صدر عن سماحة المفتي الشيخ زيد بكار زكريا البيان التالي:
مرة بعد مرة يستمر الحاقدون والمبغضون في الاساءة إلى ديننا ومقدساتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويظنون أنهم بذلك يستطيعون طمس النور وتنفير الناس عن هذا الدين ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)، وسيدخل الناس في دين الله أفواجا ولن تزيد هذه الاساءات الناس إلا رغبة في معرفة الإسلام ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ويريدون أن يقنعونا أن هذه الرسوم الكريكاتورية هي حرية تعبير، وهم الذين يرفضون أي مساس برموز الصهيونية تحت ذريعة معاداة السامية.
والتطور الخطير والسافر في الأمر أن الاساءة ما بقيت فردية ولا إعلامية فحسب بل قامت الدولة الفرنسية والرئيس الفرنسي بتغطية هذه الاساءات والدفاع عنها وتبنيها تحت عنوان الحرية والديمقراطية وتتحول بذلك من موقف فردي إلى موقف رسمي، ويعلنوها بذلك حربا على العالم الإسلامي واستفزاز مشاعر المسلمين
وإزاء هذه الاساءات والتطاول السافر نطالب الحكومة الفرنسية بالكف عن هذه الأساليب الماكرة، والتوقف عن إظهار فرنسا بمظهر المنقذ والمخلص للدول مما فيه، وهي العاجزة عن حماية المقدسات واحترام مشاعر المسلمين، بل هي التي تتعمد استفزازهم واستثارتهم.
كما نستغرب تأخر أكثر الدول الإسلامية بالرد على هذه الاساءات الصادرة عن رئيس دولة وليست مجرد اساءة فردية، ونطالبهم بالاجتماع والاستنكار كما اجتمعوا لمناصرة مجلة شارلي ايبدو، بل وقيام كل دولة باستدعاء السفير الفرنسي في بلادها وتبليغه رسالة حازمة وصارمة، وإن لم يستجيبوا فلتقطع العلاقات فداء للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما أن الشعوب الإسلامية جمعاء وسائر الشرفاء مطالبون بنصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وفهم حقيقة المؤامرة ومقاطعة البضائع الفرنسية، وهذا أقل الواجب الذي ينبغي القيام به.
وعلى المسلمين التمسك بهذا الدين تمسكا صحيحا وإظهار الأخلاق الإسلامية الرائدة والاقتداء بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فهذا أكبر رد على أولئك المسيئين المستهزئين والله سيكفينا إياهم كما قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين).
كما ندعو غير المسلمين إلى قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتعرف على جوانب أخلاقه وعلى سنته وعلى سماحة الإسلام ورحمته وعدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة والمبغضة والمتعصبة.
كما أنه يجب العمل على إصدار ميثاق وصياغة قانون دولي بتجريم الاساءة إلى الرموز الدينية، وعدم اعتبار هذا من حرية الرأي والتعبير وقد رأينا من قبل أيضا اساءة إلى عيسى ومريم عليهما السلام، وهذا كله مرفوض ومستنكر ويجب العمل على معاقبة مرتكبه وفاعله.
وقد صار مكشوفا أن هناك أطرافا خفية وخبيثة مستفيدة من إشغال الناس بهذه الأمور في وقت يعاني العالم فيه من أزمات اقتصادية وأمنية واجتماعية وعنصرية، ويجب على العقلاء من سائر الطوائف أن ينبروا لإيقاف هؤلاء السفهاء وهذه النماذج التي تحترف الاساءة إلى الرموز الدينية والأنبياء والمرسلين.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.