جاري التحميل الآن
×

تقرير اليونيسف: البنية التحتية للمياه في لبنان تكافح غير أنّها لا تزال تتأرجح على حافة الهاوية

تقرير اليونيسف: البنية التحتية للمياه في لبنان تكافح غير أنّها لا تزال تتأرجح على حافة الهاوية

wp-1658421649814 تقرير اليونيسف: البنية التحتية للمياه في لبنان تكافح غير أنّها لا تزال تتأرجح على حافة الهاوية
A Child drinking water from the only source in Hesbi Camp in Saida.

تقرير اليونيسف: البنية التحتية للمياه في لبنان تكافح غير أنّها لا تزال تتأرجح على حافة الهاوية

بيروت، 21 تموز/يوليو 2022 – تمكن لبنان من درء انهيار كامل في بنيته التحتية للمياه، ولكن شبكات إمدادات المياه لا تزال تتأرجح على حافة الهاوية، مما يعرض صحة الملايين من الأشخاص، ولا سيما الأطفال، للخطر.

وقالت اليونيسف في تقرير جديد بعنوان “صعوبة الحصول على المياه” إن آفاق التوصل إلى حل ستظل قاتمة بينما تستمر أزمة الطاقة، حيث أن نقص الكهرباء يجعل من المستحيل ضخ ما يكفي من المياه، وفي بعض الحالات يتسبب في توقف عمليات الضخ تماما.

وينظر التقرير في التطورات التي حدثت منذ أن حذرت اليونيسيف قبل عام من أن نظام المياه وصل إلى نقطة الانهيار.

“في حين تم تفادي الإنهيار الشامل لشبكات إمدادات المياه العامة حتى الآن، غير أنه لم يتمّ حلّ الأزمة بعد. ويتأثر حاليا ملايين الأشخاص في البلاد من محدودية توافر المياه النظيفة والآمنة. إن معالجة هذه القضية في غاية الأهمية من أجل ضمان صحّة الأطفال والعائلات في لبنان”، يقول إدوارد بيجبيدر، ممثل اليونيسف في لبنان. 

فاقم إرتفاع الأسعار العالمية للنفط بالإنهيار الإقتصادي في البلاد، وزاد الأمر سوءا تأثير جائحة كوفيد 19، مضافاً إليها تداعيات التفجيرالكارثي في مرفأ بيروت عام 2020 مما أثر بشدة على البنية التحتية الحيوية.

لم يتمكن مقدمو الخدمات في القطاع العام للمياه من ­توفير ما يكفي من المياه لزبائنهم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أزمة عدم توفر مصادر الطاقة اللازمة لضخ المياه، ولكن أيضا الى عدم قدرتهم على تحملّ تكاليف قطع الغيار والإصلاحات الضرورية وأسعار الديزل، وسط التضخم المتصاعد.  منذ بداية الأزمة، انخفضت إمدادات المياه من مؤسسات المياه الأربع انخفاضا كبيرا، الى أقل من 35 ليترا للفرد الواحد في اليوم  وهي نسبة تُعتبر الحد الأدنى للكمية المقبولة لاستهلاك الفرد من المياه.

كما وتعتمد العديد من المنازل على النقل المكلف للمياه بالصهاريج أو من قبل مقدمي الخدمات من القطاع الخاص دون أي ضمانات بشأن جودة تلك المياه.

وصل متوسط تكلفة 1000 ليتر من المياه المنقولة بالصهاريج الى 145 ألف ليرة لبنانية في نيسان/ أبريل 2022، أي بزيادة قدرها خمسون في المئة تقريبا مقارنة بشهر نيسان/ أبريل 2021، وبزيادة تعادل ستة أضعاف عما كانت عليه في العام 2019.

بالإضافة إلى ذلك، تعتمد معظم الأسر اللبنانية على المياه المعبأة لتلبية احتياجاتها من مياه الشفة، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف أفرادها بشأن جودة المياه التي تصل الى حنفيات بيوتهم. في شهر نيسان/ ابريل 2022، أصبح يتوجب على العائلات التي تعتمد على المياه المعبأة لتلبية إحتياجاتها من مياه الشفة، أن تدفع بين ثلاثة الى خمسة أضعاف ما كانت تسدده قبل عام واحد فقط. تحتاج الأسرة المكونة من خمسة أفراد، يتناولون ما مجموعه 10 ليترات يوميا من المياه المعبأة، الى إنفاق نحو 6,5 مليون ليرة سنويا – أي ما يعادل 261 دولارا أميركيا – بالإضافة الى كلفة المياه المستخدمة لتلبية إحتياجات الطهي والنظافة العامة.

