معالي وزير الثقافة مناطق طرابلس الشعبية في عهدتكم
بقلم ليلى شحود تيشوري
(طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024) عنوان يحمل في طياته مشهديات منتظرة من قوافل الجمال بكل ألوانه المدهشة والتي تقرع أبواب الدهشة بما تختزنه هذه المدينة من طاقات هائلة في الفكر والفن والثقافة والارث العمراني والتراثي، والتي تعبر عن قوة وصلابة شعب طرابلس وقدرته على صنع الملاحم عبر التاريخ، هذا التاريخ الذي لم ينفصل عن الحاضر الزاخر بالجواهر المصقولة، والتي تمثل درة هذا الشرق الجميل حيث يتمازج التقليد بالحداثة.
ان هذا الحدث المنتظر يضعنا أمام مسؤولياتنا المعبرة عن انتمائنا للمدينة وللوطن، ان لم يكن بالانجاز فليكن بالكلمة البناءة الرامية الى المشاركة في صنع الحدث عبر اقتراحات وأفكار نضعها بتصرف قيادة هذا المهرجان الثقافي والتي ندرك بأنها تبذل قصارى جهدها في ظل التمويل الضعيف ان لم نقل المنعدم، وهنا يبرز التحدي الكبير في استنباط الافكار واجتراح الحلول لاطلاق العجلة الى الامام بما يليق بعظمة هذه المدينة.
لا بد ان اللجنة المكلفة بهذه المهمة قد وضعت في حسبانها كل مايمكن القيام به بهذه المناسبة طويلة الامد والتي تمتد لعدة شهور من الزمن، ولا بد انها أدرجت ضمن خطتها اقامة المعارض والندوات والعروض والمسابقات والانشطة المتعلقة بالثقافة والفكر والفن والحرف والتراث والسياحة، وانها لن تعتمد القاعات المغلقة فحسب رغم أهميتها كالمراكز الثقافية والسياحية والتاريخية (القلعة وخان العسكر وبرج السباع والفندقية في الميناء وغيرها) بل ستمتد ايضا الى الشوارع والساحات العامة وخصوصا في أحياء المدينة القديمة التي هي جوهر الثقافة والحضارة.
ولا بد ايضا انها ستكلل هذه الفعاليات بتكريم رموز القوة الناعمة في طرابلس نظرا لدورها في تطوير المجتمع وبناء الانسان ونشر الوعي والعلم والمعرفة.
ولا تنحصر توقعاتنا باللجنة المعنية فقط فهنالك دور للاعلام و للبلديات وللوزارات كالسياحة والداخلية والبيئة وغيرها لتوفير عناصر الامن والتنظيم والبيئة النظيفة وسهولة المسارات وتفعيل السياحة وتظهير صورة المدينة الجميلة.
ورغم كل هذه التوقعات التقليدية والبديهية المرتبطة بهذا العام الثقافي، لدينا شعور نتمنى الا يكون حقيقيا ويتجلى بامكانية وجود نقص بمفهوم العمل التكاملي والذي سنشرح تفاصيله بعد القاء نظرة الى اعلى الهرم حيث تبرز مواقف وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والتي تجسدت حضورا مميزا في مدينة طرابلس، مقرونا بمتابعة كافة مراحل الاستعداد لاطلاق وتنفيذ برنامج طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024 على كافة المستويات بما فيها لقاءات مع الجمعيات والشخصيات المعنية.
من هنا أتوجه لمعالي الوزير متمنية عليه الدفع باتجاه ضرورة مشاركة كافة المناطق الشعبية بطرابلس (وليس المدينة التاريخية فحسب) في صنع القرار، وذلك من خلال آلية تجعل من هذه المناطق شعلة من الحماس والتفاعل وان تشكل احياؤها مظاهرة ثقافية تنويرية تبث الروح في الاجساد المتعبة، وتكرس مفهوم المواطنة والانتماء والايمان بدور الشباب في صنع التغيير والتي تؤدي بالنتيجة الى التعبير عن أنفسهم والى اكتشاف مواهبهم ونشر الوعي الثقافي بالممارسة والانجاز بين صفوفهم، وليس من الصعب الوصول اليهم من خلال الجمعيات والنشطاء وفرق الكشافة والاندية الرياضية الكائنة في تلك المناطق والتي هي بدورها يفترض ان تكون شريكة بهذا الحدث.
يامعالي الوزير أرجو ان تنظروا الى اقتراحنا هذا بعين المحبة التي عهدناها بكم، وان تكونوا على يقين ان مناطق التبانة والقبة وجبل محسن والسويقة وباب الرمل والحدادين وغيرها من الاحياء يتمتع أهلها بروح عالية من الشهامة والاندفاع والعمل التطوعي، فكيف اذا كان الامر يتعلق بصورة مدينتهم الجميلة أمام العالم؟ فهل يعقل ان تقام احتفالات الاعراس، وأهل المحتفى به في غياب؟ وهل من المقبول أن يتم اقصاءهم وتهميشهم في حين أن هم جذوة الحياة في هذه المدينة وهم تاج الانسانية بنضالهم وكفاحهم النبيل من أجل البقاء؟
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.