنانيين من كل الطوائف، فلبنان التعددي الذي تأسس منذ مئة عام هو مساحة لكل الطوائف لتنارس حرياتها الدينية دون اي قمع او اضطهاد أو إلغاء”.
وأردف: “وكلنا نعلم أن لكل المشكلات التي ذكرناها أساس واضح، وبات واضحاً أنه لدى ايران خطة استراتيجية واضحة بكل المنطقة وكلنا شهدنا ما جرى بسوريا من أحداث، لكن اللافت ما يجري في لبنان واستمرار تنفيذ المخطط الايراني في البلد يقتضي التعامل مع السياسيين، فحزب الله التابع لايران قرر ان لا يتعامل في لبنان إلا مع الطبقة الفاسدة التي تؤمن له ما يرغب من مصالح، واليوم بات الحزب يتكلم عن أعراف وكأنه لا دستور للبنان، وهذه الأعراف ما كانت لتتكرس أساساً لولا تنازلات السياسيين الذين كل ما ارادوه هو الحفاظ على مصالحهم وقد باتت العملية مفضوحة، فحزب الله نفسه وبالتعاون مع المنظومة الفاسدة غير عملية الانتخابات الديموقراطية وجعلها عملية قمعية فانتجت المشهد كما هو بكل المنطقة.
من حق الشعب اللبناني ان يخاف وأن يثور وأنا على ثقة أنه رغم كل الانهيار الذي أصاب البلد، لا زال كثير من اللبنانيين مصرين على البقاء في وطنهم ومصرين على الدفاع عن التركيبة الفريدة للبنان التعددي التي تشكل على أساسها لبنان حيث تعايشنا جميعاً منذ مئة عام، وصيغة العيش مقبولة ومتنفق عليها بين كل طوائف لبنان فلا يجوز بأي شكل ان تبقى رهينة بوتقة من الفاسدين الظلمة الذين باعوها ويدعون اليوم ان همهم اصلاحها، فمن حقنا ان نقرر مستقبلنا ومستقبل أبناءنا.”
وقال: “ما نراه اليوم هو تعطيل للبلد برمته من اجل بقاء وزارة المال بيد الممانعة، وقد قال الدكتور سعود المولى في مقال أن وزارة المال باتت مسيطرة على قرارات تمليك مشاعات الدولة، وان كثير منها سيما تلك التي بالبقاع اللبناني قد باتت بعهدة حزب الله خاصةً تلك التي قرب القصير والمناطق التي افرغها حزب الله من أهلها بحجة الدفاع غن لبنان ضد “العدو التكفيري”، وما هذه العملية الا استكمال لمخطط التغيير الديموغرافي في المنطقة ضمن سياسة النفوذ الايراني.
نتوجه اليوم للفريقين، الفرنسي الدولي والفريق الايراني، نحن في لبنان لسنا بصدد أن نستعمل كوسيلة للقتال مع أي طرف دولي، نحن مع تحييد لبنان لأننا بتنا لا نملك أية مقومات ومن يرغب بالكلام عن مقومات عسكرية للمقاومة عليه ان يدرك انها مقومات ايرانية، لكن المضحك هو توجه الممانعة لترسيم الحدود مع اسرائيل فيما ينتظر الايرانيون الانتخابات الامريكية لعمل اتفاق وتفاوض مع الأمريكيين”.
وأكد الأحدب: “نحن كنا ولا زلنا دائماً مع الحياد الحقيقي للبنان ومع الابقاء على تعدديته التي هي صيغة لبنان الكبير الذي تحدث عنه المؤرخ كمال صليبي الذي يرى أن تعددية لبنان الكبير ونشأته هي انتصار للمارونية السياسية، ونحن قبلنا بهذا الانتصار كونه ضمن حقوقنا جميعاً كلبنانيين، لكن المعيب هو وضع البعض يده على هذه الصيغة وضربها بحجة حقوق طائفته التي يتلطى خلفها ليسيطر على كل مقومات البلد، نحن نرفض هذه التصرفات وندعو لعودة المساحة التي سمحت للجميع أن يكون بها مهما اختلفت الانتماءات الدينية ويستطيع العيش بأمان وأن يكون محمي”.
أضاف: “ما نراه اليوم من اعادة تفعيل للتطرف وداعش انما هو بسبب تعثر المفاوضات مع الفرنسيين، وهو أمر مفضوح جداً وما هو الا محاولة للضغط على المجتمع الدولي لقلب مجرى الأحداث وأخذ تعاطفه ضد الارهاب، وتجدر الإشارة الى أن اخر الخلايا التي اشتبك معها الجيش كانت في شمال لبنان، فلا يجوز للجهة المستفيدة وهي معروفة أن تضع اليد على كل لبنان بحجة وجود داعش، نحن متمسكين بمؤسسة الجيش ومؤسسات الدولة ان تحمي المواطن كي لا يهاجر من البلد.
لم يعد من المقبول من حزب الله أن يفاوض باسمنا سلطة سياسية عملها ادعاء تمثيلنا ومن ثم التنازل باسمنا لقراراته وخياراته، هؤلاء ليسوا ممثلين لنا ولا يمثلون اي طائفة، لذلك لا بد من اعادة النظر بموازين القوى التي لا يجوز ان تبقى نفسها متحكمة بالبلد فيما غالبية الشعب تريدهم بالسجن.
هؤلاء لم يعد لديهم اي شرعية تمثيلية وما يريده اللبنانيون اليوم هو تنثيل قائم على المواطنة لا على الطائفية، والا فالنتيجة الحتمية ستكون بوضع حزب الله يده على كل لبنان”.
وختم: “سياسة المهل مفضوحة منذ عام ٢٠٠٥ اي منذ انطلاقة ثورة الارز، سياسة تنازل تبعه تنازل أوصلتنا الى هنا، فلا مجال لأي لبنان الا لبنان الحيادي الذي يتحدث عنه البطرك الراعي، فنتمنى على الرئيس ماكرون أن يجد صيغة للكلام مع هذه الفئة التي ترغب بالسيطرة على كل البلد وفي المقابل يفرضون علينا خياراتهم بسطورة السلاح بالقول “يا اما بتمشوا معنا، او منحتلكم بخمس دقائق”.”
Share this content: