يا شهيدًا 🇵🇸
عصبةَ الإيمانِ هيّا ولتَجِدّوا
دينُنا بذلٌ وإصرارٌ وجِدُّ
أنتُمُ الأبطالُ أحفادُ الأُلى
ولكم في الآلِ والأصحابِ جَدُّ
وقُرَيْشٌ هٰهنا أظلالُها
واليَمانُونَ إذِ الأنصارُ أَزْدُ
لم يزل حمزةُ فينا حاضرًا
وعليٌّ وابنُ عبّاسٍ وسعدُ
عاشتِ القدسُ وتحيا حرةً
أبدَ الدهرِ وما بعدُ وبعدُ
فرطَ سحرٍ وبهاءٍ خلتُها
خُلِقَتْ حُسْنًا كما كانت تَوَدُّ
كم من الأقداسِ آخَتْ بالرضى
ذا كنيسٌ ذاك أقصى ذاك مهدُ
أيُّ تاريخٍ متى كانت لنا..!!
أينَ حادٍ يعزفُ الذكرى ويحدو!!
كيف بالإسلامِ كانت ملتقى
لجميعٍ، فجميعُ الناسِ فردُ
هو ماضٍ خافقٌ في نبضنا
كلّما لاحَتْ طلولٌ جدّ وجدُ
هو ماضٍ حاضرٌ لا ينقضي
هو آتٍ ما دها الأزمانَ مَدُّ
إنّهُ فضلٌ حوَتهُ قدسُنا
ليس يحصيهِ وربِّ القدس جَرْدُ
وإذا ما شئتَ إحصاءَ الْغِنى
سوف يُعيِيكَ بهِ حصرٌ وعدُّ
وأتاها الهودُ هدّوا ما بنَتْ
في فجورٍ خانهُ عقلٌ ورشدُ
كان عيشًا راغدًا ثم انتهى
حالما أُنجِزَ ما كُنِّيَ “وعدُ”
وعدُ سرّاقٍ لسرّاقٍ قُضِيْ
وجَزا اللصّيْنِ للكفّينِ قَدُّ
أبسطُ الأحكامِ بترٌ فيهما
وعسى يصحبُ هذا البترَ جَلْدُ
فمتى يا عدلُ تُفتي بالقضا
ومتى يوثِقُ مَنْ أجرمَ قَيْدُ
صرّح العدلُ برأيٍ قاطعٍ
لم يكن ظلمًا لوَ انّ الحكمَ وأدُ
غايةُ القانونِ عدلٌ ساطعٌ
يُخجِلُ الشمسَ فيُخلي الصّبحَ رأدُ
هجّرونا من ديارِ جدودِنا
ألِكَيْ يعطوهُمُ القدسَ ويُهدوا
أفلسطينُ لهم مِلْكٌ تُرى
لا وحاشا، ملكُنا والآيُ عَقْدُ
كان إبراهيمُ عبدًا طائِعًا
وابنُهُ المختارُ للرحمنِ عبدُ
شاء ربُّ الكونِ تُعطى أحمدًا
ولكَ اللهم ملءَ الكونِ حمدُ
إرثُ إبراهيمَ حقُّ المصطفى
آيةٌ مِنْ كلِّ برهانٍ أشَدُّ
سُلِّمتْ جَورًا بكيدٍ سافرٍ
ليَهُودٍ هم لنا خصمٌ وضدُّ؟!!
