أشباه رجال وسياسة
كتبت عائشة محمد علوان
في ظل الأوضاع الراهنة وما يشهده لبنان من أزمة تلو الأخرى تتخبط به…..سياسيا واقتصادياً وصحياً واجتماعيا …
ما زال التعنّت السياسي والمصالح الخاصة سيدا الموقف .
فما شهدته مدينة طرابلس في الأيام القليلة السابقة من انفجار شعبي وعودة الناس الى الشوارع، أشعَر أصحاب السلطة والفساد بالخطر المستجد .
فعَمَدوا إلى تشويه صورة عروس الثورة وإعادتها إلى خريطة الإرهاب والفوضى من جديد، عندما قامت أذيالهم بحرق معالمها الأساسية من بلدية ومحكمة شرعية .
وللأسف لم يكن هناك أي تحرّك سياسي او سلطوي رادع لما جرى قبل حدوثه ، رغم معرفة جميع الأطراف بخطورة الموقف والمؤامرات التي تحاك لإسكات الرأي العام الطرابلسي عن الظلم الذي يعمُّهم في كافة المجالات ؛ فقر ، بطالة، عوز، حجر في ظل كورونا ، مساعدات مسيسة ، انعدام العدل الاجتماعي والكثير الكثير ….
لم تُسمع أبواقهم الا عند وصول السكاكين إلى أعناقهم
حيث خرج بالأمس التنين الإقتصادي من جوف البحيرة يلهب نيرانه ويهدد بالسلاح لحماية ممتلكاته ومصالحه الخاصة ، في الوقت الذي كان يسترخي في ثبات عميق دون سماع أنين طرابلس وأبنائها ووجعهم .
وذلك الآخر الذي ورِث عرش أجداده وآبائه، وأتى ينظّر ويستنكر ، في حين أنٌه يختبئ بين جدران منزله المدجّج بالمسلحين والقوى الأمنية، خشية سماع صرخة المحرومين وشباب مدينته.
ناهيك عمّن يتبجّح بماضيه العسكري ونسيَ أنّه يوم مسؤوليته ما برح قدّم أدنى حقوق لأبناء مدينته التي يتباهى بما يخص شبابها المظلوم في السجون .
وغيرهم ممن انسَمت كراسيهم على حساب مصالح المجتمع الطرابلسي دون استثناء ، من رأس الفساد لملمّع أحذية الفاسدين.
طرابلس مدينة العلم والعلماء ، مدينة الحرف والكلمة ،مدينة العيش المشترك، لن تُردع بهمّة شبابها المناضل، ورجالها الأبطال ، وعزيمتها القوية .
طرابلس كانت وستبقى مدينة النور وعروس الثورة.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.