رهينُ المحبسينْ
يا حسنَها يا موغرًا صدرَ اللّجَيْنْ
ممّا رآهُ وأين منها البدرُ أينْ
حسدًا أجال الطّرفَ حدّق ممعنًا
في كرّةٍ خابتْ، فثَنّى كرّتينْ
إنّ المصابيحَ التي لاحتْ لهُ
ردّتهُ من غيظٍ حسيرًا مرتينْ
ما من فطورِ راح يهذي خاسئًا
وانْهارَ مغشيًّا عليه بنظرتينْ
قلبي على المحسورِ حالي حالُه
ولقد عشوتُ عن الهدى من لحظتينْ
قيل الهوى ما كان يومًا سنّةً
وأنا أظنُّكِ يا غرامي فرضَ عينْ
أرنو إليكِ بصبوةٍ مسبيّةٍ
ويح العَشا صبأ الفؤادُ بغمزتينْ
عيناكِ بالأنوارِ حسنًا ضاءتا
حولي سنًا، بدتا كأسطعِ نجمتينْ
لكنني أصلاهما في الحبّ حَر-
قًا ويح قلبي تُحرقانِ كجمرتينْ
بمَ أتّقي الأهدابَ إذ ترمي عليْـ
يَ سهامَها ذبّاحةً من كل عينْ
لا حبَّ في شرع الصبابةِ ناقصٌ
هو أبترٌ لو كان حبًّا بينَ بينْ
لم أرضَ إلّاهَا اتجاهًا في الهوى
أنا لا أولّي إن عشقتُ لقِبلتينْ
أأعود منتعلًا مذلةَ خيبتي
والقلبُ من حظّ الهوى خُفّي حُنينْ
ما زلتُ أسعى لستُ أنكر ليلةً
أحييتُها في وِردِ وَردِ الوجنتينْ
وأخوضُ في بحرِ اشتياقٍ مائجٍ
أطفو وأغرق في تدافعِ موجتينْ
لا شطَّ في أفُقِ الوصالِ يلوحُ لي
وانشقّ من شغفِ المِلاحةِ لُجّتينْ
أصبو إلى ثغرٍ تَعتّقَ خمرُهُ
علّي أصيبُ من الحميّا قطرتينْ
يا ثغرَها إني ظمئتُ إليك لا
تبخل عليّ وجُد بأشهى قُبلتينْ
يقضي الغرامُ لها ويُزهقُ حُجّتي
أرضى إذا ذرفتْ أمامي دمعتينْ
ومتى تشاكسُني تحاورني بعيـْ
نَيْ ظبيةٍ تسبي بسحرِ المقلتينْ
يا من غزوتِ فؤادَ صبٍّ بالصّباـ
بةِ والصِّبا فضلًا ربحتِ الغزوتينْ
يا ويحَ نفسي قبل حبِّكِ عشتُ عُمـ
رِي تائِهًا من مَغربينِ لمغربينْ
ورأيتُ في عينيكِ إشراقَ الحِيا-
ةِ فصحتُ وجدًا يا جلال المشرقينْ
يا درّتيها أنتما سرُّ اعتنا-
قي حبَّها، للهِ دَرُّ الدرّتينْ!!
قلبي اكتوى قلَقًا، وحسبي أنّنا
كنّا وما زلنا نغرّدُ مُغرمَيْنْ
في رقعةِ الشِّطرنجِ دارتْ بيننا
حربُ الهوى لكنْ قضيْتُ بنقلتينْ
سقَطَتْ فداكِ بيادقي واستسلمتْ
خيّالتي مِنْ بعدِ دكِّ القلعتينْ
لا حظّ لي في حربِِها فالشاهُ (كشْـ
شَتْهُ) المليحةُ في تمخطرِ بَيدقينْ
سأكُفُّ عن إهراقِ حرفٍ مدنَفٍ
ليتَ اكتفيتُ بجُملةٍ لا جُملتينْ
أصداءُ عفّةِ حبِّنا في حربِنَا اخْـ
زَلَتْ قواميسَ الغرامِ بكِلمتينْ
قال العفافُ لكلّ أخصامِ الهوى
هَيّا اعشقوا وبقوةٍ فالحبُّ زينْ
لكن حذارِ فإنّما تقوى القلو-
بِ المستهامةِ لا تَدينُ بفعلِ شينْ
ولِمن يخافُ مقامَهُ يجزيهِ وعـ
دًا من لدنهُ على تقاهُ بجَنّتيْنْ
حسبي أحوزُ غرامَها وشبابَها
فأفوزُ نشوانًا بكلتا الحُسنيينْ
سأحبُّها وأحبّها وأحبّها
هي منتهى حبي ووعدُ الحرّ دَينْ
وأبِيتُ في حبسِ الغوايةِ والعفا-
فِ أبا العلاءِ أنا رهينُ المحبسينْ
فعسايَ أدركُ كيف مفردُ طرفةٍ
بالعينِ أطفأ ومضُها بصرَ اللّجينْ
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.