ولا تمضي الحياة/خاطرة بقلم لينا ناصر

ولا تمضي الحياة..
بقلم لينا ناصر
في ذكرى رحيل أبي رحمه الله

أنا ما زلت هناك
على منعطف اللقاء الأخير بين الحياة والموت
أعاند نبض القلب،
وأتقاسم الحنين بين روحي وعينيّ.

هناك،
عند لحظة الوداع،
أتشبث بآخر لمحة منك،
اكتحالي الأخير بجسدك النائم كالملاك..

يا أبي… آه يامن كنت الصديق والسند ..
يامن تعجز الدنيا عن استبداله بأحد..
كم نظلم الشوق
حين نزفّه لمن رؤيته ممكنة..
واللقاء به محصور بين بضعة كيلومترات..
حتى وإن امتدت تلك الكيلومترات عبر أرجاء الأرض…

لكن الشوق الحقيقي
هو لمن دفناه تحت الثرى..
لمن غاب ولم يعد له أثر
إلا في ذاكرتنا ..

قل لي،
كيف أستعيد رائحتك
من عبق الأيام الغابرة؟!
وكيف أستحضر صوتك
من ذاكرة الطفولة النائمة؟!
كيف أروض قلبي
على احتمال هذا الألم الشاهق؟!
فالزمن لم يعد كفيلاً بالشفاء،
بل كل يوم يستيقظ بي على ذكرى،
كانت بالأمس طيّ النسيان…
وفجأة تعانق روحي بلا رحمة…

يا أبي، أنت الحضور الغائب،
والصمت الذي يملأ أركان الروح..
أنا بين ذكرى ودمعة..
أبحث عنك في كل زاوية من ذاتي..
وأنت هناك،
مسيطر على نبضات قلبي
وعباراتي…