ما زال النزوح مستمراً على الرغم من مرور نحو اسبوعين على بدء النزوح الكثيف من الجنوب، وبعد أن كانت مدينة صيدا هدفاً لإيواء النازحين، صارت ممراً لهم بعد ان امتلأت مراكز الإيواء. مصدر في وحدة ادارة الكوارث في بلدية صيدا قال:” من يراجعنا من أهلنا النازحين بحثاً عن مركز إيواء، نعتذر منهم لاننا لم نعد قادرين على إيواء المزيد من أهلنا في مراكز الايواء المعتمدة “.
من جهة اخرى، تعكف وحدة ادارة الكوارث وتجمع المؤسسات الأهلية وبعض المجموعات الناشطة على إحصاء ومعرفة العائلات النازحة الى المنازل ضمن صيدا الادارية، في الوقت التي ما زالت السلطات الرسمية بانتظار المساعدات الدولية المصابة بالبلادة.
كل هذا لا يمنع استمرار الجمعيات الأهلية وبالتعاون مع البلدية وتجمع المؤسسات الأهلية في تقديم المساعدة والعون في مراكز الإيواء في صيدا.
ثانوية حكمت الصباغ في صيدا.
منذ ليل الاثنين 23 أيلول 2024 استقبلت مدرسة ثانوية حكمت الصباغ في صيدا مئات النازحين، وقد بلغ عدد العائلات صباح اليوم الاحد السادس من تشرين الاول 93 عائلة تضم 344 شخصا، يقيمون في 30 غرفة من غرف المدرسة. يقول مصدر في إدارة المدرسة:” لم يكن اسم المدرسة مدرجاً على لائحة مراكز الإيواء، لذلك لم تكن الادارة مستعدة، لذلك عندما تم التواصل معنا الاثنين ليلاً، اسرعنا وتوجهنا الى المدرسة وجمعنا الأغراض الخاصة بالإدارة وساهمنا بتحضير الغرف للعائلات النازحة”.
وينحصر دور الادارة حالياً بالمتابعة على الأرض وحماية الممتلكات العامة والإشراف على اي تغيير قد يحصل.
ويضيف مصدر ادارة المدرسة:” تتابع أوضاع النازحين في المدرسة جمعيتان من المدينة، الأولى جمعية التنمية للإنسان والبيئة والثانية جمعية ألفة، وتلعب الادارة دور الوسيط بين هذه الجمعيات ووزارة التربية، واحيانا يكون هناك تباين في وجهات النظر حول آلية العمل فنسعى الى استيعابه، وخصوصاً اننا متفقون على ضرورة مساعدة أهلنا النازحين، وما نرجوه ان يرتاح الناس وان يتصرفوا وكأنهم في منازلهم”.
احد الناشطين في جمعية التنمية للانسان والبيئة، وهي جمعية في أمانة سر تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، يقول:”
وصلنا إلى المدرسة عند الساعة ١١ من ليل الاثنين ٢٣ ايلول، كانت المدرسة فارغة وغير جاهزة لاستقبال نازحين، بادرنا الى شراء مياه للشرب، أدوية وادوات للتنظيف وذلك لتأمين أماكن نظيفة للمبيت، كما أمّن الصليب الأحمر الدولي 60 فرشة وزعت على 30 غرفة كما أمّن مياه لخزانات المدرسة، وخصوصاً انه وصل في تلك الاثناء نحو 300 نازحاً.
وعند صباح الثلاثاء اشترت الجمعية 190 فرشة، واستلمنا من لجنة الأمهات 90 فرشة. ثم بدأت المبادرات بخصوص التجهيزات، فقدم NRC كمية من الفرش والمخدات والحرامات، بالإضافة إلى خزانان للمياه وتركيب أجهزة دوش في الحمامات بالاضافة الى القيام بعملية صيانة لها.
وقدمت منظمة انيرا عبوات تحوي مواد للتنظيف ولمبات تعمل على الطاقة الشمسية. وتؤمن منظمة AVZI مياه للاستخدام.
