ضَوْءُ الْعَقْل
إِنِّي عَلَى ثِقَةٍ بِنَصْرٍ سَاحِقٍ
يَجْتَاحُ رَغْمَ النَّائِبَاتِ الْأَعْصُرَا
وَسِلَاحُنَا الْأَمْضَى نَفَاذُ بَصِيرَةٍ
تُقْصِي خَصِيمًا لَا يَزَالُ الْأَخْطَرَا
مَا انْفَكَّ شَرُّ الْجَهْلِ فِينَا خَائِضًا
وَلِكُلِّ فَضْلٍ فِي النُّفُوسِ مُكَسِّرَا
مَا مِنْ سَبِيلٍ كَيْ نُحَرِّرَ ذاتَنَا
إِلَّا بِضَوْءِ الْعَقْلِ يَهْدِي الْأَسْمَرَا
أَخْشَى عَلَى الرُّشْدِ الْمُقَدَّسِ مِنْ تَهَوْ-
وُرِ عَابِثٍ سَيْفَ الرُّعُونَةِ أَشْهَرَا
إِنَّا شَغَلْنَا الدَّهْرَ ذَاتَ حَضَارَةٍ
وَالْعِلْمُ كَانَ نَصِيرَنَا الْمُسْتَحْضَرَا
شَهِدَتْ لَنَا الْآفَاقُ فِي إِشْرَاقِنَا
لَمَّا مَلَأْنَا الْخَافِقَيْنِ تَنَوُّرَا
نَحْتَاجُ زَنْدَ الْوَعْيِ يَرْمِي رُمْحَنَا
يُرْدِي بِهِ جَهْلًا طَغَى مُسْتَكْبَرَا
وَنَهَى النُّهَى عَنْ حَذْوِ آثَارِ الْهُدَى
مَا عَادَ يَدرِي مَا الْأَمَامُ مِنَ الْوَرَا
وَغَزَاٰهُ رَيْبُ الْوَهْمِ أَمْعَنَ مُوغِلًا
فِي رُوعِهِ وَعَلَى رُؤَاهُ تَأَمَّرَا
فَمَتَى يُفِيقُ مِنَ الْجَهَالَةِ ثَائِرًا
وَيَدُكُّ طَيْشًا مُطْنِبًا فِي الْقَهْقَرَى
يَنْأَى بِنَا شَطْرَ الْخُنُوعِ وَلَا نَعِي
كَيْفَ اسْتَبَاحَ قِيَادَنَا وَاسْتَعْمَرَا
جَهْلًا تَوَهَّمْنَا الضَّلَالَ هِدَايَةً
وَبَدَا الْهَوَى لِلْعَيْنِ بَدْرًا نَيِّرَا
مَاٰ كُلُّ بَرَّاٰقٍ تَوَقَّدَ عَسْجَدًا
أَوْ كُلُّ صَوْغٍ لَوْ تَلَأْلَأَ جَوْهَرَا
أَخْضِعْهُ لِلنِّيرَانِ تَكْشِفْ صِدْقَهُ
إِنْ كَانَ تِبْرًا أَوْ حَدِيدًا أَصْفَرَا
سَنُسَاٰمُ حَرْقَ النَّارِ يَكْوِي فَهْمَنَا
وَيَمِيزُنَا بِاللَّسْعِ حَتَّى نَطْهُرَا
فَمَتَى نُطَلِّقُ نَفْثَ وَهْمٍ مُنْكَرٍ
صَفَعَ الْعُقُولَ لِكَيْ نَضِيعَ وَنُزْدَرَى
فَالْوَسْوَسَاتُ تَخُوضُ فِي أَذْهَانِنَا
وَتُرِي بَصَائِرَنَا الْجِهَادَ تَهَوُّرَا
وَالْحَقُّ وَضَّاحٌ وَنُورٌ بَيِّنٌ
إِنَّ الْقُعُودَ الْيَوْمَ بَاتَ مُدَمِّرَا
يَا تِلْكُمُ الْأَوْهَامُ زَمْجَرَ بَأْسُنَا
وَطَرِيقُنَا فِي الْحَقِّ ثَابِتَةُ الْعُرَى
سَيَسِيلُ مِنَّا النَّزْفُ أَحْمَرَ قَانِيًا
وَمُطَهِّرًا لِذُنُوبِنَا وَمُكَفِّرَا
نَصْبُو إِلَى مَوْتٍ يَلِيقُ بِمِثْلِنَا
فَالْمَوْتُ يَصْهَرُنَا فَنَغْدُو أَقْدَرَا
الْمَوْتُ يُحْيِينَا وَيُفْنِي خَصْمَنَا
قَدْ أَنْذَرَ الْمَوْتُ الشَّرِيفُ وَأَعْذَرَا
خَفَقَتْ لَهُ الْخَلَجَاتُ نَعْشَقُ مَوْتَنَا
أَهْلًا وَسَهْلًا مَا الْقَضَاءُ تَقَدَّرَا
لَسْنَا نَخَافُ الْقَتْلَ نَعْرِفُ أَنَّنَا
مَهْمَا قُتِلْنَا سَوْفَ نَرْجِعُ أَكْثَرَا
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.