كل عام وأنتم بخير
وطني
وطني من حباكَ تاجَ المعاني
فكسوتَ الجمالَ بالعنفوانِ
كنتَ في الكونِ أولًا وأخيرًا
آيةَ الوقتِ قبلةَ الأزمانِ
قيلَ للكونِ كنْ فكنتَ اصطفاءً
جنةَ اللهِ غُرّةَ البلدانِ
هكذا أنتَ لا تبارحُ عزًّا
عَزّ عن زخرفٍ وعن صولجانِ
تِه دلالًا وجُزْ فضاءَ المعالي
أنتَ لبنانُ، مَن عُلاكَ يداني
عشتَ فينا ولم تزل لِبنينا
وحيَ رشدٍ يضيءُ في الوجدانِ
لكِنِ اليومَ هُمْ رهائنُ ريْبٍ
وأُسارى وَسواسِهِ وعوانِ
وغشاهم في أرضِهم باغترابٍ
فاستَعِدهم من غربةِ الأوطانِ
وأجِرهم من فضلِ زيدٍ وعَمرٍو
وأغِثهم من منّةٍ وهوانِ
لم يزالوا على الوفاءِ جميعًا
لم يزالوا دعائمَ البنيانِ
ليت شعري فخشيتي أن يضلّوا
ويبوؤوا بالهجرِ والخسرانِ
محنةُ البعدِ عن ثراكَ عذابٌ
سامَ ضنكًا مُكابدَ الهجرانِ
ما روتني البحورُ غربًا وشرقًا
لم ترقني منابعُ الغدرانِ
فأجاجٌ أمواهُها وصديدٌ
لا تداوي صبابةَ الحرّانِ
وحدَهُ بحرُكَ الخِضَمُّ زلالٌ
ولعمري بقطرةٍ قد رواني
إنّني فوق موجةٍ أعتليها
وأحاطتْ بوجهةِ الرُّبّانِ
فبُراقي إليكَ عشقٌ تجلّى
رهنَ شوقٍ عتا بعمقِ كياني
فأُوَلّي تلقاءَ حسنِكَ كيما
أتملّى من حسنِكَ الفتّانِ
أنت دارٌ أعيشُ فيها عزيزًا
قالها القلبُ ناطقًا بلساني
حيثما طفتُ ثَمّ أهلي وناسي
وبنوها جميعُهم إخواني
فشَمالًا عمومتي نبضُ قلبي
وجنوبًا ألفَيْتُهم خيلاني
أيّها الشّامخُ الذي يقتنينا
إنّما أنت والعُلى صنوانِ
لا أغالي فدتكَ بالروحِ روحي
فَلْتَسَلْنِي ما شئتَ مِن قربانِ
مستهامٌ أنا بأرضِ بلادي
من ذُرى أرزهِ إلى الشُّطآنِ
وطني دمتَ ليْ عباءةَ عِزٍّ
ولِيَ الفخرُ أنّني لبناني
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.