سحاب الخير بدأ يظلل جبالنا
كتب الدكتور سمير زعاطيطي
قد أتاك السحاب الطلق يختال فوق جبالنا يبشرنا بالخير القادم أمطارا على السفوح وثلوجا على القمم.
قالها الفرنسيون في منشورات البعثة الجيولوجية الذين درسوا لبنان لفترة طويلة من ١٩٢٨ الى ١٩٥٦: “لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط”.
هذا الكلام العلمي يعني أمرين:
- لبنان بلد غني بالمياه.
- الشرق الأوسط منطقة فقيرة بالمياه.
هذه النعمة الربانية المتجددة سنويا ماذا فعلنا بها؟
لقد أسأنا استعمال هذه الثروة، لوثنا كل المياه السطحية ينابيع وأنهار بالصرف الصحي والنفايات.
الدليل الصارخ على ذلك الليطاني وبحيرة القرعون ذات المياه السامة القاتلة.
- شراء كل المناطق اللبنانية مياه السيترنات بعد قطع تيار وزارة الطاقة والمياه منذ العام ٢٠١٠ الكهرباء والماء.
- كل الخوف هو على ثلثي ثروتنا المائية المتمثل بالمياه الجوفية المختزنة داخل مرتفعاتنا الصخرية.
- حوالي ٤٠٪ من مياهنا السطحية الملوثة تتسرب عبر السطح إلى عمق المخازن الكربوناتية الكارستية عبر الكسور والشقوق والتفسخات.
من الصعب جدا تنظيف المخازن الكارستية المغذية للينابيع والآبار من التلويث الذي يجري بسرعة داخل الشقوق والكسور.
فتح مخارج مستنقع بحيرة القرعون كل شتاء يهدد المخازن الجوفية المتكشفة على طول مجرى الليطاني بعد جدار السد وبالتالي كل آبار البقاع الغربي والجنوب اللبناني تتعرض للتلويث.
- لا أحد يموّل البحث العلمي لتلويث مياهنا سطحية وجوفية لا وزارة الطاقة والمياه لا وزارة البيئة ولا المجلس الوطني للبحوث العلمية، لا مصلحة الليطاني ولا أحد يطبق قوانين حماية الأنهار والينابيع ولا الجامعات الوطنية والخاصة.
- هذا أمر مخيف نحن لا نعرف ما يحصل لمياهنا، لكننا عرفنا من آخر دراسة علمية أن حالات السرطان إزدادت في القرى القريبة من بحيرة القرعون كما في المدن نتيجة تشغيل المولدات.
إلى متى سيظل هذا الإستهتار بمواردنا المائية وبصحة المواطنين؟
إلى متى ستبقى وزارة الطاقة والمياه جائزة ترضية يتوارثها الفساد الحاكم، والتي أورثتنا ديونا بلغت ٤٥ مليار دولار مع قطع دائم للكهرباء والماء.
أصبحت المخاطر البيئية حقيقية، والماء كعنصر ناقل للأمراض الجرثومية والمواد الصناعية الغريبة عجيبة التي تلقى في أنهارنا وسواقينا (شوفوا حالة نهر الغدير)…
الصورة بين العزونية وعين دارة الشوف الأعلى
٢٢ / ٩ / ٢٠٢٤
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.