ذبيحُها
ما لي على سيفِ الغرامِ طريحُ
والذّبحُ في حقِّ الفؤادِ صريحُ
أوَما لأهل العشقِ فتيا صبوةٍ
تُهدي الأمانَ لأهلِهِ وتريحُ
فجميعُ ما أحصيتُ أربَكَ حيلتي
فإذا تُحرِّمُ صبوتي وتبيحُ
يتقوّلونَ على الغرامِ جهالةً
والقولُ في ذمِّ الغرامِ قبيحُ
لا ريب أن الحبّ فضلٌ راجحٌ
وخلافُهُ مهما علا مرجوحُ
عهدُ الوفاءِ أمانةٌ في جيدِنا
ويحقُّ صَونًا للغرامِ وضوحُ
كنْ ذا تفانٍ أن تبعثرَهُ سدى
وإذا وفيتَ فلا يُرامُ مديحُ
وحذارِ ثُمّ حذارِ من سقطِ الغوى
عبثًا يفيدُ هنالكَ التصحيحُ
الحبُّ شرعٌ والعفافُ شريعةٌ
تَمّا هدًى، واستُنفِد التنقيحُ
ضاقَ الفؤادُ بِصبوةٍ حرّاقةٍ
وسمعتُ أوتارَ الفؤادِ تنوحُ
تحدو النجاةَ، على استحالةِ حبِّها
من موجِ وهمٍ يغتلي ويصيحُ
إني الغريقُ ولات حينَ تمرّسٍ
في العومِ والموجُ العتيُّ جَموحُ
أين السفينةُ لن أعقَّ نداءَها
فمتى يناديني لأصعدَ نوحُ
أعليتُ أشرعةَ الهوى خفاقةً
ووجيبُ قلبي للصواري الريحُ
ما زلتُ أجنحُ دون خَوْفٍ صوبَها
ويطيبُ رشدٌ في الهوى وجُنوحُ
ليس اعتناقُ الحبِّ محضَ تعفُّفٍ
دعني أقولُ صراحةً وأبوحُ
أنا لا أريدُ من الغرامِ براءةً
فعلى جبيني حبُّها مفضوحُ
هاكم أردّدُ لا أريدُ سلامةً
فهي السلامةُ والغرامُ الروحُ
كم ذاك يُخجلُ في الصبابةِ دَفنُها
فأقلُّ شرطٍ في الهوى التصريحُ
ما كان لِيْ كتمانُ وجدٍ خافقٍ
بصبابةٍ كيفَ العطورُ تفوحُ
أنا فارسٌ في العشقِ عَزّ نظيرُهُ
لي في الغرامِ ممالكٌ وصروحُ
يا من يتوقُ لراحةٍ بهيامِهِ
ما أكذبَ التّهيامَ حينَ يُريحُ
ذاكم لعمري محضُ زيْفٍ فارغٍ
ويفيضُ في بطلانهِ التجريحُ
يا ليت شعري لم أزل مترحّلًا
منها إليها أغتدي وأروحُ
قلبي يرومُ لقاءها ووصالها
مضنًى على أملِ الوصولِ يسيحُ
ثبتٌ بحبّي لا أملُّ سياحةً
والسوح أطويها وتكثرُ سوحُ
ومتى استبدّ بيَ العناءُ فطيفُها
ملءَ الرجاءِ على الدروبِ يلوحُ
فأغذُّ سيري لا أبالي بالعَيا
أهرقْتُني، ودمي ندًى مسفوحُ
وعلى الطلولِ أريقُ مهجةَ عاشقٍ
يشفي قروحَ جراحِها التسبيحُ
سبحانَ ربي يا هوى سبحانه
سبحان ربي إنه السبّوحُ
ما كان ليلًا إنما كان الهوى
إنّ الهوى مهما ادلهمّ صبوحُ
أدركتُ أنّي لا محالةَ مدنفٌ
ودواء قلبي ما أحبُّ قروحُ
حمدًا وشكرًا أنْ رزقتُ غرامَها
ولكم تلذُّ فِدا الغرامِ جروحُ
ماذا أقولُ عنِ الغرامِ وقدرِهِ
حينَ الغرامُ لذاتِهِ ممدوحُ
أتُراهُ من قولٍ جَدِيدٍ لم يُقَلْ
فاضتْ قواميسٌ بهِ وشروحُ
إنّ الهوى بجراحهِ وقفٌ على
هاوٍ هوى فحلا له التبريحُ
خمسونَ عامًا مثلُ دِعبِلَ هائمٌ
فوقي صليبي بِالهوى مذبوحُ
يا خشبةً فيها خلاصُ ذبيحِها
وكأنني قدَرًا عليكِ ذبيحُ
هل مَنْ يبلسمُ نزفَ حبٍّ جارفٍ
يفدي كما فدّى الجُناةَ مسيحُ
سلِموا، فلا الفادي يموتُ فداءَهم
عجبًا، ولا المَفْدِيُّ ثَمَّ طريحُ
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.