آثار العنف المتصاعد على الأطفال في لبنان
في ما يلي ملخص لما قاله المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، الذي يمكن أن ينسب إليه النص المقتبس – في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في قصر الأمم في جنيف
جنيف، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 – رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، إلا أن اتجاها مقلقا يبرز ويظهر أنه يجري التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف.
بالنسبة لأطفال لبنان، أصبح هذا الرعب الصامت أمراً طبيعياً.
في محاولة لكسر هذا الأمر، دعونا نلقي نظرة على كيف مرّت الأيام ال 10 الماضية على اللأطفال في لبنان.
يوم الأحد 10 تشرين الثاني /نوفمبر: قُتل سبعة أطفال من نفس العائلة الممتدة. أفراد الأسرة ال27، والذين قتلوا جميعا، كانوا يبحثون عن مأوى في جبل لبنان بعد فرارهم من العنف في الجنوب.
ويوم الاثنين، قُتل طفلان آخران مع والدتهما. وأصيب عشرة آخرون.
يوم الثلاثاء: قُتل 13 طفلا. وأصيب 13 آخرون، من بينهم أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، وهو الآن الناجي الوحيد من الغارة.
يوم الأربعاء: قُتل 4 أطفال، بعد أن حاولوا الفرار من القتال في الجنوب.
يوم الخميس: قُتل 3 أطفال وأصيب 13 آخرون.
السبت الماضي (16 تشرين الثاني/نوفمبر): قُتل 5 أطفال، من بينهم 3 من عائلة واحدة. ومن بين المصابين، سيلين حيدر، لاعبة كرة قدم شابة في المنتخب الوطني اللبناني. وهي في غيبوبة بسبب شظية في رأسها، تطايرت من صاروخ أصاب العاصمة بيروت، أثناء محاولتها إخلاء المنطقة.
ويوم الأحد: قتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات.
الواقع أنه خلال الشهرين الماضيين، قُتل في لبنان ما يعادل أكثر من ثلاثة أطفال كل يوم. وأصيب كثيرون آخرون بجروح وصدمات نفسية.
نتأمّل ألا يشهد العالم مرة أخرى استمرار نفس مستوى القتل الدموي للأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه تقشعر لها الأبدان بالنسبة للأطفال في لبنان.
- مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى في لبنان.
- الهجمات غير المتوازنة، التي تضرب الكثير منها البنية التحتية التي يحتاج الأطفال إليها. فتتعرّض المرافق الصحّية للهجوم ويُقتل العاملون الصحيون بمعدّلات متزايدة. حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل أكثر من 200 عامل في القطاع الصحي، وأصيب 300، وفقا لوزارة الصحة العامة اللبنانية.
- وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر لفتح بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال في لبنان، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع.
- التشابه الرابع المخيف مع غزة: التأثير النفسي الخطير على الأطفال. فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي مقلقة وواضحة بشكل متزايد.
- والتوازي الأكثر إثارة للقلق في غزة: أن الازدياد في عدد الأطفال الذين يُقتلون بات لا يثير أي ردّة فعل ذات معنى لدى أصحاب النفوذ.
استجابة للأزمة الإنسانية: قدمت اليونيسف عشرات الآلاف من البطانيات وأكياس النوم والفرش ومستلزمات النظافة والوجبات الغذائية وجهّزت مئات الحمامات والمراحيض في مراكز الإيواء. كما دعمت إعادة فتح المدارس الرسمية والفرق الصحية المتنقلة في الوصول إلى الأطفال. نُقدم أيضاً الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال. ونوفّر أطنانا من الإمدادات الطبية لنظام صحي يتعرض للهجوم. وعملنا في مجال المياه ساعد 450 ألف شخص في الحصول على المياه الصالحة للشرب. كل هذا تقوم به اليونيسف على الرغم من أنّ ندائها الأخير تم تمويله بنسبة أقل من 20 في المائة. ومع اشتداد الهجمات، يزداد مستوى الحاجة.
في لبنان، كما هو الحال في غزة، يتحول شيئاً فشيئاً غير المقبول إلى أمر مقبول. وما هو مروع ينحرف إلى خانة المتوقع.
ومرة أخرى، لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمت العالم يزداد صماً للآذان، ومرة أخرى نسمح لما لا يمكن تصوره بأن يصبح مشهد الطفولة. وضع “طبيعي جديد” مروع وغير مقبول
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.