بيانٌ سياسيّ..!
قضيةُ قدسِنا تبقى القضية
وتبقى في ضمير الكل حيّة
لعل اليومَ دنّسها غريبٌ
ودس السمّ غدرًا مثل حيّة
فإسرائيلُ والأخلاقُ خصمٌ
عقيدتها طغت بالعنصريّة
توارث شؤمَها عِرقٌ لئيمٌ
يُفاخرُ بالشرورِ اعتاد غيّه
وجيلًا إثر جيلٍ في دماهم
سرَتْ محقونةً بالعنجهية
صهاينةٌ شرائعهم تماهتْ
مع الإفناء قتلًا في شهية
وإن القدسَ روحَ الشرق تبقى
وما زالت وكانتْ مشرقية
وروح القدس نبضٌ مشرقيّ
على مَرّ الدهور السرمدية
فهل يبقى الغريبُ يصولُ فيها
وتحكمها أيادٍ أجنبية؟!!
تقول القدسُ غاب الأهلُ عني
أما اشتاقوا ولو شيئًا إليّه
وتبكيهم تخالُ بكاء ثكلى
تذكرنا دموع المجدلية
فهل يرضَوْن عن نهبٍ لأرضي
بتهويدٍ يعيثُ القضمَ فِيَّه
أنا عربيّةٌ من ألفِ ألفٍ
من الأزمانِ أعتنقُ الهُويّة
أبا الشهداءِ يا بطلًا وشهمًا
تأيّدَ بالحجا والألمعيّة
أترضى كيف أصبحنا شتاتًا
فأوعِز بالوصايا اللوذعية
وعايِنْ كيف أمسينا أيادي
سبا بعد احتدامِ (المصلحيّة)
لقد شطّتْ شخوصٌ راوغَتْنا
بسَيْرٍ شذّ عن دربٍ سويّة
وإذ صاغوا الفِرى، فَبِأيِّ حبرٍ
وحرفٍ من حروفِ الأبجدية؟!!
وهل ما اختَطَّ حرفُ الضادِ أضحى
لزامًا في الذّمامِ اليعربيّة؟!!
مآربُ بعضِ من طمعوا أطاحتْ
جسورًا في ائتلافِ الأكثرية
وهدّوا غيلةً فرط التمادي
مداميكَ السلامِ البنيويّة
وفُضَّ اللغزُ إذ تخِذوا بظلمٍ
ذريعةَ سلطةٍ بالأقدميّة
وما ارتكبوا أذًى إلّا وغطَّوْا
حماقةَ رأيِهم بالعبقرية
ولا خجلوا متى نحلوا عفافًا
يَتيهُ على السجايا اليوسفية
أظَنّوا مَرّ ما اجتَرَموا بِلَيْلٍ
وأنْ تمّتْ فصولُ المسرحيّة؟!
