كتب-حميد خالد رمضان:
“خلاف أميركا وإسرائيل كخلاف زوج وزوجته على وضعيات ممارسة الجنس”
دائما ما يشيع الإعلام الموجه من قبل صناع القرار في العالم إشاعات معروفة دلالاتها بتضليل الرأي العام العالمي وبالأخص في ما يتعلق بأميركا وربيبتها إسرائيل، وآخرها فيما يتعلق بالقرار الذي صدر في 25 آذار 2024 عن مجلس الأمن الذي يدعو فيه الى وقف إطلاق نار فوري في غزة، والتي امتنعت فيه أميركا عن التصويت ولم تستعمل حق النقض (الفيتو) لإسقاطه، وهذا الإمتناع ليس حبا بغزة وكرها بإسرائيل، بل جاء تحت ضغط الشارع الأميركي والرأي العام الغربي، وبخضم احتدام حرب الإنتخابات الرئاسية الأميركية.
الإمتناع الأميركي عن التصويت ليس له أهمية لأن إسرائيل لم تنفذ يوما أي قرار لمجلس الأمن ولو حظي بتأييد أميركي، والدليل أن هناك 20 قرارا صدر عن مجلس الأمن ضد إسرائيل منذ 1948 – 2024.
(إسرائيل) هو اسم لقاعدة عسكرية أنشاها الإحتلالين الفرنسي والبريطاني ولذر الرماد في العيون، أشاعوا عنها بالظاهر أنها دولة، ولكن في الباطن هي قاعدة عسكرية، ثم بعد ذلك تولت اميركا رعايتها تمويلا وتسليحا، ولو كانت اميركا متأكدة ولو واحد بالمئة من أن مجلس الأمن قادر على إلزام إسرائيل بتنفيذ قراراته لاستعملت (الفيتو)، ولكن في المقابل لو حللنا معا بنود قرار مجلس الأمن بعقلانية، لوجدناه لزوم ما لا يلزم
فهو لا يدعو لوقف إطلاق نار دائم، ولا لسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، ولا لتحرير أسرى جميع الفلسطيين من سجون الإحتلال، وقد ساوى بين الجلاد (إسرائيل) والضحية (فلسطين).
قرارات مجلس الأمن الصادرة ضد العدو الإسرائيلي بالنسبة لإسرائيل محارم ورقية (كلينكس) تمسح بها مؤخرتها، وبالتالي كفانا مراهنة على الخلاف الأميركي – الإسرائيلي، وكفانا مراهنة على مجلس الأمن الذي ما كان يوما بخدمة المظلوم، والرهان الوحيد الذي سيأتي أو كله موجود في آية قرآنية التي هي: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة).
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.