دَوْرَةُ الْأَيَّام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأبيات أدناه بعنوان: دورة الأيام، كانت جزءًا من قصيدة: أيننا؟!!، لكن استخلصتها منها وعالجتها قليلًا لتكون مستقلة بذاتها وتخفيفًا من طول القصيدة الأم وما يمكن أن تشكله من إرباك لدى المتلقي.
هذا وبالله التوفيق ومنه العون والمدد والبركة والرضى، ونسأله جلّ وعزّ وعلا العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم، باسم أحمد قبيطر
دَوْرَةُ الْأَيَّام
سَائِلُوا التَّارِيخَ وَاسْتَجْلُوا رُؤَاهُ
أَيْنَهُ الفِرْعَوْنُ إِذْ خَارَتْ قُوَاهُ؟!!
وَانْتَهَى مِنْ بَعْدِ عِزٍّ صَاغِرًا
مَنْ سَقَاهُ الذُلَّ، مَنْ أَلْجَمَ فَاهُ؟!
كَمْ عَتَا، وَالْكِبْرُ طَبْعٌ فِي الْغَوَى
يَا لِطَبْعٍ فِيهِ كَمْ ذَلَّتْ جِبَاهُ..!!
آذَنَ الْحَقُّ بِحَتْفٍ عِنْدَمَا
بِعَصَا مُوسَى مِنَ الدُّنْيَا نَفَاهُ
وَمَتَى الْكُهَّانُ أَكْدَى سِحْرُهُمْ
أَذْعَنُوا لِلْحَقِّ، عَافُوا مَا خَلَاهُ
آيَةً لِلنَّاسِ أَمْسَى نَبْذُهُ
مُغْرَقًا فِي الْيَمِّ أَرْدَتْهُ الْمِيَاهُ
مَا جَعَلْنَاهُ حَيَاةً لِلْوَرَى
آبَ مَوْتًا فِي الَّذِي ضَلَّ هُدَاهُ
إِنَّهُ الْإِعْجَازُ أَدْلَى دَلْوَهُ
فَإِذَا الثُّعْبَانُ سِرٌّ فِي عَصَاهُ
وّمَضَى يَلْقَفُ سِحْرًا خَائِبًا
خِلْتُهُ الطُّوفَانَ يَطْوِي مَا طَوَاهُ
مِثْلَمَا مُوسَى أَتَى بُرْهَانَهُ
جَاءَ عِيسَى، رَبُّنَا الْحَقُّ اجْتَبَاهُ
هكَذَا إِيمَانُنَا فُرْقَانُنَا
أَيْنَعَ الْإِنْجِيلُ غَرْسًا فِي مَدَاهُ
وَاقْرَؤُوا التَّوْرَاةَ فِي أَسْفَارِهِ
لَيْتَ شِعْرِي، هَدْيُهُ اللهُ اصْطَفَاهُ
مُنْعِمًا بِالْفَضْلِ أَرْسَى حُكْمَهُ
فِي رَسُولِ الْعُرْبِ لَا يَرْضَى سِوَاهُ
خَاتَمًا لِلْحَقِّ يَسْمُو بِالْوَرَى
تَرْشُدِ الْأَزْمَانُ إِنْ تَعْقِلْ نُهَاهُ
مُرْسَلٌ فِي هَدْيِهِ مَنْجَاتُنَا
كُلُّ مَا يُرْجَى مِنَ الْعَبْدِ انْتِبَاهُ
جَاوَزَ الْإِحْسَانَ جُودًا وَقِرى
مَا حَدَا بِالْفَضْلِ يَسْتَجْلِي قِرَاهُ
أَرْيَحِيٌّ فِي سَخَاءٍ وَنَدًى
وَكَرِيمٌ لَمْ تَكُنْ تَخْبُو جُذَاهُ
وَبَنَى لِلْعِلْمِ صَرْحًا شَامِخًا
فِي سَمَاءِ الْمَجْدِ أَرْسَى مُنْتَدَاهُ
لَمْ يَخِبْ عَبْدٌ مَشَى فِي دَرْبِهِ
وَرِضَى الرَّحْمنِ عُقْبَى مَنْ مَشَاهُ
فَالْهُدَى نُوْرٌ مُضِيءٌ وَسَنَا
زَادُنَا لِلْمَجْدِ تَجْلُوهُ خُطَاهُ
وَغَرِيْمُ الْغَدْرِ وَالزَّيْفِ الَّذِي
يَزْرَعُ الْوَهْمَ، أَلَا تَبَّتْ يَدَاهُ..!
يُظْهِرُ الْخَيْرَ ويُخْفِي شَرَّهُ
وَمَتَى نَالَ الرِّضَى دَارَتْ رَحَاهُ
فَازَ عَبْدٌ تَائِبٌ مِنْ ذَنْبِهِ
آبَ مِنْ غَيٍّ إِلَى رَبٍّ أَوَاهُ
وَجَنَى صَفْحًا كَرِيمًا صَانَهُ
مِنْ تَرَدٍّ فِي لَظَى الشَّيِّ وَقَاهُ
وَانْجَلَى الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الْمُرْتَجَى
رَحْمَةً أَوْلَتْ عُبَيْدًا مُرْتَجَاهُ
زِيُّهُ التَّقْوَى أَلَا أَنْعِمْ بِهَا
مِنْ لِبَاسٍ يَتَبَاهَى بِحَلَاهُ
دَوْرَةُ الْأَيَّامِ تُرْسِي فِي الْوَرَى
مَوْعِدًا يُمْلِي عَلَى كُلٍّ قَضَاهُ
أَحَيَاةٌ مِنْ فَنَاءٍ لِفَنا
بِخُلُودٍ صَاغَهُ مَجْدٌ وَجَاهُ؟!
أَمْ بَقَاءٌ لِبَقَاءٍ ذَابِلٍ
وَكَفَافُ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا كَفَاهُ؟!
يَا لِعَيْشٍ مَا لَهُ مِنْ قِبْلَةٍ
غَيْرُ مَوْتٍ يَتَغَاوَى بِرِدَاهُ
وَكَسَانَا ثَوْبَ آتٍ حَالِكٍ
وَانْتَهَى حَتْفًا نُوَارَى فِي كِسَاهُ
عِظَةٌ لِلْخَلْقِ تَقْضِي أَنَّنَا
سَوْفَ نَحذُو حَذْوَهُ نَقْفُو رَدَاهُ
وَمَتَى مَا حَلَّ مَوْتٌ بِالْفَتَى
لَمْ يَجِدْ مَنْجًى وَلَمْ تَنْبِسْ شِفَاهُ
هكَذَا إِذْ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ
لَيْسَ يَبْقَى غَيْرُهُ، جَلَّ الْإِلهُ!!
حِكْمَةٌ جُلَّى، تَعَالَى رَبُّنَا
وَحْدَهُ الْبَاقِي وَيَفْنَى مَا عَدَاهُ
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.