بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيل العلامة الشيخ فيصل مولوي رحمه الله، وضمن فعاليات معرض الكتاب ٤٩، نظمت مؤسسة فيصل مولوي الإنسانية والجماعة الإسلامية في الشمال ندوة بعنوان: “الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال”، وذلك في مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس.
حضر اللقاء، عبد الرزاق القرحاني ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الشيخ فراس بلوط ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، امين عام الجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمد طقوش، الوزير السابق بشارة مرهج، رئيس مجلس إدارة مؤسسة العلامة فيصل مولوي الإنسانية مالك مولوي، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، والنواب: ايهاب مطر، جميل عبود والنائب السابق اسعد هرموش وحشد من أبناء المدينة.
وألقيت بالمناسبة كلمات شددت على مزايا الراحل الكبير، ودعت إلى إعادة العمل بالمدرسة الفكرية التي أرساها.
مولوي
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة العلامة فيصل مولوي، مالك مولوي: “نحن المجتمع المدني والثوري في طرابلس لا نريد علمانية شمولية ولا نقبل بطمس الهوية، فالوسطية ليست معنى مجردًا بل سلوكًا ومعاملة ومنهجًا فكريًا.
نجتهد لتطبيق ما تعلمناه في مدرستك من فقه الواقع وفقه التوازن وفقه الأولويات، ولن نقبل أن تفرض علينا أجندات خارجية لا تشبهنا بل نريد الهوية اللبنانية الجامعة التي تحفظ البيوت اللبنانية وتحترم الهويات الدينية.
أضاف مولوي: سنحافظ على المجتمع المدني والتغييري ونحميه من الأجندات والسفارات والوصايات، فنحن تغيريون تجديديون مناضلون نريد التغيير وأن نغير لكننا لا نتبنى خطاب كل نواب التغيير.
نفتخر أن نكون في خندق الثورة والنضال والمعارضة وهذه ساحتنا الطبيعية، الانحياز للناس ولخيارات الشعوب المستضعفة، كما نفتخر بأننا واجهنا ولا نزال نواجه الاوليغارشية التي تتحكم بمفاصل البلاد ومصير العباد.
وختم، نعيش اليوم في أجواء دوغمائية في الدولة العميقة وهذا مخالف لوصايا نبينا محمد (ص) الذي قال لا تكونوا “إمعة”.
مرهج
بدوره، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية بشارة مرهج، تحدث عن مآثر الراحل رحمه الله وخاص خلال ترأسه مؤسسة القدس العربية والدولية حيث بذل الراحل جهودا استثنائية لرعاية شؤونها وانجاحها بالتعاون مع كل الاطراف المشاركة.”
وأضاف مرهج، “كانت القضية الفلسطينية تشكل تحديا كبيرا لكل مؤمن كما تشكل مدخلا إلزاميا لتحرر عالمنا العربي من التخلف وهيمنة القوى الاستعمارية التي توحد قواها وحرابها مع الاحتلال الصهيوني كلما شعر هذا الاحتلال بالضعف أو دنو الأجل.”
وتابع الوزير مرهج، “عندما انتخبنا الشيخ فيصل بالإجماع رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة القدس رأيناه طليعيا متواضعا يعمل كخلية نحل لمصلحة المؤسسة تحقيقا لاهدافها النبيلة، وهو الذي لم يتردد في تبني فكرة المقاومة وبناء مؤسساتها عندما تصدى مع اخوته وابناء شعبه الابرار للغزوة الصهيونية على لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية صيف عام ١٩٨٢ الذي شهد اطول حرب عربية اسرائيلية دامت مئة يوم وانتهت باندحار العدو وانتقامه الرهيب مع أعوانه من أهالي صبرا وشاتيلا العزل الذين نحيي ذكراهم اليوم ايضا.”
وختم مرهج كلمته، “انه مهما حاولنا القاء الضوء على شخصية راحلنا الكبير فلن نحيط بكل جوانبها وبكل مآثرها. لكننا على ثقة بأن روحه الوفية الصادقة تخاطبنا اليوم وتدعونا لرفع الصوت عاليا ومواجهة العدوان الذي تشنه الجيوش الاسرائيلية على اهلنا في غزة.”
طقوش
رأى الأمين العام للجماعة الإسلامية محمد طقوش، أن “الشيخ فيصل مولوي، نظّر وأصّل للعيش المشترك في لبنان على قاعدة التعاون في المشتركات الدينية والحضارية والانسانية لأنها صمام أمان، وأضاف: نحن ما زلنا أوفياء لهذا الخط والمنهج”.
وأكّد على “أنّنا نفهم الوسطية التي هي عنوان لقائنا اليوم حيث نقدّم الاسلام منهجاً موصولاً ومرتبطاً بالواقع مشروحاً بلغة العصر منفتحاً على الاجتهاد والتجديد لا على الجمود والتقليد، مستلهماً للماضي معايشاً للحاضر مستشرفاً للمستقبل”.
اكتشاف المزيد من 10 لبنـــان
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.