برعاية النائب إيهاب مطر اقيم حفل تخريج طالبات ثانوية أندريه نحاس الرسمية للبنات في الرابطة الثقافية – طرابلس بحضور النائب ايهاب مطر ، اللواء اشرف ريفي ممثلا بالعميد مروان الايوبي، السيدة هند فتال عقيلة النائب طه ناجي، السيدة دورين عبود عقيلة النائب جميل عبود ، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفرّي، ورئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدّين، الاب ابراهيم دربلي ، مسؤولة قطاع المرأة في تيار العزم السيدة جنان مبيض ، الاستاذ مالك مولوي ، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ وهبة الدهيبي ، رئيس جمعية اراء الثقافية الاستاذ خالد الحجة ومديري ثانويات ومدارس رسمية ومخاتير الميناء، إضافة إلى وجوه سياسية واجتماعية.
بداية بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة للاستاذ كمال عجم تلاه كلمة الاستاذة ميرفت كنيفاتي تلاها كلمة الطالبة سهام سمنة ومن ثم كلمة الطالبة شيماء الغوش وقصيدة من الاستاذة ساندي عبد النور وعرض فيلم عن الخريجات من اعداد الاستاذ احمد هاجر تلاهم كلمة مديرة الثانوية الاستاذة تيريز شاهين وجاء فيها: يسعدني جدا أن أقف على مسرح صرح ثقافي عريق، أمام وجوهكم المشرقة، في هذه الأمسية الرائعة، بمناسبة عزيزة علينا جميعا، لقاؤنا اليوم يعبق بأريج الفرح والأمل، في موسم النضوج والجنى….
ها هنّ خريجات ثانوية أندرية نحاس يجتزن عتبة المرحلة الثانوية إلى عالم ما بعد المدرسة في اتجاهاته العديدة وخاصة قطاع التعليم الجامعي بمختلف اختصاصاته والذي كان بامتياز أحد المعالم الحضارية الرائدة التي ميزت بلدنا في محيطه وحتى في العالم الأبعد……
رغم كل الصعوبات والأزمات الإقتصادية والنكبات التي عصفت بنا خلال السنوات الماضية، إلاّ أننا لا نرضى أن نكون إلاّ طائر فينيق، ينتفض من بين الرماد ويجدد ريشه وينطلق إلى الحياة.، لإن إرادة الحياة تبقى هي الأقوى…..
أيها السادة، الصعوبات ستبقى والأزمات ستزيد لذا أتوجه إليك أيتها التلميذة الخريجة وأنت تتهيئين للعبور إلى هذا العالم الجديد وأقول:
ثقي بنفسك لأن الثقة بالنفس مفتاح كلّ خطوة مقدامة يقوم بها الإنسان إلى أي هدف يسعى إليه
حددي لنفسك هدفاً معقولاً وواقعياً ينسجم مع ميولك وقدراتك وجاهدي بكلّ ما أوتيت من قوة من أجل الوصول إليه
حافظي على قبس من أمل، مهما كان ضئيلا لأنه من دون أمل لا قدرة على الاستمرار ولا على عبور هذه الغياهب التي تحيط بك….
إحتكمي إلى العقل فهو عينك التي ترى الصواب
آمني بالمعرفة فهي معينّ لإثراء ذاتك وسبيل لتحررك من عبودية الجهل
حافظي على أخلاقك وكرامتك لأنهما لازمتان لإنتزاع إحترام الآخرين لك
فيا أيها الأهل الكرام، هنيئاً لكم، لقد زرعتم فحصدتم، إنها فرحة العمر أدامها الله عليكم……
أيها السادة، إن أنسى، لن أنسى ما قدمته الأيادي البيضاء الخيّرة في مدينتنا وهي التي أحبت ثانويتنا ومدت لها يد العون في مختلف الاحتياجات…
فإنني أنوّه بعطايا كلّ من
دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي قدّم لنا خدمات كثيرة أهمها المولد الكهربائي الذي ننعم به اليوم في أيام الظلمة التي نعيشها بسبب انقطاع الكهرباء
إلى سعادة اللواء أشرف ريفي الذي واكب عملية الحفاظ على مبنى الثانوية خلال أزمتها
إلى الأستاذ رامز الفري الذي استضافنا وجمعنا في ربوع الثقافة، هذا الصرح العظيم
إلى كافة الجمعيات الخيرية التي ساهمت في تسجيل تلميذاتنا، من جمعية سنابل النور ،جمعية والإرشاد والإصلاح، وجمعية ورد وجمعية المسلمين حول العالم، وكافة المبادرات الفردية، وصولا إلى راعي احتفالنا هذا، سعادة الدكتور إيهاب مطر، الذي أدخل الفرحة إلى قلوب خريجاتنا وأتاح لنا القيام بهذا الحفل الجميل الذي يرصد له قانون الإنفاق في موازنتنا مليون ليرة لبنانية فقط….
