أيّها الشّهيد الكبير.
في ذكراك الرّابعة والثّلاثين وفي هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها لبنان يفتقد اللّبنانيّون الشّرفاء مآثرك وإرثك الوطني.
فلطالما عملت جاهداً للحفاظ على وحدة وعروبة واستقلال لبنان وبناء دولة المؤسسات وتصديت لمؤامرات تقسيمه إلى دويلات طائفيّة خدمة للمشروع الإسرائيليّ ورفضت اتّفاق ١٧ أيّار المشؤوم وناضلت حتّى أسقاطه كما أسقطت من قبلُ اتّفاق حلف بغداد وعندما أدركوا فشل مخطّطاتهم بوجودك أيّها الوطنيّ الكبير اغتالوك ظلماً وعدواناً عند ذهابك الى بيروت على متن طوّافة عسكريّة لتوقيع اتّفاق يُنهي الأزمة في لبنان فتناثر جسدك الطّاهر في السّماء فداءً للوطن الذي أحببته وأخلصت له واستشهدت في سبيله وفي سبيل المبادئ التي آمنت بها وعملت لها طيلة حياتك السياسية .
أُلقي القبض على القاتل سمير جعجع وحوكم أمام المجلس العدلي وثبتت جريمته وُحكم بالإعدام وخفض للمؤبد ولكن ويا للأسف ولأسباب سياسيّة اصدر المجلس النيابي عفواً عن مدة الحكم وليس عن الحكم ليُطلق سراحه فاغتالوا الرّشيد مرتين بقرارهم هذا .
و لطالما كنت أيّها الرّشيد رجل المهمّات الصّعبة فتجنّبت بحكمتك وحنكتك ما أُحيك للبنان من مكائد وما تربّص به من أزمات.
و لطالما حرصت كل الحرص على المال العام واتّخذت من الحوكمة بما فيها من شفافية ومسؤولية ومحاسبة أساساّ للحكم فصُنْتَ الذَّهب وضمنت استقرار الاقتصاد والعملة الوطنيّة.
كنت مخلصاً لوطنك وأمّتك محبّاً لعائلتك متّيّماً بوالدتك عاشقاً لبلدك طرابلس ولأهلها الّذين بادلوك المحبة والاحترام وبايعوك زعيماً ونائباً لهم منذ استلامك الأمانة من والدك وحتى استشهادك.
وكم نحن بحاجة ولبنان يصارع اليوم انهيارا متسارعا على كافة الصعد لأمثالك يا رشيد ليخرجنا من أزمة تكاد تكون الأحلك في تاريخ لبنان منذ الاستقلال
راجين اللّه أن يحفظ الوطن الّذي احببت حتى الشهادة وأن ُيخرجه من هذا الوضع المخيف وأن يعيد له العزّة والكرامة والراحة والاطمئنان.
سلام عليك يا أخي رشيد ، لك المجد والخلود ورحمة الله الواسعة وعهدنا الدائم لك بان نظلّ اوفياء للقيم والمبادئ الوطنيّة الّتي حملها من قبلك المغفور له عبدالحميد كرامي وغرستها في نفوس محبيك.
وللقاتل نجدّد القول بأنّنا لن ننسى ولن نسامح.
طرابلس في 2021/06/01
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.