يا أيُّها…
سلّمتُ نفسي للهوى تسليما
قلبي تعلّق زمزمًا وحطيما
وانقادَ بي تلقاءَ مكةَ مُحرِمًا
وأبانَ ليْ نهجَ الهُيامِ قويما
لمّا تولّى شطرَها في سجدةٍ
فاح الهوى عرفًا يطيبُ شميما
قال اقترفتُ الحبَّ حبَّ محمدٍ
حبًّا ترقرقَ في الفؤادِ رخيما
لا يرتضي في عشقِهِ من شركةٍ
لا يرتضي في ذا الغرامِ غريما
ومضى يُقَسِّمُ حبَّهُ معزوفةً
نزفتْ بوجدٍ ألهبَ “التقسيما”
حملَ الهواءُ غناءَهُ وأحالهُ
تسبيحةً رقّتْ هدًى ونسيما
فإذا بأطيارٍ يُتَيِّمُها صَبا
هُرِعَتْ تنظّمُ صفَّها تنظيما
صدَحتْ تعظّمُه وتشهدُ أنّهُ
المبعوثُ فينا هاديًا وحَليما
عقدٌ على جيدِ الدّهورِ مُعلّقٌ
أبهى من الدرِّ النّظيمِ نَظيما
يا من تلوّعَ من فِراقِ يمينِه
جذعٌ، فحنَّ كمن أضاعَ حميما
فحضنتَهُ لمّا سمعتَ حنينَهُ
حتى اطمأنّ وأرهفَ الترنيما
كم آيةٍ صدَعتْ بأنّ رسولَنا
في المرسلينَ تصدّر التقديما
صلّى بهم جمعًا وحاز إمامةً
أرسَتْ لهُ فضلَ الإمامِ صميما
لا أدّعي التفريقَ حين ولاؤنا
في المرسلينَ تجاوزَ “التقسيما”
وكتابُنا في “لا نفرّقُ” صادحٌ
ليزيدَنا في حبِّهم تصميما
سبحان من قرنَ اسمَ أحمدَ باسمهِ
في قولِ “أشهدُ” نفقهُ التقييما
حينَ اصطفاكَ اللهُ خاتِمَ رسْلِهِ
ما كان آدمُ أحرز التجسيما
إن قيل شطرُ الحسنِ أُعطيَ يوسُفًا
فأقولُ فيما استنفد التعميما
حاشا يقاسُ بما حظِيتَ وسامةً
ومناهُ لو يبدو لديك وسِيما
وأقولُ حاشا أن يقاسَ كرامةً
ما حازهُ موسى فكان كليما
لمّا عرجتَ وبتّ قابَ تفضُّلٍ
منهُ اصطفاءً تسمعُ التكليما
عيسى بإذن اللهِ أحيا ميّتًا
وكذاك أبرأ أكمهًا وسقيما
لكنّ ما أُعطيتَ يا خير الورى
جلّاكَ فوق الأكرمينَ كريما
فكأنما حزتَ الخوارقَ كلَّها
لتكونَ للرسُلِ الكرامِ قسيما
فالشاةُ بعد شوائِها قالتْ لهُ
قد أشبعوني غيلةً تسميما
لا تأكلَنْ مني، وفضّتْ مكرَهم
فإذا المكيدةُ حُطِّمتْ تحطيما
آتى سليمانَ الرياحَ عواصفًا
والخيلَ سوّمَها لهُ تسوِيما
أوَتستوي هي والبراقُ فخامةً
لااا، فالبراقُ يفوقُها تفخيما
سبَقَ الخلائقَ محتدًا وأصالةً
فمحمّدٌ خيرُ الخَليقةِ خِيما
من كان تلميذَ العليمِ فلنْ ترى
كُفُؤًا لَهُ في العالِمين عليما
والله علّامُ الغيوبِ هو الذي
في صدرِ أحمدَ أحكمَ التعليما
إن كان ذنبًا ما أكنُّ لهُ هوًى
أرضاهُ ذنبًا في هواهُ جسيمًا
حبٌّ تغلغل في الفؤادِ وقد غدا
من يوم ما بانت سعادُ أليما
عذرًا إذا عثر الخطابُ بمِقْوَلي
كنّى أليمًا ما يكونُ نعيما
زلّ اللسانُ ويا مغبّةَ خيبتي
إن كان لي يوم الحسابِ خصيما
أنا لم أكن إلا خصيمَ خصومِهِ
وأخصُّ من قصدوا به تَذميما
فإذا نعوتُ القومِ تُقلبُ ضدَّهم
فتلعثموا وتشبّعوا تحجيما
باؤوا بما جاؤوا وذِلّتُهم جلَتْ
