مَجَاٰهِلِيْ

أُسَاٰئِلُ رُوْحِيْ مَنْ يَعِيْشُ بِدَاٰخِلِيْ
يَصُوْلُ عَلَىٰ أَمْنِيْ بِكَيْدٍ مُفَلِّلِ

وَمِنْ فَرْطِ مَاٰ غُمَّتْ عَلَيَّ وَأَغْلَقَتْ
تَفَاٰصِيْلُ تَرْجِيْعِ الذُّهُولِ الْمُصَلْصِلِ

أَقَمْتُ عَلَىٰ أَطرَاٰفِ عُمْرِيْ حَوَاٰئِطًا
وَشَيَّدتُ جُدْرَاٰنًا عَلَتْ سُوْرَ مِجْدَلِ

عَسَاٰهَاٰ تَقِيْنِيْ مِنْ غُيُوْبٍ تَرَاٰكَمَتْ
فَقَرَّرْتُ عَيْشًا طَيَّ ذَاٰتِيْ وَأَخْتَلِيْ

أَعُوْدُ إِلَيْهَاٰ أَطْمَئِنُّ إِذَاٰ وَعَتْ
مَقَاٰلِيْدَ مَقْدُوْرٍ بِأَمْرِيْ مُوَكَّلِ

وَلَوْ جَرَّبَ الْأَقْرَاٰنُ خَوْضَ مَجَاٰهِلِيْ
لَنَاٰحُوا كَمَاٰ ثَكْلَىٰ عَلَىٰ نَعْشِ مُثْكَلِ

أَجَزْتُ سُؤَاٰلَ الْعَاٰرِفِينَ وَسِيْلَةً
لِأَفْهَمَ مَاٰ يَجْرِيْ وَلَمْ أَتَأَوَّلِ

وَلَاٰ زِلْتُ أَسْعَىٰ فِيْ سَبِيْلِ إِجَاٰبَةٍ
تَكُوْنُ شِفَاٰءً مِنْ جُثَاٰمٍ مُزَلْزِلِ

يَسِيْلُ بِشِرْيَاٰنِيْ بِغَيْرِ هَوَاٰدَةٍ
وَلَمْ يَهْدَإِ الطُّوْفَاٰنُ أَوْ يَتَرَسَّلِ

فَهِمْتُ، فَذَا الطُّغْيَاٰنُ أَحْكَمَ سَيْلَهُ
بِشِرْيَاٰنِ مَنْ وَلَّىٰ وَشِرْيَاٰنِ مَنْ يَلِيْ

وَوَاٰجَهْتُ لَأْوَاٰءَ النَّوَىٰ بِتَصَبُّرٍ
وَإِنْ لَمْ يُعِنْكَ الصَّبْرُ جِدُّكَ يَهْزُلِ

وَمَاٰ زِلْتُ أَرْسُوْ فِيْ مَرَاٰفِئِ وَحْشَتِيْ
أُحَاٰوِرُ رُوحِيْ فِي سِجَاٰلٍ مُطَوَّلِ

أَجَاٰبَتْ وَأَعْيَاٰنِي الْجَوَاٰبُ وَمَاٰ حَوَىٰ
مِنَ الْبَثِّ عَنْ كَيْدٍ يُصِيبُ بِمَقْتَلِ

وَقاٰلَتْ هُوَ الْخَنَّاٰسُ حَاٰذِرْ خِدَاٰعَهُ
يُغِيْرُ دَؤُوْبًا مَاٰ شَكَاٰ مِنْ تَمَلُّلِ

رَجِيْمٌ مَرِيْدٌ لَمْ يُبَدِّلْ خِصَاٰلَهُ
كَذٰلِكَ فِيْ آتِي الزَّمَاٰنِ وَأَوَّلِ

تَرَسَّخَ طَبَّاٰخًا ضَنِيْنًا بِطَهْيِهِ
يُعِدُّ لِنِحْلَاٰتٍ بِكَيْدٍ مُجَدْوَلِ

وَفِيْ طَبْخِهِ سِرٌّ يُوَاٰرِيْ مُرَاٰدَهُ
وَيَحْجُبُهُ عَنْ ذَاٰئِقٍ مُتَعَقِّلِ