أبا الفرسان لا تقلق فإني
شددتُ العزمَ لم ألبث قوية
وكم بِي من زمان العمر ولّى
وشاب الدهرُ، لكني بُنيّة
أنا ولّادةٌ واللهُ جودًا
يباركني وهذا الخصبَ بِيّه
وأعدائي مثالُ العقم عقمًا
وآب العقمُ نُعمى اللهِ لِيّه
إذا هم أنجبوا طفلًا وربّي
رزقتُ كرامةً لو قَلَّ مِيّة
وما أثنيتُ لا يكفي وفاءً
بِما أَولى وكنتُ به حظيّة
ولا معشار ما آتى وحسبي
له الشكرانُ من قدسٍ وفيّة
سأضربُ عن أذى الأهلينَ صفحًا
وإنّ الأهلَ بالرّحمى حريّة
أنا أم الترابِ أنا أبوهُ
وما فوق الثرى أو كان طيّه
ولا أرضى بديلًا عن ترابي
ولا ما كان من بدَلٍ هديّة
ولست أبيعُ بالدنيا حصاةً
تلألأُ بالقداسةِ في حِصِيّة
وهل كنزٌ يعادلُها كفاءً
متى كانت حصاةً مقدسيّة
أعِفُّ وأكلأُ الدنيا عفافًا
أنا عن كلّ ما يغري غنية
فَلي يحيى الشهيدُ مِثالُ خُلْدٍ
وأقتبسُ الطهارةَ مريميّة
وحسبي أنني المسرى وأني
لروح اللهِ مهدٌ بِالسّوِيّة
وأرضُ الانبياءِ أنا اصطفاءً
وكلٌّ هٰهُنا يلقى نبِيّه
رضيتُ الرزقَ أقداسي كفافًا
أنا بالمهد والأقصى ثريّة
فضَحُّوا بالنفائس والغوالي
أهيبُ بكُمْ فهيّا يا بَنِيَّه
أجَبنا قدسَنا طوعًا نِداها
ومَن عقّ النداء غدا ضحيّة
ضحيّةَ غصنِ زيتونٍ وسلْمٍ
تمخّضَ عن مضاعفةِ الرزيّة
أباطرةٌ تذِلُّ لأجل عرشٍ
بسوقِ السمسراتِ النفطوية
تخونُ الأرضَ، حينَ الأرضُ عِرضٌ
وهتكُ العِرضِ نَتْنٌ في الطوية
سيلفظُهم ثراها ذاتَ مَوْتٍ
فإنّ الأرضَ ما كانت نسِيّة
أباطرةٌ من التقوى خواءٌ
تظنُّ العرشَ تَحفظُهُ التقيّة
أباطرةٌ وبالأحرى ضروعٌ
من البترولِ جلّابِ البليّة
ضروعُ الكازِ والمازوتِ ملأى
ولكن رغم ما تحوي خوِيّة
فما جدوى الزيوتِ أما نراها
تُكَدّسُ في بنوكٍ خارجية؟!!
ويحلبُها الأعادي كيف شاؤوا
صباحًا أو غداةً أو عشيّة
تُقايض نفطَها معهم بـ: كولا
ألا خسِئَتْ تجارتُها الغبيّة
وأصحابُ العروشِ تضجُّ رعبًا
وفي ذلِّ العِدا تثوي رضيّة
يزيدُ الضّيقُ ما ازدادتْ ثراءً
ورغمَ العيشِ في دعَةٍ شقيّة
مخافة أن يُطاحَ بها وتغدو
عنِ الأعراشِ في غدرٍ قصِية
أباطرةٌ أبالسةٌ طغاةٌ
قلوبُهمُ من الرُّحمى خليّة
ويغويها التكبّرُ والتعالي
تُفاخِرُ بالتفننِ في الخطيّة
إذا عطشتْ فلا ترضى سواها
مياهًا من فرنسا معدنية
أباطرةٌ تمادَت في غواها
وتمعنُ في ضلالتِها غَويّة
وأدهى ما يمتّعُها التمادي
علانيةً بإذلالِ الرعيّة
تُجَوِّعُها وتًشبِعُها اضطهادًا
بأحكامِ القضاءِ السلطوية
فماذا سوف يُرجى من قضاءٍ
سياسةُ مَن يليهِ تعسّفيّة
أراد البعضُ من حسدٍ وخيمٍ
خصامًا في ثوابتنا الجليّة
وما ذاكم أفدنا من صراعٍ
طوى بالموتِ أرواحًا زكيّة؟!!