خلُقَ اللئامِ مذمّمًا ودميما
لولا عرَضنا من يذمُّ محمدًا
في السوقِ لم نكسبْ به مِلّيما
يا سيدي أشكو إليك صفاقةً
تمتدُّ جهلًا في الأنامِ وخيما
فاقت جهالتُها الجهالةَ وانتهتْ
ليلًا طغى شرِسَ الطباعِ بهيما
وغشى العقولَ وليس ثمة رادعٌ
وغَزا بلؤمٍ ثبّت التخييما
لا تدّعوا منهُ البراءةَ حيلةً
فجميعُكم بالإثم كان مُليما
وجميعُكم قبحًا يفوقُ قرينَهُ
وارتدَّ من سوءِ الخصالِ ذميما
فيم التقوّلُ حين كلُّ مقالِكم
محض افتراءٍ، فالتخرصُ فيما
بئس الترخصُّ في التخرّصِ نِحلةً
تجترُّ زورًا زائفًا وعقيما
فانمُوا إلى كيِّ اللسانِ من الفِرى
فلعلّ ينفعُ طبُّه تعقيما
لا ريبَ فيمن خاض في إيذائه
سيُسامُ من سوء العذابِ جحيما
يا خير نعمى للخلائقِ لم نزلْ
نزدادُ من آلائها تنعيما
لو شئتُ أرقمُ كم صفاتُ محمدٍ
لعجزتُ أن أستكملَ الترقيما
فالكونُ حدّثَ واستفاض محدّثًا
والقولُ حقٌّ لم يكنْ تنجيما
من ذاك يحصيها وعدُّ عديدِها
لا حبرَ يحصي قدرَهُ ورقيما
فحبيبُنا حضنَ الجميعَ أبوّةً
وأمومةً، آخى العبادَ يتيما
وانظر إلى ما دقّ من سكَناتِه
فتراه فضلًا نافعًا وعميما
في كل شيءٍ كان خيرًا شاملًا
والذئبُ كان بما أتاه “زعيما”
الله أدبّهُ وحقّق فضلَهُ
أبد الزمانِ محمّدًا “وزعيما”
في هجرةٍ صاغت لنا تأريخنا
وخطاه فيها صاغتِ التقويما
وخطاه فيما قبلها أو بعدها
لليومِ يكملُ رسمُها الترسيما
طوبى لأمّتِه فأحمدُ لم يزلْ
من رأفةٍ بالمؤمنينَ رحيما
طوبى لمن أعلى الجباهَ سجودُهم
فعَلا الوجوهَ من السماحةِ سيما
سيماؤها نورُ اليقينِ ووطّأتْ
لهمُ العبورَ على الصراط سليما
إنّ القلوبَ إذا استرابتْ لحظةً
من نفثِ شيطانٍ يهيمُ رجيما
تهفو إلى الدينِ الحنيفِ حصافةً
كيما تقلّمَ ريْبَها تقليما
بهداهُ تبني ما عرا لبِناتها
وبحبِّ أحمدَ تكملُ الترميما
ما مثلُه لا آتِيًا أو حاضرًا
أو مثلُه في العالَمينَ قديما
يكفيكَ من شرفٍ عظيمٍ سيدي
أنْ مذْ وُلدتَ لقد وُلدتَ عظيما
وبُعِثتَ تشريفًا نبيًّا خاتمًا
مِسْكَ الخِتامِ تُشَرِّفُ التَّخْتِيما
برسالةٍ أنوارُها درّيّةٌ
سطَعَتْ بهديٍ بَدّدَ التّعتيما
ومضيتَ تسمو سؤددًا ومكانةً
وحباكَ ربُّكَ في العُلا تعظيما
فاللهُ والملَأُ الملائكُ عندَهُ
صلَّوْا عليكَ وثبّتوا التكريما
والأمرُ جاءَ بقولِه: يا أيُّها
صلُّوا عليهِ وسلّموا تسليما
عشرًا يصلّيها عليكم ربُّنا
تهمي رضًى ونعُلُّها تسنيما
يا راغِبونَ منَ النبيِّ شفاعةً
تعطي خلودًا في الجنانِ مُقيما
صلُّوا على خيرِ البريّةِ أحمدٍ
وبآلِ أحمدَ زيِّنوا التّتْميما
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا🌴
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.