بِهِ مِنْ دَفِيْنِ الرِّجْسِ سِحْرٌ مُدَلِّهٌ
يَحَاٰرُ بِهِ عَقْلٌ وَإِبْصَاٰرُ مُجْتَلِ

وَيَعْيَاٰ بِهِ إِذْ كَيْفَ يَسْبُرُ غَوْرَهُ
مَتَىٰ مَاٰ تَخَفَّىٰ تَحْتَ نَفْثٍ مُعَطِّلِ

يُعِدُّ طَعَاٰمًا مُتْرَعًا بِدَهَاٰئِهِ
يُطَيِّبُهُ فِيْ ذَرِّ هَاٰلٍ وَفُلْفُلِ

أَنِيْقٌ بِدَسِّ السُّمِّ يُحسِنُ نَقْعَهُ
حَذَاٰرِ أَيَاٰ نَفْسِي اشْتِهَاٰءً لِتَأْكُلِيْ

وَغَذِّيْ خَوَاٰءَ الرُّوْحِ مَا اسْطَعْتِ بِالتُّقَىٰ
خِلَاٰفًا لِصَيَّاٰدِ الشُّهَىٰ الْمُتَبَذِّلِ

وَقَهْرًا لِمَنْهُوْمٍ وَشَهْوَةِ جَاٰئِعٍ
وَلَهْفَةِ رَذْلٍ لِلْغَوَىٰ مُتَسَوِّلِ

وَلَوْ جُعْتِ يَوْمًا وَاكْتَوَيْتِ مِنَ الطَّوَىٰ
فَمَاٰذَاٰ يُفِيْدُ الرُّوْحَ شُرْبِيْ وَمَأْكَلِيْ

ذَرَفْتِ دُمُوْعًا كَمْ يَعِزُّ هُطُوْلُهَاٰ
هَمَتْ بِانْسِجَاٰمٍ فَاٰقَ أَغْزَرَ جَدْوَلِ

كَفَىٰ نَبْكِ مِنْ ذِكْرَىٰ طُلُوْلٍ وَصَبْوةٍ
كَفَاٰكِ انْسِكَاٰبُ الدَّمعِ لَاٰ لَاٰ تُوَلْوِلِيْ

وَعُوْدِيْ إِلَى اللهِ الْعَظِيْمِ وَأَيْقِنِيْ
بِأَنْ لَيْسَ إِلَّا اللهُ يُنْجِيْكِ فَامْثُلِيْ

لِرَبٍّ جَلِيْلٍ لَاٰ تَنِيْ فِيْ عِبَاٰدَةٍ
بِإِيْمَاٰنِ قَلْبٍ لِلنَّوَىٰ مُتَحَمِّلِ

وَثُوْرِيْ عَلَى الْبَاٰغِيْ فَيَجْثُوَ صَاٰغِرًا
وَهُبِّيْ بِعَدْوٍ مُقْبِلٍ غَيْرِ مُجْفِلِ

سَيَخْزَىٰ وَلَنْ يَقْوَىٰ عَلَىٰ حَجْبِ دِيْنِنَاٰ
وَمَنْ ذَاٰ يُغَطِّيْ نُوْرَ شَمْسٍ بِمُنْخُلِ

وَإِنْ يَرْمِنِيْ كَيْدًا بِأَحْجَاٰرِ حِقْدِهِ
بِأَحْجَاٰرِهِ أَبْنِ الْأَسَاٰسَ لِمَنْزِلِيْ

وَأُعْلِ بُرُوْجًا لَوْ أَتَىٰ مُتَسَوِّرًا
كَبَاٰ دُوْنَهَاٰ بَلْ دُوْنَ أَسْفَلِ أَسْفَلِ

خَلِيْلَيَّ عَهْدًا لَنْ أُوَاٰلِيَهُ وَلَنْ
أَمَلَّ جِهَاٰدًا فِيْ قِتَاٰلٍ مُجَدِّلِ

أَطُوْفُ جَلُوْدًا بِالنَّوَاٰئِبِ كُلِّهَاٰ
وَهَيْهَاٰتَ أَشْكُوْ مِنْ عَيَاٰءٍ مُعَرْقِلِ

فَسَيْفِيَ دِيْنِيْ وَالْمُهَيْمِنُ نَاٰصِرِيْ
وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ اللهِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

باسم أحمد قبيطر – إسبانيا