كانت كلمة لمتظاهرين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية إلى قصر بعبدا كلمة موجهة لرئيس الجمهورية اللبنانية تلتها أمام كاميرات الإعلام عضو “تحالف وطني” الدكتورة زينة الحلو, وجاء فيها:
السيد الرئيس ميشال عون
طلبتم ان تحاوروا المحتجين ونحن اتينا إلى قصر بعبدا لنسمعكم صوتنا.
تعرضنا للضرب في الساحات وللتخوين والتهديد والترهيب ولم يتحرك أحد من أركان الدولة لحماية المتظاهرين.
اتهمنا بتلقي الأموال ولم يجرؤ أحد منكم على التقدم بإخبار ضد أحد منا لان كلامكم تجنّ وافتراء.
سيدي الرئيس، احتفلتم أمس بذكرى مرور ثلاث سنوات على توليكم سدة الرئاسة الأولى بكلام وشعارات تتردد من قبل كافة الأطراف السياسية ولم يتحقق منها شيء لا بل “كلكن يعني كلكن” مستمرين بنهج المحاصصة والفساد وهدر المال العام والتعدي على الحريات والنهب والتجويع.
إن الحكومة التي سقطت يا سيدي الرئيس ليست حكومة سعد الحريري وحده، بل هي حكومة العهد الأولى وسقوطها هو سقوط لكل منظومة الفساد بكل تلاوينها الطائفية والمذهبية والسياسية.
خطبتم بالأمس وخطابكم يؤكد حجم الانفصال والشرخ اللذين أصبحا قائمين بين السلطة والشعب.
لقد مضى أكثر من ٤٨ ساعة على استقالة الحكومة ولم تبادروا حتى الساعة إلى دعوة النواب إلى الاستشارات النيابية الملزمة وفي ذلك مماطلة واضحة وتجاهل للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في ١٧ تشرين الأول رفضا لسياسات المحاصصة والفساد والهدر في المال العام، وإنكاراً لحجم الأزمة التي تقبع فيها البلاد.
يا سيادة الرئيس، تماطلون وهذه المماطلة تصب مباشرة في نهج المحاصصة والاتفاقات الجانبية خارج المؤسسات الدستورية التي أرهقت البلد وعطلت مؤسساته وأفقرت الشعب. ولكن الشارع قد أصبح اوعى وأقدر من السلطة على المحافظة على المؤسسات الدستورية وهذا الشعب هو الخط الاحمر الوحيد في هذا الوطن وهو مصدر السلطات وهو المرجع الحكم. والشعب قال كلمته ورسم خارطة طريق واضحة للخروج من الازمة.
لذا ندعوكم الى دعوة النواب الي استشارات نيابية ملزمة بأسرع وقت، وتكليف رئيس للحكومة بناء عليها، يتمتع بالصفات المطلوبة، أي ان يكون من خارج الطبقة السياسية ويحظى بثقة الناس ومن المشهود لهم بنظافة الكف والكفاءة ضمن مهلة أقصاها بوم الاثنين ٤ تشرين الثاني ٢٠١٩. وان يبادر بعدها الرئيس المكلف إلى تشكيل حكومة إنقاذ تضم وزراء ووزيرات تنطبق عليهم المعايير نفسها ضمن مهلة لا تتعدى اسبوعين بعيداً عن نهج المحاصصة واللعب على التوازنات الطائفية والحزبية الضيقة التي اوصلت الامور الى الدرك الذي نحن فيه. وأن تعطى الحكومة العتيدة، صلاحيات استثنائية تشريعية، لتتمكن من إصدار مراسيم اشتراعية في مجال المال والاقتصاد والأمور المعيشية والقضاء وقانون الانتخابات النيابية ًوتقصير مدة ولاية المجلس النيابي .
وسيبقى الشارع في المرصاد للتصدي لأية محاولات للخروج عن هذا الإجماع الوطني الكبير الذي تحقق في ساحات الوطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وأنتم يا نساء ورجال الثورة، يا من أعلنتم بالفم الملآن تمسككم بالمواطنة والوطن ونبذتم لغة التفرقة التي دأب أفرقاء السلطة على استخدامها سلاحاً لتشتيت صفوفكم والعبث بمقدرات البلاد والعباد، ندعوكم الى التنبه والحذر مما يحاك لثورتنا النظيفة من أفخاخ طائفية ومذهبية. فالثورة مستمرة لإعادة تكوين السلطة من خلال انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة كفوءة ونزيهة، وتقيم دولة القانون والمؤسسات العادلة، لأن الشعب وحده ومجتمعاً هو مصدر كل السلطات.
نحن شعب لبنان العظيم، وكل التحيات لثورتنا المجيدة.
لا ثقة، لا مفاوضات، لا للمحاصصة.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.