وتؤثر أزمة المياه بشكلٍ حاسم وخطير على القطاع الإستشفائي في البلاد وعلى المراكز الصحية الأخرى، بالإضافة الى مياه الشفة في المدارس.

وتشكل عدم كفاية إمدادات المياه المأمونة خطرا كبيرا على الرضع وصغار الأطفال، المعرضن بشكلٍ خاص للإصابة بالأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي، وهي أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال دون سنّ الخامسة.

شددت اليونيسف على أن توفير المياه من خلال مرافق التشغيل العامة يظل الحل الأفضل والأقلّ كلفة. وأنه يجب اتخاذ خطوات فورية لحل ازمة الطاقة ودعم توفير الخدمات، في الموازاة هناك حاجة ماسة الى القيام باستثمارات كبيرة كي تستعيد شبكات المياه العامة فعاليتها.

وبينما تعمل الحكومة على إيجاد حلول للأزمة، من المهم ان تضمن قدرة كل العائلات، لا سيما الأكثر ضعفاً، على تحمّل تكاليف المياه. “إن الحصول على المياه ليس حاجة ضرورية فحسب، بل هو حق أساسي.  إن الحصول على  مياه كافية ومأمونة وبأسعار معقولة ينقذ الأرواح ويحافظ على صحة الأطفال”. يقول بيجبيدر

ضاعفت اليونيسف بشكل كبير دعمها لخدمات المياه في لبنان منذ بداية الأزمة، بما في ذلك توفير الإمدادات والإحتياجات الإستهلاكية الضرورية وتنفيذ التصليحات السريعة، للمساعدة في ضمان حصول الجميع على المياه الآمنة الصالحة للشرب.

تحتاج اليونيسف اليوم إلى 75 مليون دولار أمريكي سنويا للحفاظ على أستمرارية تشغيل الأنظمة الحيوية وتدفق المياه إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد وحماية الوصول إلى أنظمة المياه العامة وتشغيلها. 

استجابة اليونيسف فيما يتعلق بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لعاميّ 2021 و2022:

لتجنب الانهيار الكامل لمؤسسات المياه بسبب الأزمة الاقتصادية، تدعم اليونيسف خدمات المياه في لبنان منذ شهر تموز / يوليو 2020، حيث تعمل على توفير الإمدادات والإحتياجات الإستهلاكية الضرورية وتنفيذ التصليحات السريعة، للمساعدة في ضمان حصول الجميع على المياه الآمنة الصالحة للشرب.

  • أعطت اليونيسف الأهمية للمواقع الأكثر حساسية، كما ساهمت في إجراء التصليحات المطلوبة في 830 شبكة للمياه، وهذا ما أتاح توفير وصول إمدادات المياه الى ما يعادل 500,000 شخص.
  • قدمت اليونيسف الإمدادات، مثل الأنابيب والتجهيزات الرئيسية، حتى تتمكن مؤسسات المياه الأربع القائمة في البلاد من إجراء التصليحات الطفيفة على شبكات المياه.
  • عملت اليونيسف على تصليح 20 نظاما للكلور، كما وفرت 134 طنا من الكلور و50 طنا من كلوريد الحديد الثلاثي، ما اتاح معالجة نحو 260,000 متر مكعب من المياه يوميا، يستفيد منها بشكل مباشر نحو مليوني شخص.
  • تستمرّ اليونيسف في دعم مؤسسات المياه، وتغطي إحتياجات تشغيلية يومية دقيقة خاصة، بما في ذلك تجهيزات تساعد في إختبار جودة المياه وإدارتها.

حول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)

تعمل اليونيسف في لبنان منذ أكثر من 70 عامًا، وتعمل في بعض أصعب الأماكن في العالم، للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً. نعمل في أكثر من 190 بلداً وإقليماً، من أجل كل طفل، في كل مكان، لبناء عالم أفضل للجميع.

Share this content:

إرسال التعليق