وليد كرامي: سمعنا عن نية وزير خارجية لبنان التوجه الى سوريا البلد الذي لا يزال خارج إطار الجامعة العربية للقاء المسؤولين هناك و حتى لا نقع في بزار المزايدات لا بد من التأكيد ان جميع اللبنانيين عامة و اهل السنة خاصة مع العودة الكريمة للمهجرين الى سوريا بشرط ان يعودوا الى قراهم و منازلهم مع ضمانة دولية في حرية ممارسة قناعاتهم الدينية و السياسية فنحن مع عودة اهلنا الذين شكلوا على مدى التاريخ العمق و الامتداد الديموغرافي و الاقتصادي الطبيعي لمدننا و لكن في غياب هذه الضمانات حتى هذه اللحظة فأي عودة قسرية للمهجرين لن تكون الا استكمالاً للواقع الذي فرض على المنطقة ضمن اتفاقية سايكس بيكو و الذي يتجدد اليوم مع المشروع الصهيوصفوي من خلال تثبيت حكم الأقليات و تشتيت انتشار طائفة معينة .
و هنا لا بد من طرح بعض التساؤلات المشروعة التالية:
في ظل الغياب الواضح للإجماع الحكومي لهذه الزيارة فباي صفة سوف يذهب وزير الخارجية و هو المؤتمن على علاقات لبنان الخارجية والتعبير عن السياسة الخارجية للبنان بحسب ما يقرره مجلس الوزراء اللبناني و ليس حسب الطموح الشخصي للأفراد او المصالح الخارجية لبعض الأحزاب؟
هل يدري وزير الخارجية اللبناني انه ذاهب للقاء نظام اصدر مذكرات توقيف بحق رئيس حكومته و بعض رجالات السياسة في لبنان الممثلة احزابهم في الحكومة و التي يشارك بها الوزير الباسل فكيف سوف يحاور معالي الوزير من خون رئيس حكومته و قسم من ابناء وطنه؟
ما مصير المغيبين قسراً من اللبنانيين الموجودين في سوريا و نحن ندري بان العديد من اللجان شكلت في السابق و كانت النتائج دائماً مخيبة لآمال الأهالي المفجوعين الذين يبحثون عن جواب مقنع لمصير ابنائهم فهل هناك من وعد مسبق بجواب رسمي شافي سوف يتم إعطاؤه للوزير باسيل و هو الامر المستبعد حصوله.
ان هذه الزيارة المزمع إجراؤها و التي شكلت و لا تزال جدلاً و انقساماً وطنياً على الصعيد الرسمي و الشعبي، الفاقدة حكماً للتكليف الرسمي هي لزوم ما لا يلزم في ظل هذه المرحلة الشديدة الحساسية على الصعيد الوطني و الإقليمي و الدولي.
وليد معن كرامي
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.