لماذا “تهميش” أعياد الجلاء في أوطاننا
معن بشور
في مثل هذه الأيام 28 آذار/مارس عام 1970 ، وبعد أشهر على إنتصار ثورة الفاتح من سبتمبر، نجح الليبيون في اجلاء القواعد العسكرية البريطانية عن بلادهم، ليبدأ في العام ذاته إجلاء القواعد العسكرية الأمريكية ثم الايطالية في تطور تاريخي تبرز أهميته اليوم مع عودة الوجود العسكري الأجنبي على ليبيا منذ غزو قوات الناتو لهذا البلد العربي الذي بقي وفياً لعروبته وأصالته وحافظاً لعزته وكرامته.
ولو سئل العديد من المواطنين العرب عن مواعيد أعياد الجلاء في أقطارهم، والتي كانت ثمرة جهاد عظيم وتضحيات جسيمة لوجدوا انفسهم جاهلين بها، وهذا بالتأكيد هو جزء من استراتيجية كي الوعي العربي والتي تُريد ان تُنسي الاجيال الحالية ما أنجزته أجيال سابقة ، وان تتعايش مع هذا الوجود العسكري الاستعماري الرابض في العديد من أقطار أمتنا.
من هنا فان النخب الوطنية والقومية والتحررية في الأمة مدعوّة الى اعادة تذكير الشعوب بأيام مجيدة من تاريخها، وتحويل هذه المناسبات الجليلة الى مناسبات لتعبئة الجماهير ضد الوجود الاستعماري الجاثم على بلادها، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
فأعياد الجلاء ليست مناسبات من الماضي فحسب، بل هي أيام نستلهمها في مواجهة تحديات الحاضر، ونقف امامها لنرسم ملامح مستقبلنا القائم على الاستقلال والعزّة والكرامة والعدالة.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.