جزين تنجح في مساعدة النازحين
وفيق هواري
يبدو ان تجربة إتحاد بلديات منطقة جزين ووحدة ادارة الكوارث فيه، في استقبال النازحين من أهلنا في الجنوب والإهتمام بهم تشكل قصة نجاح وتؤشر الى آلية العمل المطلوب من تخطيط وتوزيع عمل وإدارة تنفيذية على الرغم من الإمكانيات المحدودة المتوفرة لدى الاتحاد.
حتى مساء الاثنين 30 أيلول 2024، استقبلت بلدات إتحاد منطقة جزين 2038 نازحاً يشكلون 538 عائلة في 19 مركز إيواء.
في بلدة جزين اربعة مراكز إيواء استقبلوا 178 عائلة تضم 645 شخصاً، وثلاثة مراكز إيواء في بكاسين استقبلوا 28 عائلة تضم 104 أشخاص، وثلاثة مراكز في المجيدل استقبلوا 82 عائلة تضم 371 شخصاً، ومركزان في روم استقبلا 62 عائلة تضم 234 شخصاً،
مركز واحد في لبعا استقبل 41 عائلة تضم 157شخصاً، مركز واحد في بنواتي استقبل 5 عائلات تضم 22 شخصاً، ومركز واحد في عين مجدلين استقبل 45 عائلة تضم 132 شخصاً، مركز واحد في صفاريه استقبل 50 عائلة تضم 164 شخصاً، مركز واحد في حيطورة استقبل 5 عائلات تضم 25 شخصاً، ومركز واحد في المحاربية استقبل 27 عائلة تضم 120 شخصاً، ومركز واحد في ريمات استقبل 25 عائلة تضم 64 شخصاً.
الى جانب هؤلاء يوجد نحو ٤٠٠٠ نازح يسكنون في منازل نصفهم في بلدة جزين والباقي في بلدات القضاء.
وهذه الأرقام تتغير يومياً حسب استقبال المزيد من النازحين او انتقال قسم منهم الى منطقة أخرى.
عن هذه التجربة، قال النائب د. شربل مسعد:” عند كل استحقاق او اعتداء يتعرض له الوطن ويؤذي أهلنا، فان اهل جزين يتوحدون في سبيل خدمة أهلنا الذين يعانون من العدو الإسرائيلي. لذلك بادرنا وتعاونا مع كل فعاليات المنطقة في سبيل تنظيم العمل لخدمة أهلنا النازحين”.
واضاف:” لقد كانت مراكز الايواء في المجيدل اول من فتحت أبوابها واستقبلت اهلنا النازحين، وحالياً لدينا في البلدة ثلاثة مراكز إيواء تضم 371 نازحاً، ولا أنكر اننا شهدنا تقصيراً في الأيام الاولى، ولكن الان انتظم العمل وهناك تكامل ما بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات دولية والعمل جار وفق خطة الطوارىء التي وضعت قبل عام”.
وأشار مسعد الى اهمية ما يقوم به فريق عمل طبي لتوعية النازحين يومياً على أهمية الوقاية خوفاً من الإصابة بأمراض معدية في هذه الظروف الصعبة.
اما رئيس إتحاد بلديات منطقة جزين ورئيس بلديتها خليل حرفوش فقد قال:” في أواخر العام الماضي وبعد اندلاع الاشتباكات، دعينا الى اجتماع عام في بلدية جزين ووضعنا خطة طوارىء لمواجهة اي كارثة قد تحصل، ويومها شكلنا لجان اختصاص ووضعت كل منها خطة تفصيلية، وفي الاسبوع الماضي وبعد انفجار المعارك، دعينا الى اجتماع عام وجرى تقسيم الادوار وتوزيع المسؤوليات وكل لجنة شكلت لجنتها، وتجلت النخوة الجزينية، وتحول الجميع الى خلية نحل وتم فتح ثلاث مدارس خلال نصف ساعة، وذلك بالتعاون مع جميع الفعاليات والجمعيات والصليب الأحمر ومدراء المدارس والقوى السياسية والاجتماعية وتحولنا الى خلية نحل كما تلاحظون، وكل ما نرجوه ان نستطيع تقديم مساعدات لأهلنا النازحين حتى عودتهم الى منازلهم سالمين”.
والملاحظ في تجربة جزين تعاون جميع الفرقاء السياسيين بغض النظر عن تباين توجهاتهم السياسية، من اجل تأمين الاحتياجات المطلوبة وتقديمها للجميع.
وعلق النائب السابق ابراهيم عازار على التجربة بالقول:” انها تجربة مميزة، لقد تعاون كل الافرقاء لتأمين ما يمكن تأمينه لخدمة أهلنا النازحين من الجنوب، وما قمنا به من تأمين بعض احتياجاتهم هو واجبنا تجاه وطننا وشعبنا”.
