“نِعم ذخرُ الذاخرينا”
إنّها تعدو السّنونا
وغدًا تمسي قرونا
ومِن الأعرابِ قومٌ
يستطيبونَ القرونا
هل رأى الدهرُ سكارى
مثلَهم، عاثوا مُجونا
كأسَ تيهٍ تلوَ كأسٍ
في هوانٍ يحتسونا
أتُرى يصحون يومًا
ويفيقُ الذاهلونا
قسَمًا أخشى عليهم
من حميمٍ يشربونا
شربَ هيمٍ وظماءٍ
كلَّ حينٍ يعطشونا
يجرعونَ البحرَ لكنْ
عبَثًا لا يرتوونا
يا ولاةَ الأمرِ لطفًا
أين أنتم خبّرونا
أنِيامٌ فرطَ لهوٍ
ما أفقتم، أعلِمونا
سخِر العادونَ منّا
أم تُراكم لا تَعونا
سخِروا منا ومنكم
خاض فينا الشامتونا
زعموا أنا غثاءٌ
في هَوانا غارقونا
وضعافٌ دون صفرٍ
وقريبًا مُهلَكونا
لعبةً أخشَى انتهَيْنا
وازدرانا اللاعبونا
فاستفيقوا طال نومٌ
وهلُمّوا جَمِّعونا
وَحدَةُ الأمّةِ روحٌ
فلتكُنْ حتى نكونا
وَبِرصِّ الصفِّ نَحيا
بالتآخي علِّلونا
لِيرى العادونَ منّا
كيف أنّا المُهلِكونا
لا تبالوا بالمنايا
كَحِّلوا فيها العُيونا
فمنونٌ في جهادٍ
ما أُحيلاها منونا
قد خُلقنا للمغازي
عاش عاش الأكرمونا
إنما الموتُ حياةٌ
لو علمنا ما يلينا
فازَ من يقضي شهيدًا
خابَ من ولّى مَهينا
من توانى ليس منّا
ليس قطعًا من ذوينا
ولنا خيرُ دليلٍ
في تبوكٍ أم نسينا
فاقرؤوا حكمَ التولّي
في رقابِ المُخلِفينا
كذَبوا في مَا ادّعوهُ
آثروا العيشَ السّكينا
فتلقّوا خيرَ درسٍ
كلَّ عينٍ فاغِرينا
أَظنَنْتُم إن لبثتم
في التّكايا عاكفينا
في قيامٍ وقعودٍ
وصلاةٍ تُقبلونا
لا وربي ذا خداعٌ
فاحذروا لن تخدعونا
وجَلَونا ما ستَرتُم
وانجلى ما تزعُمونا
فارفعوا الراياتِ بيضًا
وارتضوا السلمَ المُهينا
قد أنِفناكم وعُذنا
من عناةٍ عاجزينا
قعدوا حين نفَرنا
لجهادٍ، راوَغونا
لم يراعونا بِقُربى
ما اتّقَوا إلًّا ودِينا
وأعادينا تداعَوا
في النّوادي حاشرينا
وتعلَّقتُمْ غَرورًا
وحياةً حَيْزبونا
عن ضلالٍ وفسادٍ
وهوًى لا تنتَهونا
ولنا في القدسِ أهلٌ
بِاسْمِ كلٍّ ينزِفونا
كيف باللهِ نسيتُمْ
أننا حين اصطُفينا
أمةً خيرَ البرايا
ذاك أنّا مؤمنونا
وسمَوْنا بهدانا
“فوق جهلِ الجاهلينا”
وملأنا الكونَ عدلًا
إذ حَكَمنا ووَلِينا
إننا قومٌ أباةٌ
لا نهابُ المعتدينا
وشربنا الماءَ صفوًا
سائغًا للشاربينا
وسقيْنا كلَّ عادٍ
كدَرًا ذلًّا وطينا
ومتى دارتْ رحانا
نجعل العادي طحينا
قد وَرِثنا كلَّ مجدٍ
“نِعم ذخرُ الذاخرينا”
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.