كما تبرعت جمعية DCA بعبوات تحوي مواد تنظيف تستخدم حالياً لتنظيف غرف المدرسة وممراتها، كما قدمت وجبة غداء للنازحين.
وتقوم جمعية التنمية للانسان والبيئة بتأمين مياه الشرب بشكل دائم.
الوضع الغذائي.
يضيف الناشط:” الاثنين ليلا، لم يكن أهلنا النازحين قد تناولوا العشاء، فبادرنا الى تأمين العشاء اللازم لهم، ثم انتظمت عملية تأمين الاطعمة في مواعيدها من قبل الجمعية ومن قبل جمعيات ومبادرات فردية اخرى، اذ كان بعض الجمعيات يؤمن الفطور والبعض الآخر العشاء، والآن هناك انتظام بتقديم الاطعمة في مواعيدها.
أنشطة للاطفال.
تنظم الجمعية ومن خلال متطويعها أنشطة يومية للأطفال ما يساعدهم نفسياً على تجاوز الوضع الحالي.
الوضع الصحي.
تهتم جمعية ألفة بالجانب الصحي، ويقول احد ناشطيها:” نقدم للموجودين خدمات صحية من خلال كشف صحي يقوم به احد الاطباء، ونؤمن الادوية اللازمة للمرضى، وهنا تجدر الإشارة إلى نقص بانواع من الادوية نحاول تأمينها. كما نقوم بنقل اي مريض بحاجة الى مستشفى، ولدينا هنا مريض غسيل كلى نتولى نقله الى المستشفى واعادته الى المدرسة بعد العلاج.
الوضع التنظيمي.
يشير الناشط في جمعية ألفة الى التعاون المهم بين جمعية ألفة وبين جمعية التنمية للانسان والبيئة، ويضيف:” اننا نتقاسم المهام ونساعدهم متى احتاجوا الى مساعدة كما أنهم يساعدوننا ايضاً”.
اما الناشط من جمعية التنمية فيؤكد على العلاقة الجيدة مع ادارة المدرسة في كل المجالات، كما اننا شكلنا لجنة من المقيمين في كل طابق لتتولى شؤون النازحين في غرفهم، كما اشترينا معدات حلاقة لاحد النازحين الذي يعمل كحلاق وتطوع بقص شعر من يرغب من النازحين، كما اننا نستخدم بعض اصحاب المهن كيد عاملة للقيام باي عمل تصحيحي وذلك لقاء اجر له. وتجدر الإشارة الى تطوع عدد من النازحين لمساعدة متطوعي الجمعية.
وعن النواقص التي يعاني منها المركز، يؤكد الناشط على النقص الدائم بمياه الاستخدام بسبب عدد النازحين، ويبدي خوفه من تراجع المساعدات الغذائية. ويزيد:”بالإضافة إلى ذلك فان المركز يحتاج إلى مزيد من الفرش والبطانيات تجهيزاً لموسم الشتاء في حال استمرت حالة النزوح”.
ويختم الناشط من جمعية التنمية للانسان والبيئة حديثه بتوجيه الشكر على الدعم والتعاون “الذي قدمته بلدية صيدا وفاعليات المدينة وإدارة المدرسة وتجمع المؤسسات والى جميع من قدم الدعم ومد يد التعاون من اجل مساعدة النازحين ونخص بالشكر مطعم الحلاق، جمعية بادري، شركة الجبيلي للزراعة، شركة الافق، لجنة الامهات، جمعية أهلنا، حملة اعطيهم حب وأمل، فضل الله غروب وغيرهم من اصحاب المبادرات الفردية، وفي الوقت نفسه نشكر المنظمات الدولية التي سارعت الى الدعم الممكن في هذا المركز وغيره”.
اما النازحون انفسهم وعلى الرغم من توجيه العديد منهم الشكر للجمعيات ولمدينة صيدا وفاعلياتها والى ادارة المدرسة وتجمع المؤسسات الاهلية على الجهد المبذول، الا أنهم في الوقت نفسه يتمنون العودة بأسرع وقت ممكن الى بلداتهم وقراهم في الجنوب.
وفيق الهواري
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.