يوم الأرض الفلسطيني
30 آذار/مارس

أَرْضُنَا عِرْضُنَا

اِخْلَعِ النَّعْلَ قِفْ تَفَكَّرْ مَلِيَّا
إنَّهَا الْأَرْضُ أَعْلَنَتْكَ شَقِيَّا

لَا تَدُسْهَا وَلَا تُدَنِّسْ ثَرَاهَا
إِنْ تَطَأْهَا أَتَيْتَ إِثْمًا فَرِيَّا

لِفِلَسْطِينَ تُرْبَةٌ مِنْ دِمَاءٍ
تُزْهِرُ الْمَجْدَ بُرْعُمًا أَبَدِيَّا

أَيُّهَا السَّامِرِيُّ .. إِرْحَلْ وَأَدْبِرْ
قَدْ سَئِمْنَا اخْتِيَالَكَ العُنْصُرِيّا

وَكَرِهْنَا هُرَاءَكَ الْمُتَمَادِي
وَاتَّخَذْنَاكَ لَوْ تَعِي سِخْرِيَّا

نَرْفُضُ الْعَيْشَ فِي ظِلَالِ وَصِيٍّ
هُوَ ذلٌّ وَإِنْ بَدَا مُخْمَلِيَّا

لَا نُوَالِي وَلَا نُوَّلِي جُزَافًا
وَحْدَهُ الصِّدْقُ كَانَ فِينَا الْوَلِيَّا

إِنَّنِي أَسْمَعُ التُّرَاٰبَ يُنَادِي
فَثَرَاهَا يَهِيبُ بِالْعُرْبِ هَيَّا

صَاحَتِ الْقُدْسُ يَعْتَرِيهَا افْتِخَارٌ
هَزَمَ الدِّينُ جَحْفَلًا جَاهِلِيَّا

يَا إِلهِيْ أَفْرِغْ عَلَيْنَا اصْطِبَارًا
وَاهْدِ رَكْبًا مُحَمَّدِيًّا رَضِيَّا

هَزَّهُ أَنْ يَرَى ثَرَى الْمَهْدِ يَشْكُو
فَتَجَلَّى فِدَاؤُهُ عِيسَوِيَّا

لَسْتُ أَنْسَى صَلَاةَ بَرٍّ تَقِيٍّ
لَسْتُ أَنْسَى إِمَامَنَا الْقُرَشِيَّا

أَذَّنَ النَّصْرُ بَاتَ قَابَ صُمُودٍ
كَانَ حَتْمًا مَؤَكَّدًا مَقْضِيَّا

وَالزَّغَارِيدُ لِلْفِدَائِيِّ تَشْدُو
أَزِفَ الْعُرْسُ يَا عَرُوسُ تَهَيَّا

قَلِّدُونِي سَيْفَ النِّضَالِ وَإِنِّي
أَشْتَهِيهِ مُهَنَّدًا مَشْرِفِيَّا

هَا هُمُ الْعَائِدُونَ بَعْدَ اغْتِرَابٍ
عَانَقُونِي فَقُلْتُ حَيَّا وَبَيَّا

وَتَوَالَى الصُّدَاحُ عَادَ الْغَوَالِي
مِلْءَ سَمْعِ الْمَدَى دَوَى جَهْوَرِيَّا

تَاقَ قَلْبِي إِلَى بَنِيَّ مَشُوقًا
لِأُوَشِّيْ بِغُتْرَتِيْ كَتِفَيَّا

كُلُّ مَا فِي كُوفِيَّتِي جَاهُ مَجْدٍ
جَعَلَ التَّاجَ بَعْدَهَا ثَانَوِيَّا

أَيُّ غَارٍ وَأَيُّ مَجْدٍ يُضَاهِي
مَجْدَ كُوفِيَّةٍ سَمَا جَوْهَرِيَّا

أَلْبَسَتْنِي عَبَاءَتِي نَسْجَ عِزٍّ
يَتَعَالَى عَلَى النَّسِيجِ وَصِيَّا

أَرْتَدِيهَا كَأَنَّهَا زِيُّ عِيدٍ
أَوَلَيْسَتْ مِنَ اللِّبَاسِ الْبَهِيَّا؟!!

هكَذَا حِينَ أَكْتَسِيهَا أَرَانِي
وَكَأَنَّي عَلَوْتُ عَرْشًا سَنِيًّا

وَأَرَى الْفَجْرَ فِي شُرُوقٍ بَهِيٍّ
مُشْرِقَ الْوَجْنَتَيْنِ يَعْدُو إِلَيَّا

هُوَ صُبْحٌ يَرُومُ إِصْبَاحَ قُدْسٍ
تَاهَ حُسْنًا وَرَوْنَقًا يُوسُفِيَّا

إِنَّهَا أَرْضُنَا وَأَرْضُ بَنِينَا
حَقُّ شَعْبٍ بِالْأَرْضِ دَامَ حَرِيَّا

أَيْقَظَتْنَا مِنْ غَفْلَةٍ وَسُبَاتٍ
فَعَقِلْنَا تُرَاثَنَا الْقَوْمِيَّا

وَأَقَامَتْ صَلَاتَهَا فِي خُشُوعٍ
وَجَلَا الْحَقُّ إِرْثَنَا الدِّينِيَّا

وَاسْتَقَرَّتْ فِينَا قَضِيَّةَ وَجْدٍ
أَشْرَقَتْ رُوحُهَا نَخِيلًا صَفِيَّا

فَاسْأَلُوا الْمَهْدَ وَالْبَتُولَ وَيَحْيَى
يُوقِدِ الْبَوْحُ دَمْعَهُ الْمِجْدَلِيَّا