بينما أقرانُنا أسرى الكرى
لم يراوِد جفنَهم ويْحَاهُ سهدُ
عبَثًا صاح الفِدا في سمعِهم
كان وِقرًا أعرَضُوا عنهُ وعَدّوا
كيف نرجو أن يُضحّوا بدَمٍ
حينما بالسّمعِ ما ضحّوا وفدّوا
أبشعُ الصّفْحاتِ في تاريخِنا
فعساها صفحةً تُطوى وتعدو
ملأوا التاريخ زورًا وفرى
لو أردنا سردَهُ لامتدّ سردُ
أبهَموهُ ثمّ سدّوا بابَهُ
أوصَدوا التاريخَ واستحكم وصدُ
أقفلوه أترجُوا مزلاجَهُ
إنْ أقلْ ما قلتُ لن يوفِيَ نقدُ
يسرحُ الإجرامُ في جيناتِهم
ومدى الأنفاسِ طغيانٌ وحقدُ
هم وإبليسُ أساطينُ الغوى
ليس تحليلًا وما للرأيِ يبدو
أسرفوا قتلًا، وفُجرًا جاهَروا
أنّ قتلَ الناسِ عن عزمٍ، وعمدُ
أترى إبليسُ من أجنادِهم
أم تُرى الهودُ لدى إبليسَ جندُ
لا أرى فرقًا إذِ الفرقُ انتفى
حين إبليسُ وهُم لا ريْبَ فردُ
إنّما إبليسُ مرآةٌ لهم
وهُمُ مرآةُ إبليسَ ورِئْدُ (1)
صار حقًّا لازمًا يا أمّتي
عن ديارِ القدسِ والأكنافِ ذَوْدُ
شقّها غيظًا سلامٌ جائرٌ
فاق حدّ السيفِ فتكًا إذ يَقُدُّ
فانبَرتْ للهِ تشكو في أسى
من ذويها لدَدًا فيهِ ألدُّوا
أتُرى الأرحامُ قُرباهم سدى
أشتهي كفّ الرضى منهم تُمَدُّ
كم تأذّتْ من نفورٍ وجَفا
وفِعالٍ آهِ منها شُقّ كَبْدُ
هالَها كيف توَلَّوا خصمَها
حين ما نالتهُ إحجامٌ وصدُّ
إنّكم أَثخنتموني بالدِّما
وكأنّ الطبَّ للشّريانِ فَصدُ
أوَمِنْ ناسي جواسيسٌ لهم
ألِكَيْ يسهلَ للأبطالِ رصدُ؟!!
هكذا أُصطِيدَ إخوانٌ لكم
وتسَنّى إثْرَ فُحشِ الرصدِ صَيدُ
أوَمِنْ أهلي عيونٌ لِلعدا؟!!
فعسى بالفقإ إنصافًا تُحَدّ
ليت تَعمى كلُّ عينٍ رصَدَتْ
غَرّها كسبٌ ودولارٌ ونقدُ
إنه مالٌ حرامٌ منتنٌ
واستوى في وزرِهِ ظرفٌ وطردُ
واستوى قِرشٌ وكنزٌ جُنحةً
خائنٌ مَن يَستَحِلُّ الفِلْسَ وغدُ
إنه رجسٌ وقولًا واحدًا
زادَ أو قلّ فما في الرجسِ زُهدُ
ورجاءً فهّموني لُغْزَكم
فبِكُم تهتُ: ذَوُو قربى وَلُدُّ
إذ أبَيْتم في فلسطينَ الفِدا
وكَرِهتم عن حِماها أن تردّوا
أم توَدّونَ عَداها، ويحَكم
أسِواها كان أحرى أن تَوَدّوا؟!!
أم تُوالون عِداها، ويلَكم
مَنْ حرِيٌّ مثلُها في أن تُفَدُّوا؟!!
إنها القدسُ تنادي فانهضوا
واطردوا العادينَ منها ولتصُدّوا
لا تُضِيعوا الوقتَ تَنقيبًا سُدى
هم يهودٌ أشكِنازٌ وسَفَرْدُ
وسواءٌ في خصامٍ وقِلى
وكفانا فيهِمُ أخذٌ وردُّ (1)
وعدوٌّ كلُّهم إن ذا وذا
وعدوٌّ من يُواليهم ألدُّ
هَا صلاحُ الدينِ يحدو ركبَكم
طالما الركبُ إلى القدسِ يُشدُّ
إنما حطّينٌ درسٌ ماثِلٌ
فاقرؤوا في درسِها نبضَ: أعِدّوا
أَقرِنوا الزحفَ سلاحًا وتقى
وأَرُوا الأعداءَ منكم ما يهدُّ
وفداها الموتُ يُرجى في الدُّعا
وبتُربِ القدسِ كم يُسْأَلُ لَحدُ
يا أهَيل الحقِّ هودوا للهدى
وعسى للحقِّ يا أحبابُ هَوْدُ
واتركوا للصّلحِ لولا شعرةً
بعضُنا يُرخي متى بعضٌ يشدُّ
كنتمُ النورَ تشِعّون ضِيَا
يُرشدُ التائهَ ما أغطشَ قصدُ
كيف تهتُمْ عن سبيلي بَيِّنُوا
وإلى حِضنيْ أهَلْ في البالِ عَوْدُ؟!!
