السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صباح الخيرات والطيبات والبركات.
اللهم اقبلنا في هذا الصباح المبارك وتقبل منا ووفقنا واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا حيّنا وميّتنا، ويسّر لنا السّبُلَ الدالّة عليك والمُوصلة إليك، وَاسلك بنا طريقًا تكون لنا ذخرًا ولذرّياتنا بركةً وفضلًا.. اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
اللهم ارزقنا حُسنَ البصيرة وأَبعد عنّا العجبَ بأنفسنا واجعل لنا في قلوبنا بصرًا وفي عقولنا بصرًا وجنبنا الكِبْرَ، وَإِلّا فنهلك. ولا أدري بمَ نفتدي أو ماذا عسانا نقول لملك الموت وهو يلمحُنا على غفلةٍ من النفس، ثم يدنو ويسقينا من راحتيه ما لا ينفع بعده غَوًى ولا عجبٌ ولا تلبّسٌ لرداءِ غرور، فقد أذّن مؤذنُ الكفنِ وغرغرَتِ الروحُ وبلغَتِ الحلقومَ وأهلَّ الأجلُ لوقتِهِ فاتحًا ذراعيْ تختِه. وحينها لن ينفع قربانٌ ولا فداءٌ، فقد نُسِلَتْ نعمةُ الاعتذار والاستبراء من رجع الفتون ومذلّة الإستكبار، ولن يفوزَ إلا من أتى اللهَ بقلب سليمٍ، تائبًا ثائبًا مغسولَ الثوب من الأدران والخَبَث.
فبعد أن كنتَ يا ابنَ آدمَ المطارِدَ المستعلي تتوسّم الملذاتِ ارتقاءً في جسدك الفاني، تختال متنقلًا تَغْشَاك الغفلةُ، تعوم في قبرك الهائم نهرَ الإنحدار إلى آتٍ محتومٍ لا يجدي معه استدراكٌ ولا استبطاءٌ ولا نسبُ تباهٍ ولا انتسابٌ لماضٍ شامخٍ متوَقّد، فقد أزف الرحيلُ وآلَ غرورُكَ الى سرابٍ وافتضاحٍ وزوال، وأدركتَ أنه افتئاتٌ بافتئات، فسبحان من أعزَّ وأذلَّ وسبحان من أحيا وأمات..!!
فها بك اليوم يا ابن آدم أصبحتَ المطارَدَ والطريدةَ، مُسجًّى في محرابِ المماتِ وتيهِ الأجل ما لك منه فكاك. والمُقامُ لن يطيبَ إلا بما أسلفتَه تضرعًا وخشيةً، ومهّدتَهُ تقرّبًا وخيفةً، قبل أن تعبرَ كاملَ المدى، مجتازًا إلى مستقرِّكَ الهامدِ بلا إياب، ينتظرُك عملُكَ يرقبُ بعثَكَ وَالنشور. فقد أفضيتَ الى ما قدّمتَ وأدركَكَ هادمُ اللذات، وَرحتَ من دنيا الزينةِ والزخرفِ والبهرجةِ إلى دار الفتاتِ والعظمِ الرّميمِ والرفات، وَها قد مرّ الزمانُ على الفوات، واستيْقَنْتَ أنك أُلزِمتَ التواري، فَلَسْتَ بمُستأخرٍ لحظةً ولا مسترجعٍ هنيهةً وقد عزّ طوقُ النجاة، فماذا أَعدّ جَسَدُكَ الفاني لمستودعِك الفاني بلا فناء؟!!
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.