بيان للمهندس وليد معن كرامي بمناسبة الذّكرى السّابعة والثّلاثين لاستشهاد الرّئيس رشيد كرامي

بمناسبة الذّكرى السّابعة والثّلاثين لاستشهاد الرّئيس رشيد كرامي أصدر المهندس وليد معن كرامي البيان التالي:

نستذكر بكلّ ألم وحزن قائداً سطّر أسمى معاني العطاء وأعظم صور الفداء حتّى الرّمق الأخير في سبيل المحافظة على الاعتدال والعيش المشترك و قيام الدّولة الحديثة العصريّة الكافلة للحرّيّات الرّافضة للفكر العنصريّ المقيت -المتجذّر في نفوس البعض- مكرّساً حياته لخدمة مدينته ووطنه وأمّته متمسّكاً بلبنان وطناً واحداً موحّداً مستقلّاً نهائيّاً لجميع أبنائه عربيّ الهوية والإنتماء رافضاً كلّ أشكال التّقسيم والفيدراليّة والكونفدراليّة
وعندما استشعر القيّمون على أمنه بأنّ الحيطة أصبحت ضروريّة، أصرّوا على اتخاذ إجراءات امنيّة مشدّدة فأجاب رحمه اللّه كما ورد في كتاب “رؤساء حكومات لبنان كما عرفتهم” للأستاذ حكمة ابو زيد الصفحة ٢٩ :

” لن أضع حواجز بيني وبين النّاس ولن أقبل بان يوجّه أي سؤال لمواطن يقصد بيتي. أمّا الحماية فاللّه تعالى هو الحامي . والأعمار بيده وحده “

وعندما قيل للشّهيد
ولكنّ الحديث الشّريف أوصى ب ( إعقل وتوكّل ) أجاب رحمات اللّه عليه:

” صدق الله ورسوله. وقد عقلت بمحبة الناس وطيبة شعبنا وتوكلّت عليه تعالى “

ومن يتّكل على الله لا يهاب سهام غدرهم ومن يحبّ وطنه لا يمكن إلّا أن يكون رجل الحوار والحلول المتوازنة حتّى التّوصل إلى تسوية وطنيّة فمضى شامخاً غير مبالٍ بتهديداتهم لعقد اتّفاق مع الرّئيس كميل شمعون لإنهاء الحرب الاهليّة اللبنانيّة وقد أسرّ لوالدي رحمه الله في العشاء الأخير له في منزلنا ليل الجريمة النكراء بأنّ الحلّ أصبح ناجزاً وأنّه ذاهب في اليوم التّالي لتوقيع الإتفاق الذي اعتبره المرحوم الرّئيس حسين الحسيني “اتّفاقاً تاريخياً ينهي الأزمة اللبنانية”.
إلا أنّ اليد الغادرة سبقت، فاستشهد الرّئيس رشيد كرامي قبل أن يتمكّن من تحقيق حلمه بإنهاء الحرب الأهليّة اللبنانيّة وتحقيق المصالحة الوطنيّة.

كان استشهاده ضربة موجعة للبنان ولأبنائه، وذكرى مؤلمة تُذكّرنا دوماً بأهميّة الاعتدال والحوار والسّعي نحو الوحدة الوطنيّة بعيداً عن النّزاعات الطائفية والمناطقية.

رحم الله الرّئيس الشّهيد رشيد كرامي، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعاً مواصلة العمل للمحافظة على إرثه وتحقيق أهدافه النّبيلة من أجل لبنان أفضل يسوده السّلام والعدل والمساواة وتتعزّز فيه قيم الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وإلى قاتله نجدّد القول أنّنا لن ننسى ولن نسامح مهما طال الزّمن.

وليد معن كرامي

وليد معن كرامي

اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ahmadstaiteh

President, Manager

Related Posts

الإصلاح والتأهيل تجمع الأطفال على المحبة والسلام

الإصلاح والتأهيل تجمع الأطفال على المحبة والسلام

كهرباء لبنان: زيادة ورفع التغذية اليومية في فترة الأعياد

زيادة التقنين

ربما فاتك

الإصلاح والتأهيل تجمع الأطفال على المحبة والسلام

الإصلاح والتأهيل تجمع الأطفال على المحبة والسلام

متابعة أزمة النفايات في أقضية طرابلس زغرتا والكورة

متابعة أزمة النفايات في أقضية طرابلس زغرتا والكورة

لماذا زججتم بهم في السجون

لماذا زججتم بهم في السجون

أحقاد تتفجر ضد العالم الإسلامي لماذا

أحقاد تتفجر ضد العالم الإسلامي لماذا

محاضرة بعنوان “العفو العام وتحديات قيام دولة القانون” للقاضي حمزة شرف الدين

محاضرة بعنوان “العفو العام وتحديات قيام دولة القانون” للقاضي حمزة شرف الدين

دراسة قانونية وإنسانية حول وجوب إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين من سجن رومية بسبب عدم محاكمتهم

دراسة قانونية وإنسانية حول وجوب إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين من سجن رومية بسبب عدم محاكمتهم

كهرباء لبنان: زيادة ورفع التغذية اليومية في فترة الأعياد

كهرباء لبنان: زيادة ورفع التغذية اليومية في فترة الأعياد

معاناة وطن

معاناة وطن

اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading