نظم حزب التحرير/ ولاية لبنان في مدينة طرابلس الشام اعتصاماً حاشداً، انطلاقاً من المسجد المنصوري الكبير، تعبيراً عن وقوفه إلى جانب النازحين واللاجئين من أهل سوريا، الذين فروا بأنفسهم من بطش نظام أسد المجرم، والتجأوا إلى إخوانهم في لبنان طلباً للأمن والملجأ، ريثما تسنح لهم الفرصة للعودة الكريمة الآمنة إلى ديارهم التي ترعرعوا ونشأوا فيها.. وقد كان في الاعتصام كلماتٌ لرئيس المكتب الإعلامي لحزب في ولاية لبنان الشيخ الدكتور محمد إبراهيم، وعضو حزب التحرير الأخ أحمد الشمالي تطرقت إلى ما يلي:
- أن حالنا وحال إخواننا من النازحين، وعلاقتنا بهم، يوجزها قول ربنا عز وجل: {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ}.
- أنّ العنصريين ينقسمون إلى فئتين: فئةٌ منهم أصحاب عنصريةٍ نتنةٍ، ممن يظنون أن هذه البلاد بلادهم، ونسوا أنهم بمعظمهم حَلْوا في هذه البلاد ضيوفاً على دولة الإسلام عموماً، وعلى أهل الشام خصوصاً، أما الفئة الأخرى، فهم من نسوا كيف جاؤوا إلى هذه البلاد، بل ما زالوا حتى اليوم لا يتقنون اللسان العربي، ويملكون عدة جوازات سفر، ليفروا بها من هذه البلاد، إذا وقع أي أمر! وهؤلاء الصنفين، العنصريون الحاقدون، والمتناسون، لئن مررنا عليهم مرور الكرام، ولم نذكرهم بأسمائهم ونعتهم، فذلك لعلمنا بعنصريتهم البغيضة وحقدهم على الإسلام وأهله! فلا يستغرب هذا منهم، أن يعضوا اليد التي امتدت إليهم!
- أما بعض المنتسبين لأهل الإسلام، فمنهم من تراه يسارع في العنصريين، وفي مودتهم، ويُقدم لهم صك براءة من أعمالهم، ويُحمِل نفسه التبعة عنهم، يلقي لهم طوق النجاة.. وحالهم هذا لأنهم لا يعيشون حالة المسلمين كونهم أمةً واحدةً بل يعيشون الحالة اللبنانية بطائفيتها المقيتة، ومذهبيتها البغيضة، وعنصريتها النتنة، وحالهم كما قال الله عز وجل: {فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِٱلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍۢ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ}.. ولهؤلاء السياسيين من المسلمين، ومن أهل طرابلس خصوصاً، لا سيما رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، نقول أيضاً: لماذا ألقيتم أنفسكم أمام هؤلاء العنصريين، وفي وجه من؟! في وجه المسلمين من أهل لبنان الذين يرفضون هذا التوجه! وها هو صوتهم قد سمعتموه واضحاً بتبني قضية النازحين وأنهم أهلنا، ونحن منهم وهم منا.
- نحن ندرك أنكم تبحثون عن مخرج للتطبيع مع نظام بشار أسد المجرم ، الذي فعل هو وأبوه الأفاعيل في سوريا ولبنان، وها هم بدأوا بالتواصل مع النظام السوري على هامش القمة العربية في البحرين! هذه الاتصالات التي لا تعلنها الحكومة بشكل رسمي، بل تمر في وسائل الإعلام متخفيةً تحت ستار ملف النازحين!
- وإننا ندرك كيف تدير أمريكا المنطقة وتتلاعب بها وبقضاياها لمصلحتها! لكننا نحذركم أن تحاولوا جعل النازحين وقوداً لتأمركم وطاعاتكم لسيدكم الأمريكي! ونحذر العنصريين الطائفيين من اللعب بالنار بافتعال قضايا لإشعال نار الفتنة! فإن المسلمين اليوم ليسوا من كانوا أيام إمارتكم للحروب، فلا تدخلوا هذا المدخل!
- أما تنظيم أمور أهلنا النازحين، فنحن لا نمانع به، لكن دون ظلم وإجحاف وتعدٍ!
- أما إخواننا المعتقلون في سجون النظام اللبناني تعسفاً دون محاكمات من أهلنا النازحين، فإننا سنواجه تسليمهم بكل وسيلة ممكنة، وندعو المحامين والقانونيين من المسلمين ليقفوا وقفة واحدة في هذ الملف، ونُحمل الهيئات الحقوقية والإنسانية تبعة ما قد يحصل لمعتقلي الرأي من أخواننا النازحين! لا سيما أنكم تعلمون أن النظام المجرم في سوريا سيعمل على تصفيتهم، كما سبق أن فعل مع غيرهم!
- وكلمةٌ للمسلمين عموماً:
النازحون إخوانكم، فروا بأنفسهم ودينهم وأولادهم إليكم، فلا تُسْلِمُوهم لعدوكم وعدوهم، وامتثلوا قول رسول الله عليه وآله وسلم: «المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ». - وإنّ الواجب الشرعي يحتم النظر إلى المسلمين بصفتهم أمةً واحدةً، لا شعوباً وأمماً ودولاً يفصل بينها ما يُسمى بحدود وطنية تمزق الأمة وتُشكل سياجاً لحماية النظم التي أوجدها الكافر المستعمر لتخدم مصالحه الاستعمارية، فلا يجوز لنا ولا يصح أن نعترف بالواقع الذي فرضه الاستعمار، فضلاً عن أن نسعى لتكريسه وتطبيع الأوضاع التي أوجدها.
- وإنّ الأمة الإسلامية هي أمة متميزة عن غيرها من الأمم، بارتباط بعضها ببعض بأواصر العقيدة الإسلامية ومفاهيم الإسلام وشريعته.
•وكانت كلمةٌ طيبةٌ للشيخ نبيل رحيم، أشار فيها إلى الأخوة الاسلامية، وحرمة تسليم النازح، وأن على أهل لبنان رفض الخطاب العنصري، وأكد أن الأزمة الاقتصادية أزمة لصوص وفاسدين وليست أزمة نازحين.
وفي الختام، فإن حزب التحرير/ ولاية لبنان، يؤكد سيره في هذا الأمر حتى يُحق الحق ويُبطل الباطل، ولو كره العنصريون والمرجفون والمنافقون، مستمرٌ بمواقف الحق، وكلمة الحق، والصراع الفكري لكل فكرة دخيلة على الإسلام، والكفاح السياسي للأنظمة الفاسدة في بلاد المسلمين، حتى تقوم دولة العدل والرشد، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي يعيش في كنفها رعايا من المسلمين وغير المسلمين، وتؤوي من يلجأ إليها طالباً الأمن والحماية بغض النظر عند دينه {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ}، وإنّ ذلك كائنٌ قريباً بإذن الله عز وجل، وإن الأوضاع في المنطقة –بين لحظة وأخرى- مقبلةٌ على تغييرات كبيرة، فكونوا في صف الإسلام وأهله. المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
الجمعة ٩ من ذي القعدة ١٤٤٥هـ
١٧ / ٥/ ٢٠٢٤م
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.