نعى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص.
وقال حديد في بيان النعي: لقد خسر لبنان والأمة العربية، وخسر التيار الوطني العروبي المستقل وفي القلب منه المؤتمر الشعبي اللبناني، رجلاً كبيراً من رجالات لبنان الكبار، ومسؤولاً من خيرة مسؤولي الدولة، ضمير لبنان الرئيس الدكتور سليم الحص رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
لقد كان الرئيس الحص مثالاً يحتذى في إدارة الحكم، ونموذجاً لرجل الدولة بكل مواصفات الوطنية والمناقبية والاخلاق والعفة والنزاهة والاخلاص، لم يتلوث بفساد، ولم يرضخ لهيمنة او وصاية، ولم ينحنِ أمام كل المغريات او التهديدات، ولم يطلب شيئاً لنفسه منذ دخل إلى مناصب السلطة وزيرا او نائباً او رئيس حكومة، وكان يرفع دائما شعاره القدوة لكل الناس، بأن المسؤول يسقط عندما يطلب شيئاً لنفسه.
وكان الرئيس الحص رحمه الله، عروبياً مؤمناً، مدافعاً لا يلين عن وحدة لبنان وعروبته واستقلاله، مواجهاً لكل مشاريع التقسيم والفيدرالية، ومعادياً بقوة للصهيونية والاستعمار، وداعماً قوياً للمقاومة اللبنانية الفلسطينية ولكل قضية حق عربية وعالمية، ويكفه فخراً في سيرته حياته انه كان رئيس الحكومة عندما حررت المقاومة واللبنانيون بلدهم من الاحتلال الصهيوني عام 2000، وبقي طيلة حياته يحمل قضية استكمل تحرير ما تبقى من أراض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
لقد جمعت الرئيس سليم الحص علاقة متينة مع المؤتمر الشعبي اللبناني، وبخاصة مع فقيدنا الكبير الاخ كمال شاتيلا رحمه الله، ولن ننسى الدور الهام الذي لعبه الرئيس الحص في وضع حد للمنفى القسري الذي تعرض له الاخ كمال شاتيلا طيلة ستة عشر عاماً، والحرص على تأمين عودته الكريمة إلى أرض الوطن في أيلول 2000.. بمثل ما نقدر عالياً حرص الرئيس الحص، عبر منبر الوحدة الوطنية وندوة العمل الوطني، على المشاركة في نشاطاتنا ومؤتمراتنا وبخاصة مؤتمر بيروت للعروبيين…وكانت مواقفنا شبه موحدة من مختلف القضايا المطروحة.
رحم الله ضمير لبنان الرئيس الدكتور سليم الحص واسكنه فسيح جنانه، وتعازينا الحارة لعائلته ولكل اللبنانيين وابناء بيروت الشرفاء، والتعازي لاخواننا الكرام في ندوة العمل الوطني ومنبر الوحدة الوطنية ولكل الوطنيين العروبيين… ولسوف يبقى نهج الرئيس الحص محفوراً في وجداننا وفي تاريخ لبنان الأبيض.
بيروت في 25 آب 2024
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.