من المتوقع ان يكون وزیر الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى قد استلم المطالعة المتعلقة
بخصوص أعمال الترمیم في قلعة صیدا البحریة، والتي ارسلها اليه تجمع “عل صوتك” ومجموعة” مهندسون من صيدا والجوار”، وهي المطالعة التي توصل اليها ناشطون من المجموعتين في اجتماع مشترك بمشاركة ممثل عن بلدية صيدا، وذلك مساء الخميس ٣ اذار ٢٠٢٢، في احدى قاعات البلدية.
وتضمنت المطالعة توصيات عدة اهمها:
• التمني على وزیر الثقافة الإیعاز للمكتب الاستشاري والمقاول لشرح التصمیم
وعرض الخرائط التفصیلیة من قبل الاستشاري لمناقشة المشروع
مع البلدیة والمختصین في المدینة وذلك في مبنى البلدية .
• مراجعة دفترالشروط ومطابقة المواد المستعملة.
• تقدیم تقاریر مفصلة للھیئات الدولیة المختصة والمانحة، التي یلتزم لبنان بتطبیق
بنودھا.
• دراسة أولیة لطرح بدیل عن المشروع المنفذ وكیفیة الترمیم مع الحفاظ على روحیة
المكان ودوره التاریخي.
وكانت عملية الترميم في القلعة البحرية في صيدا قد أثارت ردود فعل متباينة على الصعيدين اللبناني والصيداوي ولدى عدد من المهندسين الاختصاصيين، ما دفع وزير الثقافة المرتضى الى وقف عملية الترميم لمدة اسبوعين بهدف التوصل الى حل يرضي الجميع وخصوصا الجهات الصيداوية منها بصفتها المعنية الاساسية بالموضوع.
وكان فریق من المھندسین المتخصصین باعمال الترمیم قد عاين، الأشغال التي تحدث في قلعة صیدا
البحریة، من خلال زيارات متعددة وسجل الملاحظات الاتیة:
-1 عدم وجود لوحة توضح اسم المشروع، اسم المقاول والإستشاري، مدة العمل، الجھة
الممولة.
-2 عدم احترام مبادئ السلامة العامة المتبعة في المشاریع المتشابھة .
-3 استخدام أقواس معدنیة وتثبیتھا في احجار القلعة الرملیة ویبدو ان ھذه الإنشاءات دائمة
ولیست للتدعیم المؤقت .
-4 سطح العقد في موضع الترمیم كان قد خضع للترمیم في مرحلة سابقة بواسطة صب
طبقة خرسانیة مسلحة، وھذه الطبقة مشققة بسبب صدأ الحدید، والعوامل الجویة وكان
واضحا للجمیع أن ھذا الحل لا یتماشى مع ظروف القلعة ولا مع المواصفات العالمیة
المتبعة بالترمیم لمثل ھذا المنشأ التاریخي وروحیته .
-5 تبین للفریق في موقع العمل وجود قضبان من الحدید المجدول واكیاس الاسمنت الاسود وبحص ورمل مما یوحي باستخدام نفس الاسلوب المتبع مسبقا.
-6 كما لوحظ في الموقع، عمال ینزعون الحدید المصاب بالصدأ من الباطون المتأكل والمتھالك
ً بواسطة آلة (الكمبروسر ھواء)
ما یسبب ضررا بالغا في تماسك حجارة القبة.
-7 من خلال القراءة الأولیة للأعمال المنفذة لم یستطع الفریق قراءة التصمیم بشكل واضح
حیث لم یصادف خلال الزیارات المتعاقبة التي قام بھا الفريق اي مسؤول من قبل المكتب
الأستشاري أو المتعھد أو مدیریة الآثار .
وقد طرحت المطالعة الشروط الفنية المطلوبة انطلاقا من مواصفات اليونيسكو المعنية بالحفاظ على التراث العالمي،
ومنها خرائط ھندسیة
ومعماریة تفصیلیة.
كما اقترحت المطالعة المقدمة الى وزير الثقافة استراتیجیة لتنفیذ الاعمال وذلك بتقسیم التنفیذ الى مجموعة خطوات،
وتوصیف كل خطوة على حدة كي یضمن جودة الترميم.
وشددت المطالعة على اهمية مراقبة التصمیم
من خلال فریق من المھندسین والمتخصصین بالآثار.
وتقترح المطالعة أن تكون مراقبة التنفیذ
من خلال فریق من المھندسین بإشراف من وزارة الثقافة – مدیریة الآثار وبلدیة صیدا.
وكان فریق المھندسین قام بعملیة تدقیق حول الخروقات الحاصلة في عملیة الترمیم حسب وجهة نظره
وحسب بنود میثاق البندقیة، والنتیجة كانت خرق لستة بنود من أصل ۱٦ بندا من ميثاق البندقية.
ويبدو ان هذه المطالعة التي قدمها تجمع”عل صوتك” ومجموعة “مهندسون من صيدا والجوار” ستكون خطوة أولى من سلسلة خطوات تستهدف تصحيح المسار الذي تسلكه الجهات المعنية ، وذلك بهدف المحافظة على هذا الإرث التاريخي الحضاري، وأن لا يكون سلوكا مشابها لما يجري في إدارات السلطة وخصوصا بما يتعلق بتاريخ البلد وتراثه الحضاري.
وفيق الهواري.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.