نظمت جمعية “تيرو للفنون” و”المسرح الوطني اللبناني” ورشة عمل بعنوان: “كيفية استخدام قوة الرموز العالمية عند إعداد عرض مسرحي”، قدمتها الإسبانية آنا سينديرو ألفاريز، وذلك في مقر المسرح بطرابلس-التل.
أشارت ألفاريز خلال الورشة إلى أن “الرموز يمكن أن تكون وسيلة فعالة لإيصال رسائل عميقة ومعقدة بشكل بديهي للجمهور. والرموز العالمية هي تلك التي تمتلك دلالات ثقافية عميقة ومتجذرة في الوعي الجمعي للبشرية، ويمكن أن تعكس مفاهيم مثل الحب، الحرب، الأمل، الخيانة، والموت، وغيرها من الموضوعات المشتركة بين مختلف الثقافات”.
ولفتت ألفاريز، خلال الورشة التي استمرت يومين، إلى بعض الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الرموز العالمية في العرض المسرحي: مثل الرموز البصرية، كالألوان التي يمكن أن تحمل دلالات عاطفية قوية، مثل اللون الأحمر الذي يرمز إلى الحب أو العنف، واللون الأسود الذي قد يشير إلى الحزن أو الموت.
إضافة إلى الملابس والإكسسوارات التي قد تكون رموزًا تدل على الطبقات الاجتماعية أو الهوية الشخصية. على سبيل المثال، ارتداء زي عسكري قد يرمز إلى السلطة أو القوة، بينما الملابس البسيطة قد تدل على الفقر أو الضعف.
أما الديكور، فيمكن أن يكون مليئًا بالرموز التي تدل على المكان أو الزمان. فالشوارع المدمرة قد ترمز إلى الحرب، بينما الزهور قد تمثل الحياة أو النقاء.
أما فيما يتعلق بالرموز الصوتية، فالموسيقى المناسبة يمكن أن تعزز من الرمزية في العرض. قد تكون هناك موسيقى كلاسيكية تدل على التوتر أو الدراما، أو موسيقى تقليدية تعكس ثقافة معينة. أما الأصوات الطبيعية، مثل أصوات الرياح أو الأمطار أو الطيور، فقد تكون رموزًا تعكس حالة معينة في القصة، مثل الحزن أو الأمل.
كما تناولت الرموز الحركية، مؤكدة أن استخدام الرقص أو الحركة الجسدية يساعد في توصيل رسائل غير لفظية. فالحركة السريعة قد تشير إلى الخوف أو الهروب، بينما الحركة البطيئة قد تدل على التفكير العميق أو الألم.
وختمت ألفاريز متناولة موضوع “الإيماءات، الرموز الدرامية، الرموز الثقافية، والتفاعل مع الجمهور”، حيث أكدت أن الرموز التي تُستخدم ينبغي أن تكون قريبة من وعي الجمهور وسهلة الفهم. والتحدي يكمن في إيصال الرسالة بطريقة مبتكرة وملهمة. وإذا تم دمج الرموز العالمية بذكاء مع العناصر الأخرى مثل الشخصية، الحبكة، والإيقاع، يمكن أن تصبح هذه الرموز أدوات قوية جدًا لإيصال الرسائل العميقة في العرض المسرحي”.
يُذكر أنه خلال الورشة كانت هناك مداخلات للمشاركين، حيث عرض كل مشارك فكرة قابلة للمسرحة، وتم اقتراح رموز تعزز فكرته لإيصال رسالة واضحة للجمهور.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.