أَرْضُنَا عِرْضُنَا وَفِيهَا غُرِسْنَا
نُطْفَةً أَسْبَغَتْ عَلَى الضَّوْءِ ضَيَّا

يَا فِلَسْطِينُ يَا وَجِيبَ قُلُوبٍ
لَمْ يَزَلْ عِشْقُهَا الْمُفَدَّى سَبِيَّا

طَرَّزَتْ حُبَّهَا قَوَافِيَ شِعْرٍ
فَمَتَى تَسْكُبِينَ فِيهَا الرَّوِيَّا؟!!

أَنْتِ لِلرُّوحِ خَمْرَةٌ وَحُمَيَّا
نَتَسَاقَاكِ بُكْرَةً وَعَشِيَّا

لَيْتَ شِعْرِيْ تُضْحِي وَتُمْسِيْ بِقَلْبِيْ
عَمَرَتْهُ، وَقَبْلُ كَانَ خَلِيًّا

أَلْهِمِي يَا أَيْقُونَةَ الْعِزِّ شَعْبًا
لَمْ يَزَلْ فِي شَتَاتِهِ مَقْصِيَّا

إِنْ كَبَا الْبَعْضُ أَوْ وَهَى ذَاتَ لَيْلٍ
فَأَعِينِي مَنْ خَاضَ لَيْلًا دَجِيَّا

وَأَنِيِرِي سَبِيْلَهُ وَسُرَاهُ
وَاسْطَعِي فِي جَبِينِهِ وَالْمُحَيَّا

بَاتَ يَرْجُو إِلَيْكِ عَوْدًا حَمِيدًا
أَمْ تُرَى صَارَ حُلْمُهُ عَبَثِيَّا

لَسْتِ أَنْتِ الَّتِي تَصُدِّينَ مَنْ عَا-
دَ يُدَوِّي فَرْطَ الْتِيَاعٍ دَوِيَّا

جَاءَ يَشْدُو بِنَغْمَةٍ مِلْءَ رُوحٍ
عَزَفَتْ شَوْقَهُ نَشِيجًا شَجِيَّا

وَيْحَ نَفْسِي كَيْفَ اسْتَطَبْتُ بِعَادًا
قَدْرَ دَهْرٍ طَوَى هَنَائِيَ طَيَّا

وَأَنَا كُلَّمَا ذَكَرْتُ حَلَاهَا
عَزَفَ الْقَلْبُ (عَيْنِ يَا مُولَيَّا)

وَهَوَاهَا مَسِيلُهُ فِي فُؤَادِيْ
نَزْفُ وَجْدٍ بَدَا عَلَيَّ جَلِيَّا

لَا تَسَلْنِيْ عَنْ صَبْوَتِيْ هُوَ عِشْقٌ
أَيْقَظَ الصُّبْحَ فِيْ دُجَى مُقْلَتَيَّا

وَغَزَانِي بِحُسْنِهَا، يَا لحُسْنٍ
كَانَ فِيهَا وَلَمْ يَزَلْ مَشْرِقِيَّا

مَا لِعَيْنِيْ سِوَى بَهَاهَا ضِيَاءٌ
وَأَنَارَتْ بِقُدْسِهَا نَاظِرَيَّا

يَا رُبُوعًا تَوَغَّلَتْ فِي شَغَافِي
كُنْتِ كُلِّيْ وَلَمْ أَكُنْ بَعْدُ شَيَّا

بَادِلِينِيْ صَبَابَتِي وَاشْتَيَاقِيْ
طَالَ هَجْرٌ وَأَنْتِ فِي الْعُمْقِ فِيَّا

وَاحضُنِيني وعَانِقِينِي وَقُولِيْ
يَا جَنَى الْقَلْبِ لَمْ تَكُنْ مَنْسِيّا

وَاسْكُبِي الشَّوْقَ فِي الْعِنَاقِ مُدَامًا
يُرْسِلِ الْحُبَّ فِي عُرُوقِيْ ثَرِيَّا

سَامِحِينِي كَيْ لَا أَبُوءَ بِهَجْرٍ
يَعْتَرِينِي يَكَادُ يَقْضِي عَلَيَّا

أَنْتِ عِشْقٌ بِسَهْمِ وَجْدٍ رَمَانِي
وَسَقَى الْقَلْبَ سَلْسَبِيلًا شَهِيَّا

كَوْثَرًا مِنْ قَرَاحِ حُبٍّ هَنِيءٍ
آبَ تَرْنِيمَةً عَلَى شَفَتَيَّا

فَاقْبَلِي تَوْبَةَ الْمُسِيءِ وَكُونِي
وِرْدَ عِشْقٍ سَطَا عَلَى نَجْدَيَّا

باسم أحمد قبيطر – إسبانيا