عطرُ أمس
ما أحيلاهُ زمانا
طيفُهُ راد الجَنانا
دغدغ القلبَ بماضٍ
خالهُ ولّى وبانا
ساءل الأظلالَ عنهُ
هل ترى اشتاق لقانا
ولماذا ارتاد روحي
بعدما عاف دُنانا
في هُنيهاتٍ ثقالٍ
آب عنّا، صار كانا
لم نُفِق إلّا تولّى
وتناءى، ما توانى
هل تغشّاهُ حنينٌ
مثلما نحنُ غشانا
وبحربِ الشوقِ وافى
معلنًا حربًا عوانا
داهم الروحَ جهارًا
موغلًا فيها عَيانا
مستثيرًا عطرَ أمسٍ
كلّما ثار كوانا
شاكستْ عيني الكرى يا
سهدُ فاستحضِر رؤانا
إنني اليقظانُ أقفو
في السّرى، عزفَ صبانا
ردّد الترجيعُ لحنًا
فاقَ في الشجوِ الكمانا
جدّتي جدّي وناسي
وهنانا وأسانا
كلّما كرّر لحنًا
كان في اللحنِ صدانا
أيُّها الوجدُ المعنّى
أطربَ الليلَ حُدانا
وكأنّ الأمسَ نهرٌ
نهلَتْ منهُ مُنانا
بنتَ كرمٍ بل وأصفى
فارتوى منها رجانا
يا زمانًا من لُجينٍ
كيفما لاحَ جِنانا
ذكرُكَ العذبُ انشراحٌ
بردةَ البِشْرِ كسانا
آهِ يا روحي اطمئني
إنما يبغي الأمانا
عاد بي للأنسِ لمّا
كان يغفو في حِمانا
وإذا ما اشتدّ ليلٌ
لم يجد حضنًا سوانا
ليتَ يا ليت وليت الْـ
آن يجتاحُ الأوانا
غرّد الطفلُ بقلبي
ما أحيلانا زمانا
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.