فبئس القولُ ممّن خلتُ أهلًا
بهِ واللهِ قد جاروا عليّه
نريدُ العيش يكفينا مماتٌ
ويستجدي الحلولَ المنطقية
كأنكِ يا فلسطينُ انتحارٌ
طمى بالعُربِ، مجلبةُ الأذية
فَتبًّا كيف يجحدُ في مراءٍ
عناوينَ العهودِ المركزية
وينكرُ أنكِ الأَوْلى انتماءً
وهل إلّاك أنتِ المرجعيّة
وأُولى القِبلتين لنا اتجاهًا
فما أحلى وأبهى قِبلتيّه
خذي مني ولائي مستدامًا
ذمامُ الحرِّ ليستْ موسميّة
فداكِ الروحُ لا تغلو خذيها
خذي قلبي وكلتيها يديّه
سبَيْتِ العقلَ قبلَ القلبِ حبًّا
رضًى أهديك أغلى ما لديّه
محالٌ غير تحريرٍ مجيدٍ
ولا نرضى أيا قدسُ الدنيّة
وصدقُ العزم يكلؤنا حماسًا
وإصرارًا تسعّرُهُ الحميّة
وأعددنا ليوم الفصل بأسًا
وأجنادًا على دينٍ تقية
تريق دماءها أنهار بذلٍ
وتسقي قدسَها روحًا ذكية
عماليقٌ أجاويدٌ كرامٌ
وما الطائيُّ إن جادت، سخية
فشعبُكِ عبقرِيٌ لا يُضاهى
بلا كفْءٍ يباري عبقريّه
متى يفري الفريّ أتى عجابًا
أثمّةَ فارِهٌ يفري فرِيّه؟!!
وأعلنّا الجهادَ وليس نرضى
إذا عقّ انتصارٌ، فالمنيّة
وهبْ متنا فموعدُنا جِنانٌ
بإذن اللهِ عيشتُها رَخِيّة
فطوبى يا شهيدَ القدسِ طوبى
خلودُكَ في الفراديسِ العليّة
هنيئًا بالشهادة طبتَ عيشًا
مع الأبرارِ في نِعَمٍ هنيّة
هنالك في جوارِ الله تحيا
وترزقُ فضلَهُ كرمًا عطيّة
وروحُك في الجِنانِ بجوفِ طيرٍ
وتسرحُ في جنائنِها النديّة
ومأواها بظلِّ العرشِ أبْشِر
قناديلٌ مذهّبَةٌ بهيّة
فأقدَمنا وعلّلَنا ارتقاءٌ
مع الشهداءِ في إخلاصِ نيّة
وكلٌّ للجهادِ نفيضُ عزمًا
وذلّلنا النفوسَ رضًى مطيّة
وصلّينا وشفّعنا بآلٍ
على نورِ الهدى خيرِ البرية
شفيعِ الخلق من إنسٍ وجنٍّ
وجدّدنا الصلاةَ مع التحية
فكلٌّ في تُقًى ظَمِئٌ إليهِ
ويطمعُ بالشفاعةِ والمَعِيّة
وها شيبًا وشبّانًا نفرنا
وأعددنا السيوفَ المشرفية
خفافًا أو ثقالًا في تماهٍ
ولم يقعُد صبيٌّ أو صبيّة
ومن شوقٍ إلى التحرير تبدو
لنا الأشياخُ إذ تخطو فتية
مسار الزحفِ مَوْسَقَهُ دبيبٌ
معازُفُهُ على شَبَهٍ عصيّة
يدوّي، ما رعودٌ إذ يدوّي
سبى الألبابَ ما أحلى دويّه!!
تسابقتِ الكتائبُ والسرايا
متى دبّتْ فقلْ حيّا وبَيّه
وفي زَهْوٍ كمن يمشي لعرسٍ
تمخطرتِ الكتيبةُ والسريّة
صمودُ القدسِ أتخمنا شموخًا
فَيَا لَلّهِ يا قدسًا أبيّة
سنُجلي عنكِ ظلمَهُمُ بأيدٍ
ولن تبقَيْ لدى الأعدا سبية
ولن يبقى عدوٌّ دونَ نفيٍ
ولن يبقى لمن خانوا بقيّة
وتزهو الأرضُ بالأحرارِ عادوا
وعادت حرّةً، بهمُ حفيّة
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.