فداكِ
يدافعُني غرامٌ تاه غَيّا
ويطغى موجُه العاتي علَيّا
تغَشّاني بصبوتِهِ وأضحى
كما قلبي على عقلي وصيّا
ومن لفحِ الهوى ولَهًا ينادي
أيا قلبُ اختفِق حُثّ المَطِيّا
فخضتُ الحبَّ أصطخبُ اصطخابًا
وقلتُ أيا نوى حيّا وبيّا
فما مثلي يخافُ ولا يبالي
بريحٍ زمجَرتْ تعدو إليّا
ولست أهابُ أنواءً وإني
ركبتُ لأجلِها موجًا عتيّا
وفوق براقِ أشرعةِ اشتياقي
طويتُ لها بحورَ الشوقِ طيّا
فثمّةَ من أراد لنا افتراقًا
بمكرٍ ظنّهُ عني خفيّا
وها إني أفضّ رموزَ عذلٍ
وأُبطلُ سحرَهُ شَيْئًا فشيّا
فَلم أكُ غافلًا عما افتراهُ
ولم أكُ في الهوى يومًا نسِيّا
ولا ناورتُ في إشْهارِ حبي
ولم أكُ فيهِ جبّارًا عصيّا
هوًى طاغٍ تغلغل في شغافي
تملّكني سرى في العمقِ فِيّا
لعَمري لستُ أنكرُه وحاشا
وقد ردّ الضياءَ لمُقلتيّا
ولو فكرتُ في نكرانِ قلبي
لكنتُ اليوم إبليسًا شقيّا
وكيف وكيف أنكرُه ويبدو
لأعمى لا يرى شيئًا جليّا
أتيتكِ يا منى قلبي وعيني
ولو أبطأتُ صاحَ الشوقُ هيّا
كسَوتُ وصالَنا ثوبًا قشيبًا
وصحتُ بهجرِنا اهجرنا مليّا
فكنتِ ولم تزالي سرّ عمري
وحضنًا حانيًا دفئًا وضَيّا
وكلّي أنتِها أركانُ كلّي
نقَشْتُكِ في فؤادي والمُحيّا
فداكِ الروحُ لا أغلو بقولي
فداكِ فداكِ أغلى ما لديّا
خذي ما تشتهينَ خذيهِ فضلًا
خذي ما شئتِ أيًّا شئتِ أيّا
فيا نبضَ الدّوالي في حياتي
وخمرتَها وأسرارَ الحميّا
تعالَيْ واسقِني عذبًا قراحًا
وصبّي في قوافيَّ الرّوِيّا
فحرفي يشتهي وصلًا حميمًا
يفيضُ صبًا ونبضًا لَوذعِيّا
عسى يصحو القريضُ بهِ فيشدو
ونظمُ الشعرِ يُبعثُ فيه حيّا
فأذّنتُ اشتياقًا فاضَ عزفًا
بلحنٍ صاخبٍ دوّى دوِيّا
فهل تصغي لمئذنةِ التّصافي
على اللّقيا تُحَيْعِلُ حيَّ حيّا
فتأتيَني وتشفعَني بوصلٍ
وتكتملَ الصلاةُ بها وبِيّا؟!!
نمزّقُ كلّ أسمالِ التنائي
وننظمُ من تدانِينا حُلِيّا
ونرصفُ ليلَنا درًّا وضيئًا
فيمسي كحلُهُ الداجي بهِيّا
ولا نُخلي لعادي الهجر حظًّا
ولا قلبًا يلوذُ به خَليّا
فيخشانا اتحادًا وانفصالًا
وغصنًا في الهوى غضًّا طرِيّا
إذا شِبنا فلا يعروه شيْبٌ
ويجري بيننا نهرًا سَرِيّا
أنا يا أنتِ وترٌ فاشفعيني
وكوني قبلتي في ركعتيّا
وفي حرّ اللقاءِ إذِ انتشَيْنا
تجاوزنا الكواكبَ والثريا
قطفنا الحبّ نجمًا إثر نجمٍ
وما فتئ الهيامُ بنا حفيّا
نهزّ بجذعِ نخلتِه وإنّا
تَخيّرنا له نخلًا صفيّا
إذا رفقًا نهزّ به إلينا
يُساقطُ حولنا رطبًا جنيّا
فيا عرسَ الوصالِ أقِم طويلًا
وكن فضلًا لصبوتِنا نجِيّا
لقد لُذنا بتهيامٍ عفيفٍ
فلا تبرح تلاقينا النقيّا
وبالرحمنِ عذْنا من هوانا
وإن كنا لَنحسبُهُ تقيّا
ففي أسفارِ صبوتِنا قرأنا
كتابَ الحبِّ طهرًا مريميّا
تمثّل لي صراطًا مستقيمًا
ووصلًا في تواجدِنا سوِيّا
سلامٌ يا هوانا كلّ حينٍ
صبيًّا في الكهولةِ أو فتِيّا
سلامٌ ديفَ وجدًا لا يضاهى
وشوقًا ضمّخَ الآفاقَ ريّا
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.