في سبيلِ القدسِ رُصّوا صفّكم
أيُّ شيءٍ غيرُ رصِّ الصّفِّ رَدُّ (2)
واسطُروا في الدهرِ أبهى صفحةٍ
حِبرُها التحريرُ والتحريرُ مجدُ
واكتبوا التاريخَ فرقانَ عُلا
ليس يَبلى أبدًا ما كان ردُّ (3)
أعلنوها وَحدةً لألاءةً
ويقينًا ليس كالوَحدةِ أيدُ
إنّ لمّ الشملِ يمحو ضعفَنا
فإذا الواهنُ كالآسادِ يغدو
وإذا الواهمُ يسلو وهمَهُ
وضعيفُ الحالِ في الهيجاءِ وَردُ (4)
إنني القدسُ أنا الحبُّ أنا
أم غوَيْتُم والهوى ليلى وهندُ
كيف جلتُ الطرفَ ألقاكم هُنا
هٰهُنا شيخٌ، هنا طفلٌ وخَوْدُ
ما أحَيلاكم أتيتُمُ كلُّكم
وغزا الساحاتِ أشياخٌ ومُلْدُ
ولكم أعلنتُ حبّيْ مطلقًا
ما لكم في القلبِ يا أحبابُ ندُّ
قسمًا ودّي الذي أصفيتُكم
فوق وُسْعِ الودِّ، فوق الودِّ ودُّ
آنَ مِن أرضيْ أيا هودُ ارتحالٌ
آنَ من قُدسيْ أيا أعداءُ طردُ
سوف نُقصيكم قريبًا فاعلموا
أنْ عليها بعده يحرمُ وِردُ
ويقينًا أيُّ عدوانٍ لكم
لا بضِعفٍ بل بألفٍ سيُرَدُّ
كلُّ مِركاڤا ستَصلى بطشَنا
نحن بارودٌ علينا النارُ بَردُ
فاسمعونا وأصيخُوا سمعَكم
في لظانا روحُكُم للنارِ وقدُ
ولقد آنَ أوانٌ للِوَفا
وذمامُ القدسِ في الأعناقِ عهدُ
وجزاءً بوركَتْ أكنافُها
وهْو فضلُ اللهِ إنعامٌ ورَفدُ
روحُنا ظمأى إلى استردادِها
وبإذنِ اللهِ تُروى وتُرَدُّ
يا رجالَ اللهِ يا حتفَ الردى
بِحَماسٍ باشِروا الفتحَ استعِدّوا
أقدسُ الأكفانِ طُرًّا علَمٌ
لِشَهيدٍ ليس كالأعلامِ بُرْدُ
فيهِ يلتفُّ قريرًا فرِحًا
وفخورًا في شموخٍ لا يُحَدُّ
مطمئنًا حين يغفو وادعًا
كعروسٍ حولَهُ الأملاكُ تشدو
وبَدا لي فرط زهوٍ غامرٍ
يشتهي من أهلِهِ ألّا يحِدّوا
طبتَ حيًّا طبتَ ميتًا لم تمُتْ
يا شهيدًا رحتَ دارَ الخُلدِ تحدو
تقتَ لِلفردوسِ تقفو دربها
فهْي من ذي العرشِ إكرامٌ ووعدُ
في جوارِ الله تحيا مُسْعَدًا
في رياضٍ مشرعاتٍ لا تُسَدُّ
فزتَ واللهِ وحقّقْتَ الرّجا
جنةُ الفردوسِ فيها طاب خلدُ
(1) أخذٌ وردُّ: جدال مستفيض
(2) ردُّ: مرفوض ومردود
(3) ردُّ: تكرار في قراءته وتقليب صفحاته
(4) وردُ: أسد
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.