تلميذاتنا العزيزات، مبارك لكنّ تخ رجكن ولتكن محطة انطلاق إلى نجاحات أخرى تتألقن فيها…….
دمتم دامت ثانويتنا رائدة ومنارة للعلم والتربية ، ودام لبنان
ومن ثم القى النائب مطر كلمة شكر فيها الكادر التعليمي وجهود الطلاب عمومًا لا سيما في المدارس الرسمية، وقال: “أنتجتنّ، اجتهدتنّ فنجحتنّ، وإنْ شاء الله ستُحققن نجاحًا في الامتحانات الرسمية، إنّ فرحتنا اليوم كبيرة ونابعة من القلب، لكن أحبّ أن أقول أنّ رحلة الألف ميل بدأت من الآن، كذلك رحلة طموحكن ومستقبلكن أيضًا”.
ووصف مطر الوضع اليوم بأنّه يُشبه مرحلة “الوقوف على الأطلال”، أيّ أطلال التعليم كما كلّ شيء في هذه البلاد، سياسيًا، اقتصاديًا، ماليًا وصحيًا، وقال: “كلّ المجالات باتت مدمّرة للأسف، إذْ لم يعد لبنان مستشفى العرب، ولم يعد لبنان جامعة العرب، ولم يعد لبنان صوت وصورة العرب، تغيّرت أحوالنا كثيرًا في السنوات الماضية، بالتأكيد مع وباء كورونا الذي فرض شللًا تامّا وفرض التعليم عن بعد، وهو ما أنتج تداعيات سلبية على الجميع وأوصلنا إلى أسوأ أزمة عرفناها في التعليم على مدى القرن الماضي بحسب البنك الدّولي، هذا في العالم أجمع، أمّا في لبنان فكان نعاني أيضا من أزمة مختلفة أو مضافة، نقدية واقتصادية، ترافقت مع انتفاضة شعبية بـ 17 تشرين لتتدهور كلّ الأوضاع في كلّ مرّة، حتى بات المواطن يركض ليُؤمّن لقمة عيشه وتأمين حبّة الدواء وصرنا أمام فضيحة كما بتنا فرجة أمام العالم بالطوابير أمام الأفران، محطات البنزين والصيدليات”.
وتوجّه مطر إلى الأساتذة شاكرًا إياهم على تضحياتهم وتعبهم خلال السنوات الماضية، قائلًا: “إلى الأساتذة الذين يعانون من تهميش وذلّ، أنا أشعر بكم، فالدّولة نائمة ومقصّرة، وتنسى أنّ راتبكم الشهري لا يكفي ليوم واحد، لكن أنتم أقوى من الدّولة، وندرك أنّكم تموتون يوميًا ألف مرة لكنّكم كنتم وما زلتم صامدون لبناء الأجيال وتعليمها، ورسالتكم لا أحد يُقدّرها وهي لا تقدر بثمن، فأنتم تنقشون بالحجر.
وعن الطلّاب، اعتبر مطر أنّهم مظلومون أيضًا، حيث قال: “إلى الخريجات اللواتي لاحقهنّ غبنًا وظلمًا مع الإضرابات المحقّة، لقد كنتن كبش محرقة للأسف وضحايا لفعل ضياع الأعوام الدراسية السابقة، لكن بإرادتكن وإرادة الأساتذة الذين يعملون باللحم الحيّ، أنهيتن جميعكن هذا العام بنجاح”.
وختم مطر قائلًا: “أيها الحضور، على الرّغم من كلّ الخيبات لا بدّ من بصيص أمل، ولا بدّ من الإصرار على أنّ العلم يبقى نورًا يهدي المجتمع للتقدّم والرقيّ، ويبقى سلاحًا بين أيدينا لنخترق الحواجز الاجتماعية ونحقّق طموحاتنا، أمّا طموحنا فيكمن في أهمّية الحدّ من التدهور الطارئ في كلّ المؤسسات بالدولة الصغيرة منها والكبيرة، أيّ من المدرسة إلى الجامعة أيضًا، وهنا تكمن المهمّة القائمة على ضرورة إيقاف النزيف الذي يُهدّد وجود المدارس الرسمية، ما يعني أنّ القصة أصبحت بين خيارين إمّا الحياة أو الموت بالفعل، لذلك أنتنّ المستقبل في هذه الأيّام صعبة التي قد تتغيّر أو تتحسّن بالإرادة التي يلزمها علم لتُصبح أداة تُؤدّي إلى التغيير الحقيقي”، متمنيًا النجاح للجميع وتحصيل الطلاب والطالبات أفضل المراكز بتفوّق.
واختتم الحفل بتقديم المديرة شاهين درعًا تكريميًا للنائب مطر الذي قدّم بدوره درعًا تكريميًا للكادر التعليمي باسم مجموعة الـ IMD، كما تمّ تسليم شهادات للخريجات وتقطيع قالب حلوى والتقاط صور تذكارية للمناسبة.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.