وجه رئيس جمعية مزارعي الزيتون في الكورة جورج قسطنطين العيناتي كتابا الى البطريرك الراعي جاء فيه:
بلغني من صديق مشترك انكم ستُصلّون اليوم الاحد للمزارعين وهم احوج ما يكونوا للصلاة والعمل الانقاذي.
اذ اقدر دعوتكم واهتمامكم بالمزارعين اتوجه الى غبطتكم من عمق جحيم المعاناة التي يعيشها القطاع الزراعي لابلغكم ان اعدادا كبيرة من مزارعي الكورة قد تعرضوا لمجزرة ابادة جماعية بالسرطان وامراض القلب والامراض الصدرية والوراثية وتحوّلت كورتهم الخضراء الى منطقة مسرطنة غير صالحة للحياة، كل ذلك يا غبطة البطريرك بسبب اقتلاع شركات الترابة التي تشارك البطريركية المارونية فيها جبال الصخور الكلسية المحتوية اعماقها الكبريت والكروم والنيكل وترسبات الزئبق وطحن هذه الصخور واحراقها بالفحم الحجري والبترولي ما يشكل اخطر الانبعاثات القاتلة بين بيوت الناس مباشرة وعلى شاطئهم وفوق مياههم الجوفية.
ان حرب الابادة الجماعية التي تعرض لها اهل الكورة ولا زالوا ترافقت مع حملة همجية لتدمير القطاع الزراعي الذي هو المورد الاساسي لحياة الناس عندنا فقد قضى اسيد الكبريت والنيتروجين المنهمر من مداخن شركات الترابة على زراعات اللوز والتين والعنب وادى حفر هذه الشركات لمقالع التراب الاحمر الى تحولها الى بحيرات ومستنقعات وازدياد معدل الرطوبة وانتشار مرض عين الطاووس بشكل هو الاخطر في العالم ليقضي على ملايين اشجار الزيتون، وذلك بعد اقتلاع اكثر من مليون ونصف شجرة زيتون تاريخية، والتسبب بتغيرات مناخية خطيرة، فأي مجزرة دمار شامل وابادة جماعية وأي حقد جاهلي اعمى هو هذا يستهدف الانسان والطبيعة وكل اشكال الحياة والادهى انه يتخذ البطريركية المارونية ستارا وشريكا وحاميا له.
بعد ان انكشف تمويل هذه الشركة التي تشاركون بها الارهاب التكفيري في سوريا، وبعد تدميرها قلب لبنان الاخضر وقتل اهله المزارعين النبلاء، لا تتورع عن احتكار الاسمنت وبيعه للشعب اللبناني مع رماد الفحم الحجري والبترولي، بسعر مرتفع وباضعاف ثمن الاسمنت المستورد
من اجل دفع الحصص والاموال السامة وشراء الضمائر ولا تتورع عن الطلب وبكل وقاحة اعادة عمل مقالعها وافرانها الخارجة على جميع القوانين وفي كل مرة يفرض عليها تطبيق القانون ودفع الرسوم البلدية والمالية التي تهربت منها، يعيد اصحابها وللمرة المئة تمثيلية صرف العمال واقفال المصانع ولعل اخر هذه التمثيليات عرض مصانعها للبيع.
غبطة البطريرك للبطريركية المارونية تاريخ مشرف في التصدي للاستعمار سقط في هذا الصراع رهبان، وبطاركة احدهم غبطة البطريرك الشهيد البنهراني.
فلا يصح ولا يجوز ان تشارك البطركية المستعمرين الجدد من يهود سويسرا في مشروع احتكاري تدميري وفي اغتيال واصابة الاف المواطنين بالسرطان اغلبهم من المزارعين.
وبعد.. اتمنى بعد قراءتكم هذه الاسطر ان تسحب البطريركية المارونية اسهمها من شركة الترابة التي يشارك بها يهود من سويسرا وان تتوقف عن الاتصال بالموظفين في الوزارات المعنية لاعادة عمل مقالع شركات الترابة في حين يمكننا استيراد الاسمنت باقل من نصف السعر الاحتكاري الذي تبيعه مافيا الاسمنت للشعب اللبناني.
وكما استوردت شركات الترابة مؤخرا الكلينكر يمكن استيراد الاسمنت والرابح الاكبر سيكون الشعب اللبناني وانتم اول الرابحين.
واكبر مكسب وطني من استيراد الاسمنت هو الحفاظ على حياة من تبقى من اهالي الكورة ومعظمهم من المزارعين الذين تصلون لاجلهم اليوم.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.