أتحتاج اسرائيل لأموال الولايات المتحدة، وهي من أغنى دول العالم؟!
هل يستطيع الشعب الأميركي التبرع من أمواله الخاصة بمبلغ 174 مليار دولار لاسرائيل في حين أن إدارته مهددة بالإقفال لعدم توفر الأموال؟!
سمير سكاف – صحافي ومحلل سياسي
160 مليار دولار دفعها الشعب الأميركي من جيبه كهبات مالية لاسرائيل، بانتظار وصول ال 14 مليار دولار الجديدة، التي لم يقرها الكونغرس بعد أو ال 17.6 مليار التي لم ينجح فريق الرئيس الأميركي جو بايدن بتمريرها!
هذا في حين أن الإدارة الأميركية مهددة بالإقفال shut down لعدم توفر الأموال لدفع أجور الموظفين!
وفي المقارنة، يبلغ الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة 1.218 دولاراً في الشهر مقابل 1.600 دولار في اسرائيل.
ويبلغ معدل الأجر الشهري في اسرائيل 3.600 دولار.
اسرائيل هي في المنزلة نفسها للولايات المتحدة لجهة مؤشر التنمية الصادر عن الأمم المتحدة لهذا العام بمعدل 0.927 للولايات المتحدة مقابل 0.915 لاسرائيل! علماً أن معدل 1 هو العلامة الكاملة.
اسرائيل تعادل الولايات المتحدة في المستوى المعيشي. وذلك، لجهة المداخيل والصحة والتعليم ومستوى الحياة اليومية! واسرائيل ليست أقل قدرة مالية من الولايات المتحدة بالنسبة لحجمها وعدد سكانها!
في حجم الناتج المحلي الاجمالي (GDP) للفرد الواحد، تحتل اسرائيل أحد مراكز الطليعة في العالم بحسب عدد من المؤشرات الدولية! فهي في المركز 18 عالمياً (13 بحسب صندوق النقد) في حين أن الولايات المتحدة هي في المركز السابع.
وتتقدم اسرائيل على ألمانيا 19 والامارات العربية 20 وبريطانيا 21 وفرنسا 23 والاتحاد الأوروبي 24 وايطاليا 26 واليابان 30 وكوريا الجنوبية 31 واسبانيا 32 والسعودية 33 وروسيا 68 والصين 71. عربياً، وحدها قطر تسبق اسرائيل. وتحل في المركز السادس!
في حجم الدخل القومي الاجمالي للفرد الواحد، اسرائيل هي أيضاً في طليعة المداخيل في العالم في المركز 15، بحسب مؤشر البنك الدولي. أما الولايات المتحدة فهي في المركز السابع، وقطر في المركز التاسع. ألمانيا 17، الامارات 19، بريطانيا 20، فرنسا 25، اليابان 26، الكويت 27، ايطاليا 28، كوريا الحنوبية 29، اسبانيا 32، السعودية 37.
الاقتصاد الاسرائيلي يملك قدرات هائلة! فحجم التصدير الاسرائيلي بلغ 165 مليار دولار في العام السابق للحرب الجارية. ومع ذلك، فقد بلغ حجم مساعدات الولايات المتحدة لاسرائيل أكثر من 160 مليار دولار بانتظار تمرير هبة ال 14 مليار دولار أو ال 17.6 مليار دورها أو غيرها!
يدفع الشعب الأميركي مساعدات لدولة غنية، في حين أصبح عدد كبير منه على خط الفقر! وهو يدفع لشعب تزداد مداخيله سنوياً بشكل هائل في مجالات التكنولوجيا والألماس، وقريباً النفط والغاز! هذا النفط والغاز الذي تنازلت عنه الحكومة اللبنانية بدعم من حزب الله مجاناً لاسرائيل في حقل كاريش في الترسيم البحري العام الماضي!
تستغل اسرائيل الولايات المتحدة والشعب الأميركي مالياً وسياسياً وإعلامياً. وتجلب لهم عداء الكثيرين من الدول والمنظمات وتتسبب لهم بالكثير من المشاكل المالية والاقتصادية. وبالتأكيد لا يضيرها إطلاقاً الحصول على كل “دايم” و”بني” ودولار من جيوب الأميركيين، وحتى آخر دولار فيها! فاللوبيات الصهيونية تعمل جاهدة لذلك. وهي تنجح بعملها نجاحاً باهراً، حتى اللحظة!
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.