بمناسبة وجود الموفد البابوي في لبنان ،وجه الائتلاف الشعبي ضد المقالع والكسارات ومصانع الاسمنت كتابا الى البابا فرنسيس جاء فيه:
قداسة البابا فرنسيس المحترم، نقدر اهتمامكم بلبنان وقضاياه الاقتصادية والاجتماعية وهذا واضح في ايفاد سفير الفاتيكان الى لبنان .وبما اننا نعرف ونلمس عميق تأثركم بواقع المعاناة البيئية والصحية لشعوب الارض، فاننا نضع بين ايديكم الكريمة القضية الانسانية المصيرية لاهلنا في الكورة الذين يفتك بهم السرطان المتعدد الانواع ويرديهم واحدا تلو الاخر وهم في ربيع العمر بسبب انبعاثات الزئبق وسائر المعادن الثقيلة والديوكسين والفيوران والغبار المجهري والسموم التي تطلقها مصانع الترابةcemant factories التي زرعت بين بلداتهم، نتيجة طحنها واحراقها مليارات اطنان الصخورالكلسية المحتوية على الكبريت بملايين اطنان الفحم الحجري والبترولي المحتوي على كبريت اعلى من 6 بالمئة، بعد التدمير الشامل للبيئة واقتلاع الجبال والقضاء على ملايين اشجار الزيتون والتين واللوز التاريخية والتسبب بتشوهات بيئية وتغيرات مناخية خطيرة والقضاء على قلب سهل الكورة من اجل استخراج الحديد من التراب الاحمر ما ادى الى نشر وباء عين الطاووس الفطري بسبب بحيرات مقالع التراب الاحمر التي حفرتها شركات الترابة في هذا السهل المنكوب.
وان من المؤسف ان من يجب ان يقف الى جانب اهل الكورة لايقاف مجزرة الابادة الجماعية والدمار الشامل التي يتعرضون لها على العكس من ذلك يقف الى جانب الوحش القاتل الذي يفترس الشباب وياكل كل ما هو اخضر وحي،وعلى راس هؤلاء البطريركية المارونية التابعة لكم التي هي من اكبر الشركاء في شركات الترابة( مصانع الاسمنت القاتلة). فهل يجوز ان يتحول صرح روحي كالبطريركية المارونية الى شريك في اكبر جريمة بيئية وصحية عرفها الانسان.هل يجوز ان تبقى البطركية المارونية شريكا اساسيا في عمليات اغتيال الاطفال والشباب وقتل الاخضرار وتدمير منطقة الكورة. هل يجوز ان يبقى صرح روحي كالبطريركية المارونية شريكا في شركات اسمنت تعتمد الكذب والتزوير والرشوة والتهرب الضريبي والاغتيال والاحتكار وتسميم الهواء والماء والتراب والخروج الفاضح على معظم قوانين لبنان والعالم،هل يصح ان تبقى هذه المرجعية الروحية شريكا في شركات تمول عددا من السياسيين ورؤوساء البلديات الفجرة لبقائهم في السلطة مقابل السكوت عن جرائمها واختلاساتها وارتكاباتها،وهل يجوز ان يقوم مسؤولون في البطركية المارونية بالاتصال المتواتر بالوزراء والموظفين المعنيين لاعادة عمل مقالع شركات الموت والدمار الخارجة على القانون والموجودة فوق المياه الجوفية وبين البيوت والاملاك العامة وفي اراضي البناء السكنية، وهل يجوز ان تحول البطركية المارونية اراضي البناء السكنية الواقعة على اجمل خليج سياحي في الشرق في بلدة كفرحزير الى مقالع مدمرة بعد ان وهبها لها احد ابناء كفرحزير للحفاظ عليها،وهل يجوز ان تبقى الشريك الاكبر في شركات الترابة بعد ان ازالت الاخيرة اهم اجزاء حرش كفرحزير من الوجود حسب محضر ضبط وزارة الزراعة،وهل يجوز ان تبقى البطركية المارونية شريكا في شركات ادعت عليها كل من النيابة العامة البيئية في الشمال والنيابة العامة المالية وبحقها عشرات الدعاوى والاحكام.
والاخطر ان عددا من النزاعات التي سقط فيها العديد من القتلى بين الاحزاب كان بسبب شركات الترابة على خلفية التسابق على الحصص والمكاسب المادية الناتجة عن ارباحها الفاحشة بسبب مخالفاتها لمعظم القوانين اللبنانية والدولية وبسبب جرائمها البيئية والصحية السافرة.
قداسة البابا فرنسيس ، من عمق الام وعذابات واحزان اهالي الاف الضحايا والمصابين بالسرطان والربو وامراض القلب وامراض انعدام التركيز لدى الاطفال والامراض الوراثية نتوجه اليكم بالدعوة الى الزام البطركية المارونية بالتحول من شريك في المجزرة البيئية والصحية التي تضرب منطقة الكورة وشمال لبنان،الى محارب لهذه المجازر التي ترتكبها شركات الترابة وسحب اسهمها من شركات الترابة القاتلة ، واقفال هذه المقالع والمصانع الخارجة على القانون، وانشاء المنتجعات السياحية على شاطيء شكا بدلا من مصانع الموت لتامين عمل الاف العاطلين عن العمل من شباب لبنان تزامنا مع ايقاف القتل الممنهج للناس والتدمير المقصود لاخضرار لبنان واستيراد الاسمنت المستخرج من الصحاري والخالي من التلوث والغش كما تفعل شركات الترابة عندنا.
قداسة البابا ندعوكم الى زيارة خاصة لمنطقة الكورة التي دمرتها شركات الترابة وقتلت اهلها لتطلعوا على هول المجازر الصحية والبيئية الخطيرة.
ًآملين ان تذكروا في صلواتكم مرضى ومصابي السرطان واوبئة صناعة الاسمنت الرهيبة في منطقة الكورة عسى ان يخفف الله بعض عذاباتهم واحزان اهلهم وعسى ان يعيد السلام والاخضرار الى لبنان الذي دمرت قلبه الاخضر شركات ترابة الموت وشركائها المجرمين.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.