من جهة أخرى أشار النائب السابق د. سليم الخوري الى صعوبة استيعاب صدمة النزوح، اذ لم تكن الاستعدادات موجودة، ” لكن البلدية بادرت ونشير الى الدور المميز الذي لعبه رئيس الاتحاد خليل حرفوش الذي سارع وبالتعاون مع الجميع الى تنظيم الإيواء وتأمين المساعدات، وعندما نقول الجميع أعني افراداً، أحزاباً وجمعيات، وأن اهم شيء في هذه المرحلة هو التنظيم وتوحيد الجهود والمبادرات عبر البلدية التي نجحت في ضبط الحاجات وعملية التوزيع كي نستطيع تغطية الاحتياجات، انه جهد إنساني لا جميل لأحد فيه، كما ان ما حصل يؤكد ان جزين في وقت الأزمة تجد التفافاً من كل الاتجاهات السياسية”.
وقال رئيس بلدية لبعا فادي رومانوس:” اننا من موقعنا الرسمي والشخصي نسعى لتأمين كل ما يلزم لأهلنا النازحين المقيمين في المدرسة والمقيمين في منازل متفرقة في لبعا، وهذا اقل ما يمكن ان نقوم به في هذا الظرف الصعب”.
اما الناشط الجزيني جورج غانم فقد علق على التجربة بالقول:” انها تجربة ناجحة ومثالية لأنها استطاعت جمع كل التيارات السياسية والمؤسسات الاجتماعية والدينية، ولا يسعنا سوى القول، بارك الله فيكم وبعملكم الذي لا يمكن وصفه الا بالعمل الواضح والشفاف”.
وعند الدخول إلى مبنى بلدية جزين تجد فريقاً من المتطوعين يتابع أعمال الإغاثة وتأمين الاحتياجات ونقلها الى مراكز الإيواء. وتجد نائب رئيس بلدية جزين سامر عون يتابع ايضاً تفاصيل العمل المطلوب. وعند سؤاله عن عملية المتابعة، أوضح قائلا: ” بعد احداث غزة، عقدت خلية الازمة في إتحاد البلديات وبلدية جزين والجمعيات الاهلية ومدراء المدارس والصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني والمستشفى الحكومي والمخاتير والكهنة، وتم إعداد خطط طوارىء وخطة للاستراحة السريعة، وفي الاسبوع الماضي، عقدنا اجتماعاً سريعاً وكان لدينا عدداً من الفرش والبطانيات وبعض المستلزمات التي تم استخدامها في اليوم الاول، وتابعنا الموضوع وفق الخطة الموجودة، وننفذها بالتعاون مع المسؤولين عن مراكز الايواء، الذين لديهم بيانات المعلومات التي يتم مشاركتها مع البلدية ومع اللجان التي شكلت سابقاً، بالإضافة إلى المعلومات عن النازحين في المنازل”.
واضاف عون:” في الليلة الأولى استقبلنا نحو 2000 نازح بعد فتح المدارس وافراغ الغرف وتأمين عدد من الفرش، واحب ان أشير الى وجود نحو 4000 نازح مقيم في المنازل نصفهم تقريباً يقيم في منازل في جزين. وفي عملنا كانت الاولوية تأمين مراكز الايواء والمستلزمات اللوجستية، ونستطيع القول اليوم ان نحو 90% مؤمنة بما فيه المنازل، كما امنّا مواد غذائية ولوازم تنظيف كافية لأسبوع، كما تم تشكيل لجنة من الأهالي النازحين لإدارة مركز الإيواء حيث يقيمون وتحديد الاحتياجات وذلك بالتعاون والتنسيق مع مسؤول المدرسة أو المركز”.
وعن المساعدات الدولية قال عون:” على الرغم من أهمية ما تقدمه المنظمات الدولية، لكنها غير كافية حتى اللحظة، وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من فاعليات البلدة استطاع بعلاقاته تأمين مواد غذائية وأدوية للنازحين، ولكن تبقى المشكلة الاساسية التي تواجهها البلدية هي السيولة المالية اللازمة للمصاريف الجارية”.
وفي جولة على خمسة مراكز إيواء في منطقة جزين، التقينا اعضاء في لجان الأهالي التي تنسق وتتعاون مع إتحاد البلديات، وقد أجمعوا على التنظيم الدقيق والتعاون الذي تبديه إدارات البلديات والقوى الاجتماعية المختلفة، وأن المعنيين يسارعون في تأمين الاحتياجات التي يتم طلبها وحسب الامكانات المتوفرة، وأشاروا الى نقص في مجال الحمامات وهذا ما ستقوم به احدى المنظمات الدولية حسب مصدر في البلدية، والى نقص في الادوية وهذا ما تتابعه اللجنة الصحية ويسعى عدد من فاعليات جزين الى تأمينه.
أنها تجربة ناجحة تتصف بحسن التخطيط والتنفيذ بحيث تعالى الجميع عن التباين من اجل خدمة أبناء شعبنا الواحد، وتعاون الجميع خصوصا مشاركة وزير الشؤون الاجتماعية ومراكز الوزارة في ورشة الاحتضان الوطني هذه، بالإضافة إلى جمعيات ومنظمات مثل DPNA ،NRC ،ACF انترسوس، كاريتاس، الصليب الاحمر، الإسعاف الأولي ومجلس الجنوب.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.