النفايات تأكل نهر قاديشا… والمسؤولون نيام
سيزار معوض – الجمهورية
ها هي الصيحات والصرخات تتصاعد وتيرتها في مزرعة النهر في قضاء زغرتا جرّاء تحويل ضفاف النهر فيها مكباً للنفايات… روائح مقززة، مثيرة للغثيان والتقيؤ، تلف المنطقة، فتخال فعليّاً أنك في جهنم.
هي ضيعة صغيرة جداً لا يتعدى عدد قاطنيها الـ500 شخص هجرها أهلها قسراً كما كثيرين، جرّاء لعبة الموت الدامية التي كانت تستبيح كل شيء في الحروب المتتالية المشؤومة…
بساتين النفايات
لم تعد بساتين التفاح هناك ولا حقول الإجاص العلامة الفارقة في تلك البلدة النائية… بل النفايات وروائحها وسمومها أضحَت هي الطاغية والمُمسكة بزمام الأمور حيث تفترش ضفاف النهر فيها وأضحت أكواماً أكوام…
مواكب الموتى
بالتزامن، ليس غريباً عليك أن تسمع «أنين» النهر جرّاء حرق النفايات والجيف على أنواعها من ماعز وأبقار و… دخاخين الموت تبثّها أيدي الإجرام فتأكل الرئات والأنفاس وتهدّد المواطنين في صحتهم، فيما القيّمون على هذه المحرقة – المجزرة يتلذذون بحَصد قوافل المرضى والموتى جرّاء هذا الكابوس، ليس في مزرعة النهر، إنما في زغرتا – الزاوية ككل، حتى طرابلس.
وعود فارغة
يهمس الأهالي في ما بينهم انّ اتحاد بلديات زغرتا، إذا لم يجد حلاً لأزمة النفايات هذه، فيجب ولِلحال رَجم رئيس الاتحاد الدكتور زعني خير بالحجارة… أو رمي المعنيين والقيّمين على زغرتا – الزاوية في أكوام النفايات هذه وحرقهم حتى الموت، خصوصاً أنّ الوادي هناك بدأ يختنق من فرط الاعتداءات والتعديات…
ويرى كثيرون أنّ القائمقام إيمان الرافعي، التي تستلم زمام الأمور في مزرعة النهر لعدم وجود بلدية فيها، تكتفي بالعراضات والمظاهر والوعود الهادفة الى تخدير الناس بالحلول المهترئة والمهرّبة الى حيث لا أفق ولا حلول… غير أنها وعدتنا بالتحقّق من الموضوع ووَضع حد للتعديات اذا كان هناك من اعتداءات على النهر والبيئة في مزرعة النهر…
مخاتير المنطقة في خبر كان
من هنا، فإنّ المعضلات جميعها تقع على عاتق مختار مزرعة النهر جورج محسن خليل… هو ليس على علم بوجود أي نفايات في بلدته… والقمامة المرميّة على ضفاف النهر، بحسب قوله، «تتبَع عقاريّاً لبلدة مزرعة الفريديس المجاورة لمزرعة النهر…».
تواصَلنا مع مختار مزرعة الفريديس ريمون يوسف نعمة، فأكد أنه ليس على علم بوجود نفايات في منطقته… لا يداوم هناك، يخرج من بيته فجر كل يوم، ويعود أدراجه الخامسة مساء بعد افتتاحه محل ألبان وأجبان في كوسبا – قضاء الكورة بَحثاً عن الخبز الحلال… ما يعني أنّ المختار يعرف بلدته بالاسم فقط، وهو ليس موجوداً فيها سوى يوم في الأسبوع، في أحسن الحالات…
الحلول ضرورية وبسرعة
فإلى مَن يذهب أو يلجأ أهالي مزرعة النهر؟ ولمن يرفعون الصوت؟ هو مجرد تساؤل وسؤال.
أإلى وزير الصحّة؟ أم إلى وزير البيئة؟ أم إلى وزير الداخليّة؟ أم إلى وزير السياحة؟ أم إلى نوّاب المنطقة؟ أم إلى وزرائها في الحكومة؟ أم إلى رئيس اتحاد بلديات زغرتا الدكتور زعنّي الغائب عن السمع؟
النفايات تأكل نهر قاديشا في بلدة مزرعة النهر، فهل من يسمع ويتحرّك؟
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.