تعليقا على ما يشاع من تغلغل داعش في طرابلس، دوّن مالك مولوي على موقع “الجزيرة” ما يلي:
مع بدء الحرب الأهلية عام 1975 ورغم أن القتل كان على الهوية بين المسلمين والمسيحيين إلا أن طرابلس، تلك المدينة المسالمة المطمئنّة، قد حافظت على وحدتها وتنوعها وكنائسها وحتى شوارعها المسماة بأسماء مسيحية في أصعب المراحل.
ومع إنطلاق الثورة السورية جاءت أزمة جديدة على المدينة وانطلقت جولات الحرب الطائفية بين أهلنا في جبل محسن وباب التبانة. وازداد الفقر والبطالة لا سيما بعد إهمال الدولة المتعمّد وتقاعس المسؤولين ! وتم إدخال الكثيرين من المسلمين إلى السجون بشكل عشوائي ومنهم من لا يزال موقوفا حتى الساعة من دون محاكمة.
لقد أُطلق على طرابلس مسمّيات كثيرة ونعوتاً متعددة ولا يَخفى على أحد ما تعرضنا له من ظلم في بعض وسائل الإعلام المحلي والعالمي، سواء أكان مقصودا لتشويه سمعتها أو عن جهل وعدم معرفة.
فإلى متى سيستمر هذا الإجحاف في حق طرابلس؟
وإلى متى سنستمر في تحميل مدينة بأُمها وأبيها أخطاء بعض الصبية الذين غُرر بهم بسبب الفقر والعوز الذي تسببت به العصابات الحاكمة؟
كفّوا أيْديكم عنّا!
إن أردتم البحث عن الدعشنة فستجدونها في صفوف العصابات الحاكمة وليس بين الأحياء الفقيرة التي ذلّيتموها وأفقرتم أهلها وساكنيها ودفعتم صبْيتها للإلتحاق بمجموعات لا تُشبهنا من أجل الحصول على بدل مادي او للهروب من سلطة مجرمة لا ترحم احدا.
كفوا أيْديكم عنّا!
الحقيقة الناصعة أن طرابلس أبعد ما تكون عن صفة الإرهاب و”الدعشنة”. فهذه المدينة حافظت على طابعها السلمي بتعاون معظم أهاليها من كل الطوائف وفي أحلك الظروف.
ومع انطلاق ثورة 17 تشرين أظهرت طرابلس أنها مدينة العيش المشترك من جديد واستحقّت لقب عروس الثورة. وستبقى كذلك إلى أبد الآبدين …رغم أنف المتآمرين!
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.