
مقطع من مرثيّة: أمّي!
بابُ الرضى!
باسمٌ، نعتٌ كِذابُ
فاغفري لي يا ربابُ
إن تشظيتُ سرابًا
فالأمانِيُّ سرابُ
أو تناثرتُ هباءً
كلّما طالَ الغيابُ
فالمدى ما زال طفلًا
هل له منكِ عتابُ..؟!
هل له إن عادَ يحبو
فرصةٌ أخرى تُجابُ..؟!
أوَمِن نقصانِ بِرٍّ
ساور الروحَ عذابُ؟!
وجزاءً لعقوقي
حقّ في شأني عقابُ؟!
غادر التغريدُ عمري
كلُّ ما حولي نعابُ
كيف لا ينعبُ قلبي
حينما خفقي اكترابُ
وعصافيرُ شجوني
قادها عزفًا غرابُ
كُتِب البَيْنُ علينا
ولنا كلٌّ كتابُ
فاسألوا قلبي يجِبْكم
كم من الأحبابِ غابوا
وعلى العَودِ رتاجٌ
سُكّ واستعصى الإيابُ
أترعوا بالحبِّ عمري
ذوّبوا الحبّ وذابوا
شابتِ الأفراحُ أمي
ما سوى الهمِّ شبابُ
كيف لي تكفير ذنبي
هل إلى البرِّ مآبُ
وغدًا ألقى حسابي
هالني ذاك الحسابُ
أتُرى بارتْ صحافي
وخلا منها الثوابُ
أسألُ اللهَ رضاهُ
ورضى أمي الجوابُ
ولعَمري فرضاها
لرضى الرحمنِ بابُ
فعسى ترضى فيرضى
وعسى يجدي متابُ
هكذا حالي شرودٌ
وذهولٌ وارتيابُ
وإلى مولايَ بَثّي
حين أشكو لا يُعابُ
لم تزلْ تسألُ روحي
كيف يكسوها احتسابُ
حينما عقّتْ أناةٌ
وغشا الصبرَ اضطرابُ
غالها وعدُ رحيلٍ
وتولّاها اغترابُ
صِحتُ يا حقُّ أغِثني
حبّذا اليوم الذهابُ
ردّني طينًا ترابًا
فأنا طينٌ ترابُ
وإلى لقياكِ أمي
ها لقد شُدّت ركابُ
باسمٌ والوعدُ دَيْنٌ
إنّهُ آتٍ ربابُ
باسم أحمد قبيطر – إسبانيا